القاعده وامريكا والمسلمين
القاعده وأمريكا والأسلام …( 1 )
بقلم : د.الشريف محمد خليل الشريف
بعد ان تزايدت عمليات المجاهدين ضد الشيوعية بدعم من امريكا عن طريق المخابرات الباكستانية ، في نفس الوقت الذي تزايدت فيه اعداد المجاهدين العرب الملتحقين بالجهاد نتيجة تشجيع المملكة العربية السعودية ودول الخليج لذلك ، حيث مولت السعودية والأثرياء السعوديين مكتب خدمات المجاهدين والذي كان يديره الشيخ عزام في افغانستان بمبلغ 600 مليون دولار، والذي قام باقناع اسامه بن لادن بالأنضمام للمكتب حيث إستخدم ماله الخاص وعلاقاته مع العائلة المالكة بالسعودية واصحاب الثروات النفطية بالخليج لتمويل المجاهدين ، وبعد هذا الدمج مابين مكتب المجاهدين وبن لادن تدفق العديد من الأسلاميين على افغانستان للجهاد ضد الشيوعية ، وكانت امريكا تراقب الوضع جيدا وخاصة بعد ان بدأ المجاهدون بالتجمع في مكان واحد فكان لابد لأمريكا ان تطلق اسما على مكان هذا التجمع الذي اعتبرته قاعدة لتجمع المجاهدين والمتطوعين فأطلقت عليه اسم القاعده ثم تبنته وكالات الأنباء وباقي منظمات العالم .
بعد انسحاب القوات السوفيتية مهزومة من افغانستان عاد بن لادن الى السعودية حدث الغزو العراقي للكويت عام 1990 والذي وضع السعودية وحكامها وقواتها في دائرة الخطر بسبب وجود حقول النفط على مقربة من الحدود مع الكويت بالأضاقة الى دعوة الرئيس صدام حسين للأتحاد العربي الأسلامي ، مما جعل بن لادن بتقديم بعرض خدمات مجاهديه على الملك فهد بن عبد العزيز لحماية السعودية من الجيش العراقي ، وقد رفض الملك فهد العرض واختار بدلا منه السماح للقوات الأمريكية والحليفة معها بالأنتشار على الأراضي السعودية مما أثار غضب بن لادن الذي اعتبر ذلك تدنيس للأراضي المقدسة لأرض الحرمين الشريفين وهذا ماجعل حكومة السعودية تقوم بسحب الجنسية السعودية من بن لادن ونفيه الى السودان في ابريل 1994
تبنى تنظيم القاعده بعد الحرب على العراق بقيادة امريكا وحلف الناتو فكرة ان هناك تحالفا مسيحيا يهوديا يتآمرعلى تدمير الأسلام ، ولا شك بانها فكرة صحيحة لمتابع مايحدث للمسلمين في كثير من دولهم وأماكن تواجدهم من حروب وقتل وإباده ، بالأضافة الى ماصرح به الرئيس الأمريكي بوش الأبن بعد الحرب على العراق يأنها حرب صليبية جديدة ولم تكن هذه زلة لسان من رئيس أكبروأقوى دولة في العالم ، وإضافة الى ذلك ماتمارسه اسرائيل المدعومة من امريكا وأوروبا على أرض فلسطين الحتلة من ممارسات عنصرية ضد المسلمين والمعابد والمساجد والآثار الأسلامية ، ومن منطلق هذه الفكرة بدأت القاعدة بشن هجماتها والتي إعتمدت الهجمات الأنتحارية والتفجيرات المتزامنة لأهداف مختلفة .
في بداية عام 1996 اعلن تنظيم القاعده الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من الأراضي الأسلامية ، وبدأ في تركيز موارد القاعده لمهاجمة امريكا ومصالحها وكانت البداية في 25/6/1996 بتفجير ابراج الخبر في المملكة العربية السعودية اسفرت عن مقتل 15 جندي أمريكي ، وفي عام 1998 قام تنظيم القاعده بعملية تفجير السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام ادت الى قتل أكثر من 300 شخص من المدنيين ، وفي عام 2000 اطلق تنظيم القاعده الصواريخ على المدمرة الأمريكية (يو أس أس كول) في اليمن اسفر عن تدمير المدمره في الميناء اليمني وقتل 17 جنديا امريكيا ، أما عمليات 11/9/2001 فهي الأكثر تدميرا وتأثيرا وتحتاج الى تحليل منفرد …. يتبع في الحلقة القادمه .