0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

لكل يتيم صف دراسي

 

الآلام والمشكلات في المشرق العربي والإسلامي لا تنتهي ، أزمات عاصفة ، بعضها يرجع سببه إلى الجهل والبطالة وانعدام العدالة الاجتماعية ، وبعضها الآخر يأتي بسبب الكبت والظروف السياسية وفقدان القرار الوطني وانعدام الإحساس بالمسؤولية العامة للمؤسسة والوطن والأمة .. 

 

وكجزء من مبادرات المجتمع المدني في تركيا لتقديم حلول عملية ، للمشكلات المستعصية والدائرة فيما يخص الشعب التركي أو الشعوب الأخرى ، انطلقت مبادرة غير نمطية برعاية هيئة الإغاثة الإنسانية  المعروفة لدينا باسم ( إي ها ها ) تتصل بتقديم الحل الجزئي لمشكلة الأيتام في سوريا وفلسطين وآراكان وغيرها ولو بشكل بسيط  . 

 

فأثناء أحد اللقاءات التي قمت بها مع السيد مراد يلماز الذي يشغل منصب  رئيس شعبة الأيتام في هيئة الإغاثة الإنسانية ، دار عصف ذهني بيننا عن طبيعة المشروع وأهدافه ، وعن أعداد الصفوف والمدارس المشاركة فيه والمتوقع منها أن تشارك ، ولطالما غمرتني السعادة وأنا أستمع له يسرد لي دخول عشرات الآلاف من طلبة المدارس في هذا المشروع .  

 

تقوم الفكرة على أن يدفع كل طالب من مصروفه الشهري قيمة بسيطة ، وتجتمع المبالغ لكل صف دراسي في نهاية الشهر ليتم تقديمها لهيئة الإغاثة كتبرع بكفالة يتيم ،مشفوعة مع رسالة محبة من طلبة الصف إليه

 

المشروع آخذ بالتوسع في عشرات المدارس في كل الولايات التركية ، ونظراً لعدم قدرة الطلبة على تأمين مبالغ كبيرة ، فإن هذا المشروع شجّع الأهالي على كفالة الأيتام بصورة أوسع ، مما عزز من قدرة هذه المشاريع على سد الحاجة الملحة لأكثر من خمسين ألف يتيم بشكل جزئي

 

ولا يخفى على أحد الأثر النفسي الذي يتركه هذا المشروع وأشباهه على اليتيم ونفسيته ، وعلى شخص المتبرع الصغير ونفسيته ونظرته للمجتمع وإحساسه بالمسؤولية العامة أيضاً  . 

 

هذا المشروع فتح شهية العديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية والإغاثية لتحذو حذو هيئة الإغاثة لا سيما في ظل  تفاعل الشارع التركي مع قضايا اليتم والكفالات ، والنجاحات التي حققتها الهيئة الإغاثية ودورها في تشجيع هذه المشروعات المجتمعية .

 

هذا المشروع وأشباهه يمثل منطلقاً لتفكير جزئي من طرف المؤسسات الأهلية وحصون المجتمع المدني للدخول في أتون العمل الاجتماعي الهادف لسد الثغرة الحاصلة ، ولملء الفراغ فيما يتصل بتأمين احتياجات الشرائح الأكثر تضرراً وفقراً وحاجة في المجتمع ، وهو أمر لا بد من تكراره في البلاد العربية برمتها ، ليسر التعامل معه ، وللأثر الكبير الذي يتركه في الواقع إذا وجدت الأيادي البيضاء النقية