ايدلوجيات الحرب الفكرية
بقلم – مشهور قطيشات
الحروب أنواع و ضروب. و ما صهيل الخيول و صليل السيوف، و زئير القذائف و الطائرات، إلا المظهر الخارجي لحرب خفية خافتة الصوت، يغلبها السكون و الصمت و الظلام. هناك الحروب الاقتصادية، و الفكرية، و العقائدية، و ما يسمى بحرب النفس و الأعصاب. و الحروب الصائتة لا يلجأ إليها و ينتفع “النفخ” في الأقلام و الكلمات.
و إذا كانت آلة الدمار في الحروب الساخنة مدافع و غواصات و بوارج و طائرات و بنادق و رشاشات
فإن إدارة التخريب في الحروب الباردة مذاهب و صيغ و مبادئ و أفكار و صور موحية و نظريات. و كما أن هناك مصانع و مخابر المدمرة للتحصينات و القواعد الدفاعية و الهجومية، فهناك أيضا مخابرات و مؤتمرات تآمرية سرية غايتها و تطوير أحدث الأساليب النفسية الناسفة لبنيان و كيان المجتمعات و الداكة لمعاقلها و قواعدها الفكرية و المذهبية،
تلك ميدانها الكون الطبيعي سماء وأرضا و بحرا و نهرا، و هذه مركزا الكيان الإنساني خيالا و نفا و قلبا و فكرا. غواصات تلك تلغم مسالك المحيطات و أليم، و غواصات هذه تتوغل في أغوار النفس وتلغم مسارب و إذا كانت حروب القنا و السيوف و السهام، و الرصاص و القنابل، تشتعل حينا و تخمد تحت الرماد و السلم أحيانا، فإن وغي الأقوال و الشبهات و الأقلام، و المداد و الأفكار و المطابع مضطرمة أبدا
ووسيطها مستعمر بصورة مستمرة دائمة.
و هدفها ليس التصفية الجسدية للأفراد، و إنما التسرب إلى الروح الاجتماعي. والكيان الإنساني، و تدمير ما هناك من عقائد و مبادئ- أو على الأقل تخديرها و محاصرتها و عزائها- و غرس مكانها عوضا و بديلا، ليسهل الاستيلاء على المجتمع و الفرد من الداخل، و سوقه و توجيه حيوانيته كآلة مسخرة دون أن يحس أو يعي أنه أصبح رقيقا بأساليب عصرية ” مهذبة“
و هذا المجتمع هل يمكن أن يظل بمنادى و معزل عن هذه الحروب الشيطانية الجهنمية؟ الحقيقة المرة- بالنسبة لنا و الحلوة و تحدت ضدها الأضداد، و ألتقي عليها شقا المقراض، ووحدات المصلحة المشتركة في تهديمها و تحطيمها، بين القريب و البعيد، و الحبيب و البغيض،
إذن إن هذه الحرب تعني بكل بساطة التسرب إلى مركز التماسك و التجاذب و التوازن- الذي هو روح الأمة و كيان المجتمع- و زرع فيه من الأفكار ما يحطمه، أو على الأقل ما يشوش عليه و يبلبله و يعطيه عن أداء وظيفته، و يحاصر مركز القوة و يعزله،- و هذه على الترتيب هي قوانين الشطر و التفتيت، والغموض و البلبلة، و الحصر و العزل و كف الفعالية، كما سنرى- ثم زرع الأفكار المناسبة لتسخير المجتمع و توجيهه- و هذا هو قانون غرس النقيض، أي البناء و لتركيب بعد الهدم و التعليل
لذا اقول هنا ان الحرب التي تشنها قوى التطرف والارهاب علينا هي حرب فكرية تعتمد على نشر الفكر الدني المتطرف البعيد عن الاسلام لتحقيق الاهداف وكسب المزيد من التاييد الشعبي تحت مسميات محاربة امريكا والغرب وهم الا كاذبون في الحجة والبرهان نا اقول للجميع حربنا هي حرب فكر واراده حرب منهج وعقيده حر وطن وامه علينا التوحد ورص الصفوف والوقوف خلف قيادتنا الوطنية الهاشمية وخلف قواتنا المسلحةواجهزتنا الامنية الاردن شعب واحد وجيش واحد وقيادة عربية هاشمية قرشية تعرف من اين تؤكل الكتف حمى الله الوطن وحم سيد البلاد وجنب وطننا كل مكروة