المختبر المسرحي الجوال
أعطني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا , بهذا الشعار الذي اختير هذا العام للمسرح الجوال , والذي هو عبارة عن مختبر تدريبي لفئات المجتمع المختلفة , طلبة الدارس , العمال , المثقفين ,المساجين , وغيرهم الكثير من ابناء المجتمع الذين يجدون لديهم الموهبة والقدرة على ان يقفوا على المسرح امام الجمهور من دون ارتباك او وجل , وهو مختبر لصقل مواهبهم واثراء مقدرتهم على التمثيل الجاد الهادف المتزن الذي يقدم الحياة العادية على المسرح من دون ابتذال او امتهان لذوق المتلّقي , وهو من ضمن المشاريع التي اطلقتها وزارة الثقافة العام الماضي بإدارة وقيادة المخرج المسرحي الموهوب حكيم حرب وهو المخرج الذي تخرج من جامعة اليرموك على يد المخرج المسحي الرائد عبدالرحمن عرنوس .
ولمن لا يعرف حكيم حرب فهو مخرج مسرحي اردني يعمل على اخراج مسرح هادف , جاد , يوصل الفكرة من غير ابتذال , ولا تسويف , وهو مدير لمهرجان المسرح الاردني ومسرح الشباب ومسرح الطفل الاردني, وقد شارك في العديد من المسرحيات والاعمال التلفزيونية مخرجا وممثلا , ونال الكثير من الجوائز من الاردن وخارجة . امّا عبدالرحمن عرنوس فهو مخرج ومؤلف تلقائي مصري , عاش في القرن الماضي وعمل لأكثر من خمسين سنة في المسرح وهو مؤسس مسرح المقهى ومسرح العربة ومسرح الشارع ، ومسرح الصيادين في الدهقلية بمصر ,وهو الذي اسس في جامعة اليرموك مختبر اليرموك المسرحي , وقد اشتهر ايضا بإخراجه وتمثيله للأدوار الصعبة.
عندما دعاني مير مركز الامير الحسين الثقافي في معان لأحضر تخريج الطلبة المشاركين في المختبر المسرحي الجوال , توقعت ان ارى واسمع محاولات لممثلين طلبة لا يمتلكون القدرة على ايصال الفكرة , لكني تفاجأت بالمستوى الراقي , والاداء الممتع , الذي ابهرني وابهر الحضور , مع ان بعض من ادّوا الادوار لا يتجاوز اعمارهم العشر سنوات , وقد حفظوا ادوارهم بلغة عربية فصحى سليمه , ومن دون اخطاء ابدا ساعدهم في ذلك المخرج المبدع حكيم حرب , والامكانيات الهائلة المتوفرة في مركز الامير الحسين الثقافي , والخدمات الادارية الكبيرة لمدير وموظفي المركز .
ان مثل هذه الافكار النيرة الجادة والتي تقدّم مسرحا جادا غير مبتذل , جديرة بان تدعم من قبل وزارة الثقافة , مثلا بتوفير حافلة كبيرة يستطيع من خلالها الممثلين ومتاعهم الانتقال في جميع ارجاء الوطن الغالي , حتى لا تبقى هذه التجربة حكرا” على مراكز المحافظات فقط .