لا حياة بلا أمل ولا تنمية بلا عمل
إذا خلت الحياة من الأمل فلا جدوى منها ، ولا يترتب على حراك الفرد فيها أي قيمة ، وإذا وجد الأمل ًافتقدنا سبل التعبير عن توجهاتنا نحو المستقبل ولم نستطع أن نطبقها على أرض الواقع من خلال ترجمة عقلانية عملياتية ناضجة ، يبقى الأمل قاصرا عن بلوغ الهدف .
إن أبرز احتياج نفسي تتطلبه النفوس الملتهبة اليوم هو الأمل ، الأمل بالحياة ، الأمل بالحرية ، الأمل بالأمن والاستقرار ، الأمل بحرية التعبير والتغيير ، وقبل ذلك ، الأمل بأن يكون غدنا خيراً لنا من يومنا وأمسنا .
التوازن هنا مطلوب بصورة ملحة ، فعلينا أن لا نفرق الناس والشعوب في بحر العاطفة ليصبحوا مشبعين بالأمل ونحن لا نملك مفاتيح التغيير والعمل ، وإلا اصطدم الشعور النفسي بواقع لا يمكن تغييره ، فتنقلب الموازين ، وتشيع الحسرة والانكسار النفسي ويصعب بناء الأمل في النفوس من جديد .
كما ينبغي لنا أن نؤسس لمنهجية العمل الناضج على مختلف المستويات ، عمل تخطيطي وإداري ، حكومي ومؤسساتي ، ذكوري ونسوي ، حزبي وجماهيري ، لنقفز فوق حواجز التخذيل .
المسؤولية الكبرى عنا تقع على عاتق النخب السياسية والإعلامية بالدرجة الأولى ، فهم كقيادات وأصحاب نفوذ عليهم أن يفتحوا نافذة الأمل في كل خطاباتهم ولقاءاتهم ، ليستمع الناس بداية لكلام فيه نسائم أمل يمكن تصديقها والإيمان بها ، ثم عليهم بعد ذلك أن يطرحوا برامجهم التعبوية والنهضوية والتشغيلية التي تخرج الناس من بخار الشعارات المتلاطمة إلى ما يمكن للعين أن تبصره في الواقع .
هنا يمكن لنا الحديث عن تغيير المزاج العام ، وتحويل أنظار المجتمع من حالة الخوف واليأس والتردد إلى حالة الثبات والاستقرار الوجداني التي يليها مشروع البناء والارتقاء .