مسدسات فوق القانون
مسدسات فوق القانون
يبدو ان تصاعد مسلسل المسدسات بدا ياخذ اشكالا جديدة في ظل غياب القانون وصيام الدولة فها هي الحكومة وكما عودتنا في كل حادثة تضع راسها في الرمال بغية التنصل من القيام بواجباتها الدستورية وهاهو هذا الشعب الطيب يستمر في منح الفرصة تلو الفرصة للحكومات المتعاقبة بسياساتها الخاطئة من خلال تمسكه بحالة الصمت الغريبة والتي تنتابه حيال مختلف القضايا التي تهم الشان الوطني ويتضح ذلك من خلال انقياد الشعب بسهولة خلف سوء الاجراءات الحكومية و في جميع الاتجاهات وحسب بوصلة الرياح المتحركة بفعل فاعل فقد نجبر انفسنا على فهم انه من حق الحكومة ان تتاثر بتلك الرياح لان اولوياتها لم تكن في يوم من الايام تراعي مصلحة الشعب والوطن بنسبة مرتفعة ولهذا نصنفها بالحكومة صاحبة الوزن الخفيف ولكننا لا نستطيع ان نفهم كيف ينقاد ذلك الشعب الثقيل بتاريخه وعروبته وطيبه وحبه لوطنه بفعل تلك التيارات خلف تلك الحكومة الخفيفة فهذا شان غير مقنع لاحد فالاصل بالوزن الثقيل ان لا يتاثر لا بالرياح ولا بالاعاصير اما ان يتم سحبه وتدريجه هنا وهناك بفعل تلك الاوزان الخفيفة فهذه صورة قاتمة تستحق منا جميعا ان نتوقف عندها ونعاود تحليلها ودراستها بغية تحديد العلاج الشافي لها وقد يعزز من عودة وجود ذلك الثقل سيادة عدل القانون اولا ووجود احزاب وطنية قوية وبرلمان تفرزه الديمقراطية والصناديق وقانون انتخاب عصري يراقبون جميعهم اداء الحكومة باجهزتها المختلفة ويتدخلون اذا ما لزم الامر لاحقاق الحق وابطال الباطل وهذا للاسف مفقود لدينا وغير موجود حتى هذه اللحظة وقد تسبب كل ذلك مجتمعا في تفشي ظاهرة انتشار مسدسات المياه بغية تحقيق بعضا من الاهداف الحكومية والتي لا يبدو انها تبشر بخير في ظل استمرار تردي الاحوال وغياب القانون فقد بات واضحا للصغير قبل الكبير ان الدولة تذهب نحو السيناريوهات التي تساعدها على تنفيذ مخططاتها المعاكسة لبوصلة الشعب والوطن في معظم الاوقات والظروف ويعزز من ذلك السوء عدم قدرة الشعب والاحزاب والقوى السياسية على اكتشاف الحقيقة مبكرا عند وقوع الجريمة وتعمد الى اكتشافها بعد بدء ظهور سلبياتها اي بعدما يقع الفاس في الراس بدليل ان الحكومة مستمرة في تطبيق وتدريس المناهج القديمة التي كانت قد الفت وشرع في تدريسها قبل عشرات السنين فها هو سيناريو المشاورات قد شارف على الانتهاء دون اي مراعاة لاي من المصالح الوطنية والشعبية ومسلسل رفع الاسعار يسير باتجاه تغطية اعباء الصناديق الحكومية والتي افرغها الفاسدون ومع استمرار وتكرار مجريات الاحداث المريضة فان هذا يجبرنا للعودة والوقوف عند الاية القرانية الكريمة, قال تعالى : “ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم” لهذا يتوجب علينا كشعب ان نعمل على تغيير ما بداخل نفوسنا ونغير انماط حياتنا وبعض من سلوكياتنا التي ساعدت في تفشي تلك الامراض المجتمعية حتى نتمكن بعد ذلك من فرض انفسنا وهمومنا وشكل مستقبلنا الذي نطمح على الحكومة واجبارها على التغيير والانقياد خلف مصالحنا الوطنية والشعبية بدلا من انقياد الشعب خلف سلسلة اجراءات حكومية في الغالب لا تراعي ايا من شؤون لا الوطن ولا الشعب ولا حتى الحكومة سائلا العلي القدير ان يساعدنا على تغيير ما بانفسنا وانفس صناع قرارنا لما فيه خير الشعب والوطن انه نعم المولى ونعم النصير .
العميد المتقاعد
بسام روبين