ربع ساعة فقط…مع جلالة الملك
أيا سيدي…
لا نعرف للتشاؤم أو الاستسلام طريق ولا نضع للتحدي بعوائقه أدنى اهتمام…لأننا هكذا تعلمنا منك…ولكن يا سيدي قد ضاقت بنا بعض الأمور…أنت تريدها كما نريدها نحن…ولكنهم يريدونها كما يريدونها هم…وقد جعلوا من الحجب الخائنة للثقة حجابا يظهرها كما تريدها أنت ولكنها في حقيقة الأمر هي كما يريدونها هم.
أيا سيدي….
لم ولن نفصل طموحنا عن مصلحة الوطن ولن نجعل الطموح مهما كان أولوية على مصلحة الوطن…ولكنهم جعلوا من الوطن سلماً يتسلقونه بكل مكر وخبث وألوان مزيفه ولن يهمهم حتى أن يدوسوا الوطن بأقدامهم ليحققوا طموحاتهم ومكتسباتهم الضيقة النتنة وبرغم ذلك لهم هكذا ممارسات ويضعون حب الوطن ومصلحته عنوانا لتسلقهم…نعم سيدي قد وصل الأمر بخبثهم إلى هذا الحد…
أيا سيدي….
أسعفنا فنحن قد احترنا بتصنيفهم واحترنا مع أي صنف سنسير…هل نسير مع صنف من تسيد وليس له بالسيادة شيء…هل نسير مع من عارض ولمكتسبه الأناني كان لمعارضته عنوان…هل نسير مع من أسقط على المعارضة إسقاطا وزرع بحوضها زراعةً ثم باعها عند الوصول لأول منصب …هل نسير مع من باعنا وطنيات ثم حصل على مراده فأصبحت الوطنيات التي كان يبيعها شيء تافه أدنى من مستواه…هل نسير مع من عارض ثم أصبح مواليا ثم عارض ثم حقق مكسب ثم ارتد…هل نسير مع من والى ثم عارض ثم والى ثم عارض ثم حصل على مكسبه ثم ارتد…. هل نسير مع من كان ولائه مناطقياً عنصرياً ويا ليتها حقيقية بل مزيفه لاكتساب فقط قلوب من غرر بهم من أناس بسطاء …هذه هي أصنافهم لم نستطيع أن نجد منها ما يريح قلوبنا وما يقنع عقولنا وما يطيَب ضمائرنا…
أيا سيدي…
تعلمنا منك ألا نكون من ضمنهم ولم ولن يشرفنا أن نكون من ضمنهم هذا ما تعلمناه منك …لن نكون إلا الأوفياء المخلصين لك ولوطنك ولشعبك…إن عارضنا فمعارضتنا هي الإخلاص والوفاء لهذا الوطن وشعبه وقيادته…وإن والينا فلا موالاة لنا إلا كان الإخلاص عنوانا له نزفها لهذا الوطن وشعبه وقيادته وسياسات دولته…ولكن يا سيدي هؤلاء المخلصون الذين أتحدث بحال لسانهم هم الأقل حظاً… فلا مكانا ولا نصيباً لهم…هم من يدفعون الضريبة تلو الضريبة…ولكنهم ليس بمحط اهتمام أي صنف من الأصناف السابقة التي غلب سوادها على حالتنا السياسية العامة بل أطبقوا إطباقا على هذه الحالة….هل ذلك لأن هذه الأقلية فعليا تعتبر من المفاهيم المضمونة “بالجيب”….وهل يفرض عليهم أن يكونوا أحد الأصناف السابقة ليحظون بحقوقهم…أم يبقوا تلاميذاً في مدرستكم الهاشمية دافعين للضريبة واقعين بين فكي كماشة صنفين مزيَفين ثم يؤذون ثم تقتل طموحاتهم ثم تثبط هممهم ثم تثبت مواقعهم ثم يخرجون في النهاية بخفي حنين…وبرغم ذلك لن يكون لهم عنوانا سوى الإخلاص والوفاء…ولن نقبل مدرسة غير مدرستكم وبكل فخر….
أيا سيدي….
إن كانوا ينظرون للوطن فقط كعكه يتنافس المتنافسون من هذه الأصناف للحصول على قطعه منها بغض النظر عن اللون الذي اختاروا ارتدائه…تأكد بأننا لن نكون إلا الشوكة في خاصرتهم جميعا…قد لا نستطيع وقد لا نستطيع الصمود أمام جبروتهم وظلمهم إلا أنه يكفينا شرف وفخر بأن نعيش ونموت على نفس اللون ونفس المبدأ…لون ومبدأ الوفاء والإخلاص…تعيش سيدي ويعيش المخلصون والأوفياء…والموت الزؤام لهذه الأصناف ولنا شرف وفخر تاريخي بأننا من هذا الصنف الذي لا يعرف معنى الغدر ولا الكذب ولا المحاباة.