لغة العقل في التعامل مع قضية الطيار معاد الكساسبة
هيثم الرواشدة – رئيس اتحاد متقاعدي ومتضرري الشركات الأردنية
ان التعامل مع اية قضية يحتاج الى تغليب لغة العقل ، ومراعاة كافة الأبعاد مهما كانت بسيطة ، بعيدا عن التهويل والتهديد واختلاق البطولات الزائفة ، حتى لا تتشوه الغاية وتصبح في مهب الريح .
وفي قضية أسر الطيار الأردني معاد الكساسبة ، من قبل تنظيم الدولة ( داعش ) فإنني أرى بأن الموضوع يتم تناوله بشكل خطير جدا ، بعيدا عن الفطنة والكياسة والدبلوماسية ، حيث أصبحنا نتغنى بالبطولات والأمجاد ، وأمسينا نمارس هواية التهديد والوعيد والاستفزاز ، ونسينا في غمرة إنفعالاتنا بأن طيارنا الشاب لا زال أسيرا في قبضة ( داعش ) ، فيجب علينا جميعا أن نتحلى بالصبر والحكمة ، وأن نتعامل مع الحدث الجلل كأمر واقع بكل هدوء وروية ، فحياة أسيرنا الحبيب أهم من جميع المزايدات
، وأهم من أن تأخدنا العزة بالإثم فنكيل الإتهامات العبثية لأية جهة وطنية مهما كانت ، وقد لفت نظري في هدا المقام ، مقالة للكاتب صالح القلاب ، يكيل من خلالها الإتهامات لجماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي لموقفهم ( اللين ) من قضية أسر الطيار الاردني ، وفي الحقيقة فإن الكاتب المحترم دأب على مهاجمة الإخوان المسلمين كلما سنحت له الفرصة ، وحتى لو كان موقفهم من تلك القضية متشددا لهاجمهم وأنكر عليهم موقفهم
وأنا باعتقادي أن الجماعة مارست دورها بكل حنكة ودراية ومسؤولية ، وتعاملت مع الواقع حفاظا على حياة ابنهم وابن الأردنيين جميعا ، وكم تمنيت على صالح القلاب ان ينتقد تعامل الدولة الأردنية مع الكيان الصهيوني الغاصب ، أو ينتقد على اقل تقدير ارسال جنودنا خارج حدود الوطن ليخوضوا حربا ليست لنا فيها ناقة ولا بعير ، سوى تنفيد سياسات وتوجهات أمريكية وصهيونية هدفها الأول والاخير ، القضاء على العروبة والإسلام .
وبالعودة الى موضوعنا الرئيس ، فإنني أدعوا إلى إنتهاج سياسة حكيمة ، رسمية وشعبية ، من أجل فك أسر طيارنا البطل وعودته سالما الى أهله ووطنه ، ولا أجد هنا ضيرا أو حرجا أن أناشد قادة ( داعش ) بأن يحكموا العقل ، وأن يتعاملوا مع طيارنا الأسير وكافة الأسرى ضمن تعاليم الإسلام التي تحكمنا جميعا ،
وأن يقتدوا برسول الرحمة ، ودعوته التي تخرج الإنسان من ظلمة الجهل والجور والظلم الى نور الهداية والحق والعدل ، وأخاطب فيهم ايضا إنسانيتهم التي كرمهم الله بها بأن تسموا قلوبهم وعقولهم فوق كل ما يغضب الله تعالى ، وأن لنا عدوا واحدا فقط ، هو الكيان الصهيوني الغاصب الدي استباح أرضنا ومقدساتنا .
انني على ثقة تامة بأن معاد سيعود قريبا بفضل الله ، وبفضل دعاء وصبر وحكمة كل الأردنيين