بدء تقهقر كتل مجلس النواب
بدء تقهقر كتل مجلس النواب
انها نتيجة حتمية لكتل جمعتها الرياح وها هي الزوابع بدات تعصف بها وتفرقها بفعل عدم التجانس الفكري والمنهجي فصحيح ان الاردن بلد صغير ومساحته ليست بالكبيرة الا ان هنالك فوارق فكرية وثقافية قد تصل الى ما يزيد عن اربعين عاما ما بين موقعين متلاصقين فكيف بنواب جاءوا من كل قطر وخلال سويعات تم تجميعهم في كتل ليس لها برامج وليس لها اهداف استراتيجية عميقة وانما هي كتل قامت للضرورة المحكومة بالمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة ولا يوجد لها بنى تحتية وطنية تمكنها من فعل اي شيء ايجابي عاجل كونها تقف بدون جسور وبدون شمع وعلى ارض هشة مما يسهل عملية اختراقها وزعزعتها من قبل الاجهزة المعنية ومن قبل الافراد في اي وقت وباشكال مختلفة ونستطيع القول بأن هذه التركيبة للكتل جاءت من نتاج واخراج حكومي سيء افرزه قانون انتخاب اقل من راقي بكثير سواء فيما يتعلق بالدوائر المحلية او بالدوائر العامة علما بأنه لا يجوز للحكومة خصوصا بعد ظهور النتائج ان تتحدث عن دوائر عامة فقد قامت الحكومة وكعادتها وعلى الرغم من ضعف قانون الانتخاب وعدم ملائمته لطموح الشعب بافراغه ايضا من مضامين متعددة تخوفا من علو اقطاب قد تخرج من عنق الزجاجة وتتضخم بشكل مفاجئ يصعب السيطرة عليه من قبل الحكومة واجهزتها من وجهة نظرهم , وعليه فانني اتمنى على الحكومة ان تصل بطريقة تفكيرها الى الفكر الراقي لانها بدا واضحا عليها أي الحكومة انها مصابة بقصر وطول نظر في نفس الوقت وتحتاج الى نظارات طبية بدرجات كبيرة لمشاهدة واكتشاف الحقيقة فلا اعتقد ان هنالك اي خطر قد يأتي جراء قانون انتخاب متقدم وجراء تطبيق الديمقراطية الراقية وما يعزز ذلك الرخاء السياسي والاقتصادي والفكري الذي يعيشه الغرب والامن والامان الذي ينعم ويحظى به الغرب من جراء الالتزام والتطبيق لذلك النموذج الايجابي وانني اتسائل هنا : الى متى ستبقى الحكومة تدير شؤون الدولة بالطرق التقليدية الضعيفة و الغير عادلة والتي تفتقر الى التخطيط السليم والى النزاهة والى حسن اختيار صناع القرار وقادة مفاصل الدولة الاردنية , وهذا يرتب ويوجب على صناع القرار الوطنيون والشرفاء منهم ان يعملوا جاهدين على فرمتة تلك العقول المتحجرة والبالية و تهيئتها من جديد ببرمجيات ناعمة تراعي متطلبات العصر وتضعنا على اطراف وليس في خضم الشعوب المتقدمة وهذا ليس صعبا ولا مستحيلا اذا ما توفرت الهمم والسواعد الوطنية الحكيمة والنظيفة سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويجنبنا شر اولئك الفاسدين وشر صمت الحكماء الصالحين انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين