لا تنتخبوني
يوم الإنتخابات، ستكون ساحات مجمع النقابات المهنية في الشميساني مكتظة، بالناس وملئى باليافطات الإنتخابية، وستكون ممراتها مكتنزة بالمرشحين وممثليهم لإقتناص ناخب هنا، أو معرفة من هناك.
وما أن يصل الناخب الى قاعة الشعبة الهندسية التي ينتمي إليها، ستكون يداه ممتلئة بالبطاقات الإنتخابية للمرشحين على القوائم أو الفردي، فما الذي سيحدث في القاعة.
بعد التسجيل والتأكد من أحقية عضو النقابة بالتصويت، سيحصل الناخب على بطاقتين الأولى عليها أسماء مرشحي الشعبة والثانية مكتوب عليها أسماء المرشحين للهيئة المركزية، وهي الهيئة الوسيطة بين الهيئة العامة التي تضم كل عضو منتسب للنقابة، وبين مجلسها، حيث يمكن تشبيه الهيئة المركزية بالبرلمان والمجلس بالحكومة التنفيذية.
نعم، إنها تشكيلات أسسها النقابيون الأوائل، وطورها من خلفهم من منتسبي هذه النقابة التي يشار اليها بالبنان كبيت خبرة، ومظلة تحفظ حقوق المنتسبين لها، وتسعى لتحسين ظروفهم المهنية والمعيشية شيئاً على شيء.
في غرفة بين قاطعين، ستجلس المهندسات ويرتاح المهندسين وراء ستارة لإختيار ممثليهم في كلا الورقتين، فما الذي سيحدث في هذه الخلوة بين الأنا والذات.
ستجدون الأسماء مدرجة بالتسلسل الأبجدي، وأمام كل اسم دائرة مفرغة، والمطلوب منكم أن تملئوها باللون الأسود بواسطة القلم الموجود لهذا الغرض، حيث سيتمكن الحاسب الآلي من فرزها آلياً لتظهر النتائج في أقل من ساعة بعد بدء عملية الفرز.
وتشير الأرقام بأن أكثر من عشرة آلاف مهندسة ومهندس سيدلون بأصواتهم لأول مرة، ولهم ولمن سبقهم الى الإنتخاب في الدورات السابقة أقول لا تنتخبوني، نعم … أنها دعوة حقيقية وليست خطأ مطبعي، فأنا المدعو (مراد فرحان الكلالدة) المرشح لعضوية الهيئة المركزية عن قائمة العمل المهني أعلنها صراحة لعدم التصويت لي وأرجوكم أن:
لا تنتخبوني… إذا ما طمعتم بأن اكون جسراً لكم للحصول على لقب مستشار وبدون دفع رسوم.
لا تنتخبوني… لأني حقنة ولن أضغط لحصولكم على رئاسة إختصاص خلافاً للتعليمات.
لا تنتخبوني… إذا حسبتم بأني سأرشحكم لدورة مجانية بدون أحقية.
لا تنتخبوني…. إذا فكرتم بأني يمكن أن ازكيكم لعضوية لجان التحكيم لقربى او تحزب.
لا تنتخبوني… إذا سولت لكم أنفسكم بأني سأدفع بإتجاه مشاركتكم بمؤتمر بشرم الشيخ كنزهة لكم ولعائلاتكم.
لا تنتخبوني… لأني لن اتوسط لكم لتجاوز السقوف الهندسية المقررة لكم فئة.
لا تنتخبوني… لأني غير معني بتزكيتكم لعضوية مجلس البناء الوطني ولجان الكودات إلا إذا كنتم أهلاً حقيقياً لهذه المهمة.
لا تنتخبوني… لأني لن أرد على طلبات إعتماد مواد التجميل على حساب التامين الصحي.
لا تنتخبوني… لأخذ دور غيركم في التدريب على نفقة النقابة.
لا تنتخبوني… لتمريق مخططاتكم الهندسية بدون تكليف.
لا تنتخبوني… إن كانت عينكم على منصب الأمين العام براتب ستة آلاف دينار شهرياً.
لا تنتخبوني… في حال رغبتم بدعمي لإحتلال منصب مدير مركز تدريب المهندسين لعمر مديد.
لا تنتخبوني… للإبقاء على نادي المهندسين حكراً على فئة دون غيرها.
لا تنتخبوني… لأني سأحارب الفصل بين المهندسين والمهندسات في اللجان.
لا تنتخبوني… لأني مع تفعيل مسبح النقابة للعائلات.
لا تنتخبوني… لأني ضد المرابحة لأنها أخت الربا.
لا تنتخبوني… لأني ضد المضاربة بأموالكم في السوق المالي.
لا تنتخبوني… لأني مع السفر والترفيه والمرح ومع الغناء للحياة.
لا تنتخبوني… لأني سأفتح ملفات الأراضي والسمسرة وألعن سنسفيل كل من تثبت إدانته بالفساد.
لا تنتخبوني… لو فكرتم بأني سأكون البوابة لتبييض الأموال وشراء الذمم.
لا تنتخبوني… إن شعرتم بأني سأوافق على إختلاق الإعلانات التجارية وتشغيل مطابعكم.
لا تنتخبوني… لأني سأتخابر مع الأجانب واتعاون معهم أفراد ومؤسسات لما هو لمصلحة البحث العلمي.
لا تنتخبوني… لأني سأقف ضد التلميع الإعلامي لحزب أو تيار بإستخدام مقدرات النقابية المالية.
لا تنتخبوني… لأني سأحرق كل الجرائد وأحول مكتبة النقابة إلى مكتبة اليكترونية.
لا تنتخبوني… لأني سأعترض على كل طلبية منسف أو كنافة آخر الليل.
فإن كنتم تتفقون معي على ما سبق، فنحن في قارب واحد، وليكن شعارنا إذن: الجميع لواحد وواحد للجميع، وكل إنتخابات وأنتم بالف خير.