قراءة للعالم في ظلام شوارع لندن
303 صوتوا لصالح قرار إلغاء الحياد العسكري في البرلمان الأوكراني فيما 8 فقط صوتوا ضده وموسكو تنتقد هذه الخطوة بشدة . فهي بالنسبة لها تعني انضمام أوكرانيا للناتو وما هو أكثر من ذلك . وتطرق رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف إلى إمكانية دخول بلاده في حالة ركود عميقة إن لم تعمل الحكومة على ترشيد الإنفاق في حديثه أمام جلسة حزب روسيا الموحدة . فيما تغرق شوارع لندن في الظلام بسبب الأزمة الإقتصادية الخانقة . ويستعر اللهيب المحتدم بين الأقطاب العالمية وتغير المصالح مسار كل منهم فيضعف وكلائهم المندسون في صفوف الثورة السورية ويقل خطرهم وكذا الحال في أقطارنا الأخرى .
موسكو ستفلس وبريطانيا ستغادر الإتحاد الأوروبي
لا يعني إفلاس روسيا أي انتصار للغرب . فبلدانه التي تعصف بحكوماتها عواصف سياسية واقتصادية ينتظرها الكثير في العام المقبل . وهي بداية لحقبة جديدة في التاريخ الأوروبي . ولم يأت خبراء بنك ساكسو الدانماركي بجديد . فتقريرهم يؤيد رؤية الخبراء الآخرين الذين سبق لهم وأن أكدوا حقيقة أن الثورة السورية تخدمها المتغيرات السياسية وأصبحت المحافظة على نظام طاغية الشام مستحيلة .
ولعله من السذاجة أن نرى جديداً في الموقف البريطاني من الإتحاد الأوروبي . فهي كانت ضده منذ بدء الحديث عن قيامه . ولكن الإختلافات الجذرية انتقلت إلى أعضاءه الآخرين . فلن تتمكن الدول الفقيرة فيه من تسديد عجزها كما وسيضعف تأثير بلدانه الغنية على مسرح الأحداث الدولي .
يقول هؤلاء الدانماركيون : إن حزب الإستقلال البريطاني سيحظى بربع المقاعد في انتخابات السابع من أيار القادمة . وسيكون بذلك ثالث الأحزاب في البرلمان وسيزيد سوء الأوضاع الإقتصادية من قوته .
وقد بدلت كل من روسيا البيضاء وكازاخستان طريقمها . فعلاقتهما بالحليف الروسي بردت . فقد التقى زعيم كل منهما أليكسندر لوكاشينكو و نورسلطان نزارباييف بالرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مما عزا بالبعض أن يفسر هذه الخطوة بأنها تأييد لسياسية كييف . فكلا البلدين يخشى من موالي الروس في كل منهما .
وأما المارد الصيني فلا يزال على موقفه الداعم لموسكو . وبيده القرار الأخير في توجيه الضربة القاتلة للإقتصادين الأمريكي والغربي في أية لحظة . لكن الصين لها أيضاً مصالحها الخاصة بمعزل عن روسيا .
ألصين دخلت إلى البلقان وهي لن تنسى قصف الناتو لسفارتها في بلغراد أثناء ضربهم لصربيا . ومنه رسخت نفوذها في أوروبا الوسطى .
استرعت رؤية المحلل أليكسندر زابولييسكيس الكثير من وسائل الإعلام . فقد نشرها تحت عنوان : لم ينتبه أحد للحرب العالمية الثالثة التي اندلعت في 8 : 8 : 8 وننتظر مشهداً آخرا .
(خدروا الإقتصاد الروسي ” النفط والغاز ” وقتلوا تنويعه , لم يعملوا شيئاً لتنمية الصناعة والإقتصاد الوطني , قليلاً ما فعلوه من مشاريع للتحديث والتطوير , كثيراً ما تدخلوا في السوق الحرة , لم يحسنوا مستوى معيشة الشعب بطريقة أو بأخرى , أوصلت البلاد تنازلاتهم للغرب إلى ما هي عليه من أزمة وأيضاً منازعاتهم مع الغرب أوصلتهم إلى هذه الأزمة . بهذه النقاط لخص رؤيته فالحرب العالمية الثالثة انطلقت من أوكرانيا لتسري إلى البلقان . ولا يحتار المراقبون في تضاد النقطة الأخيرة . ويعامل الغرب روسيا كما يعامل بلداننا فهو يعد عندما يريد ويفي عندما يعتقد أن ذلك يخدمه .
موسكو من بكين إلى نيودلهي
وإذا كانت الصين تراقب ما يجري على الساحة الدولية صامتة . ويتابع المراقبون خطواتها المذهلة كاجتماع بلغراد الأخير الذي أظهر قدومها للبلقان ووسط أوروبا . وهي خطوات تروق لموسكو الجريحة جراء عقوبات أمريكا والغرب . فإن روسيا هي حليف قديم ولا يزال مع الهند التي هي مفتاح لتجارة موسكو ومنها المعدات العسكرية .
تتفق روسيا والهند منذ تلك العقود الماضية على محاربة الجهاديين فهم ألد عدو لكليهما . ودخل الموساد الصهيوني مبكراً على ترسيخ العلاقات الإستخبارية بهذا الصدد مثلهما مثل بقية بلدان العالم . فالجهاديون لا حليف لهم وما مدوا أيديهم لأحد وكأنهم كانوا على دراية بالذي يجري الآن . وأجادوا في إدارة معاركهم في أفغانستان ليكسبوا خبرة عسكرية أفادت عشقهم للموت كثيراً عكس كل القوى الأرضية . وأصبحوا الرقم الصعب في أي معادلة سياسية وعسكرية . وليس ييرغين تيدييخوفير المراسل العسكري الألماني للغرب إلا واحداً من عشرات أدلوا بمستقبل آخر سترسمه الحرب الدائرة مع الدولة الإسلامية . فقد شهد بنفسه ما يجري في الرقة و دير الزور وكذلك في الموصل .
لا يشك محلل حيادي في أن الجهاديين باتوا يُفقدون الأقطاب العالمية توازناتها الدولية كقوى كبرى . لكنكم تعرفون أن صحفيي أمريكا هم جواسيس للسي آي إيه كما جاء في بيان الكونغرس الذي كشف طرق التعذيب التي اتبعتها الوكالة مع المشتبه بهم .