0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

القادسية ودمى الثلج وفضاءات خارجية

د.   خالد الخلفات

 

القادسية التي انقطعت مع الطفيلة عن العالم وغابات الثلج والصنوبر .. كما ظهرت عصر هذا اليوم الجمعة 27. 2.2015 وخيوط الشمس تتمايل على أغصان الصنوبر …تخفف من بردها وجمودها ..تحزن…. وقد رأت شجرا قد تكسرت أغصانه…القادسية حتى هذا المساء ما زالت وبعد عشرة أيام من تساقط الثلوج تعاني من آثار الثلج ..الذي ما زال راسخا ثابتا…. ثبات أهلها وعزمهم….. وإصرارهم على التمسك بتراب الوطن ….

رغم البرد القارص …..والثلج الذي يقطعهم عن العالم….. في القرن الحادي والعشرين…. وكأننا في دولة من دول العالم العاشر …منسييون ..مهمشون ..مهشمون … ….لكنهم ولكننا… مع ذلك… قابضون على جمر اللظى من أجل الوطن ….قابضون على الصقيع حتى لو جمدت أيدينا …وتجمد الدم في عروقنا …مصرون على الحياة ..

كما طفل صغير حمل حقيبته في اﻷيام الماضية في القادسية ذات صباح ..تجمد الدم في عروقه… ولم يعد قادرا على المسير ..كما طفل في ذاك المكان ..فتح حقيبته وأخرج كتاب اللعة العربية ….فتح صفحة من الكتاب…. فقرا بيت أحمد شوقي ….
وطني لو شغلت بالخلد عنه ….نازعتني إلبه في الخلد نفسي
اخرج قلمه ليكتب ..حاول أن يكتب ..هذا البيت ….كتب الواو .كتب الطاء ولم بستطع أن يضع عصا لها …فقد انكسرت عصا اتكأنا عليها ولم نقع …توقف عن الكتابة مكرها …تذكر طفلا في عمان ….شاهده في أحيائها الراقية على شاشة التلفاز .. يخرج من سيارة فارهة ….يلعب بالثلج ..ويصنع رجلا وهميا من الثلج…..وضع له عينين …وفما… ونسي أن يضع له أنفا ….فرح الطفل ….ﻷنه لم يضع انفا له … ..ثم وضع قبعة .. يلبسها الناعمون …

 

 كان يتمنى ان يلبسه شماغا ..ثم ضحك وقهقه كثيرا…. رغم أنه غير قادر على الضحك من شدة البرد وقلة الدفء …في اليوم التالي بالتأكيد … سيذوب رجل الثلج … كما سيذوب كل الرجال هناك ….ﻷنهم من ثلج وشمع …أما هو فسيكون مشروع رجل ..لن بتزحزح من جبال ضانا والقادسية ….هو من سيحمي الوطن ….هو من سيكون حراثا ..هو من سيكون جنديا ..با أهل عمان ….لا نريد تدفئة مركزية لمدارسنا ….ستصيبنا عدواكم ….سنصبح شبابا ناعمين …اصحاب احزمة نازلة…. وخصر ساحل ….تلغي رجولتنا ….نحن بحاجة إلى الرجولة.. ..لنحمي الوطن ..فربما لا يعني لكم الوطن شيئا