" محتكري " الولاء .. عديمي الانتماء
اكبر مصائبنا في الاردن تأتت من فئة قليلة العدد ولكنها قوية التأثير بحكم انها تمكنت من تولي مناصب قيادية عليا في الدولة وأورثت مواقعها للابناء والأصهار والمحاسيب وبالتالي شكلت بصورة أو اخرى مجتمعا مخمليا والرابط بينهم مصالحهم على قاعدة ( شيلني لآشيلك ) وكله من خيرات الوطن .
افراد هذه الفئة ليس سهلا عليهم مغادرة المجتمع الذي صنعوه بفذلكتهم وفهلوتهم وتحايلهم على الانظمة والقوانين وقد باتوا يقطنون القصور ويأكلون بملاعق من الذهب ويركبون السيارات الفارهة ويملكون استثمارات بالملايين داخل الاردن وخارجه .
ليس شرطا ان تكون مكاسبهم من المناصب التي تولوها ما تمكنوا من الاستحواذ عليه من مقدرات الوطن بل ايضا العلاقات التي نسجوها في الداخل والخارج تحت عناوين ( البزنس والعمالة والانقياد لجهات خارجية ) على حساب المصالح العليا للوطن واصبح لكثير منهم حسابات سرية في بنوك اجنبية وشراكات في اعمال تجارية بحيث انهم وحين يضطرون الى ترك مناصبهم يتوجهون الى تولي ادارة ما صنعوه من بزنس كمحطة مؤقته لحين عودتهم لتولي منصب آخر كما اعتادوا .
افراد هذه الفئة يعرفون ان عوراتهم مكشوفة لكنهم يتجاهلون ذلك ونراهم في كل محفل سواء أكانوا في مناصبهم أم خارج الوظيفة العامة نراهم ُينظرون علينا على أمل ان يقنعوننا بأنهم الأقدر على تولي المناصب والاحرص على مصالحنا العليا وسلاحهم في جميع المواقف انهم ينطلقون في ادائهم تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك مؤكدين اخلاصهم وولائهم الشديد للعرش الهاشمي الى درجة انهم يحسسوننا بأننا اقل منهم ولاءً واخلاصا وأن من حقهم والحالة هذه ان يحافظوا على مكاسبهم وان يحظوا بالمناصب العليا .
الى مثل هؤلاء نقول اذا كنتم مقتنعين بانكم تحتكرون الولاء فانكم من وجهة نظر عامة الشعب وقد صنعتكم المناصب وتكسبتم من خيرات الوطن دون ادنى وازع ضمير فان الفارق بينكم وبيننا انكم عديموا الانتماء لتراب الوطن الذي احتضنكم فيما نحن عامة الشعب قد مزجنا الانتماء لثرى الاردن والولاء للعرش الهاشمي في بوتقة واحدة لا رجعة عنها .