0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

زيارة وفد حماس الى طهران

 

زيارة وفد قيادي من حركة حماس برئاسة محمد نصر الى طهران في ظل حالة من الحراك الداخلي في أوساط حماس ، هذا وتأثرت العلاقة بين حماس وطهران على خلفية الموقف من الأحداث في سورية لكن الجانب الإيراني كان حريص على إبقاء التواصل بينهما مستمراً .
السيد علي خامنئي قال الشهر الماضي إن طهران مستمرة في تقديم الدعم لكل من حماس والجهاد الإسلامي . وهذا الحراك اوجد تيارين في الحركة ، تيار يقف الى جانب محور قطر وتركيا وكذلك تعميق علاقة الحركة وارتباطاتها التنظيمية والفكرية والسياسية بجماعة الاخوان المسلمين ، ويقود هذا التيار خالد مشعل ، وفي المقابل تيار آخر يدعو الى تطبيع علاقة حماس مع محور ايران وحزب الله وسوريا ، ويقود هذا التيار محمود الزهار وكتائب القسام .
وقد برز الخلاف بين التيارين في الحرب العدوانية الأخيرة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة ، حيث صراع المحاور كان يجري على أرض قطاع غزة ، ويشترك فيه هذان المحوران بالإضافة الى المحور المصري السعودي الإماراتي ، وقد برز الخلاف بشكل علني ، ليس فقط من الموقف من التهدئة والرعاية المصرية لاتفاق التهدئة ، بل كان واضحاً من خلال توجيه رسائل الشكر لمن وقفوا الى جانب المقاومة ودعموها ، حيث حرص مشعل على توجيه الشكر للدوحة وأنقرة ووسائل الإعلام المرتبطة بهما ، وأغفل ذكر ايران وحلفائها الداعمين بشكل فعلي لحماس والمقاومة،بالسلاح والمال والموقف والمساعدات الإغاثية ، وفي المقابل الزهار وجه الشكر للجمهورية الإسلامية ولوسائل الإعلام المرتبطة بمحورها. ووجه أبو عبيدة الشكر لإيران على دعمها بالمال والسلاح وإمدادها المقاومة الفلسطينية بالصواريخ النوعية ، والصراع الداخلي بين هذين التيارين والمراجعة الداخلية الجارية في حماس ، على صعيد الموقف والرؤيا وشبكة العلاقات والتحالفات ، مرتبطة بحماس كحركة براغماتية تضع مصالحها اولاً فوق أي مصالح اخرى ، ويبدو بان هناك جملة من التطورات لعبت وتلعب دوراً في هذا التطور وهذه التغيرات ، وفي حسم الصراع الداخلي لصالح التيار الذي يقوده الزهار وكتائب القسام .
إن المحور الذي راهنت عليه حركة حماس القطري والتركي والإخوان المسلمين مصر بشكل أساس. تعرضت اوراقه للبعثرة ، حيث ان سقوط مرسي وحكم الإخوان في مصر ، ألقى بظلاله على هذا التحالف ، حيث اصطفت السعودية والإمارات العربية الى جانب مصري الجديد ، وهذا المحور اتخذ مواقف متشددة من جماعة الإخوان المسلمين ، وصلت حد اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وهذا يطال الجمعيات والمؤسسات المرتبطة بها ، ولحماس ارتباطاتها التنظيمية والفكرية والسياسية مع الإخوان ، وهي لذلك تأثرت بهذه القرارات وهذه المواقف ، وأصبحت مواقف تلك الأنظمة من حركة حماس متشددة ومتماثلة الى حد كبير بالموقف من جماعة الإخوان المسلمين .
إن المحور الذي لعب الدور الفاعل القطري والتركي ومعهم الإخوان المسلمين الدور الرئيسي في حدوث الانقلاب السياسي في حركة حماس ، وانتقالها من المحور الذي كانت ركناً أساسياً فيه محور المقاومة والممانعة ايران حزب الله وسوريا ، لم يقدم لها سوى الوعود والشعارات ، لا سلاح ولا مال ولا حتى مساعدات إنسانية ، بل تولدت قناعات عند بعض قيادات حماس ، بان هذا المحور الذي كان يقول لها بأن نظام الأسد ساقط لا محالة ، وعليها ان تنجو بنفسها وأن تغير شبكة علاقاتها وتحالفاتها ومواقفها،كان يمارس دور المتآمر على المقاومة والقضية والمشروع الوطني،وكان يهدف لتطويع الحركة وإدخالها في دهاليز المشروع السياسية المشبوهة .
بعد عملية العصف المأكول او البنيان المرصوص ، وما حدث من تطورات،حيث ان اوضاع حركة حماس زادت تفاقماً،فلم يتم ترجمة ما تحقق من صمود في الحرب الى نصر في السياسة ،حيث أن الوضع الداخلي الفلسطيني المتوحد في الحرب ، تفاقمت ازماته وخلافاته ، حيث الانقسام تعمق وحكومة الوفاق الوطني ، لا تمارس أي دور او مهام في قطاع غزة ، وهي شكلية اكثر منها حكومة جامعة وموحدة ، وكذلك قضايا الأعمار ، وبما يفاقم من ازمات الناس هناك ، وخصوصاً المشردين الذين هجروا من بيوتهم بسبب تدميرها في القصف الصهيوني ، وما زالوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، وكذلك هذا الحصار لم يتم رفعه ، والمعابر لم يتم فتحها ، وازمة رواتب موظفي سلطة حماس لم تجد لها حلاً .
ضغوط كبيرة تواجهها حركة حماس ، وظروف غاية في الصعوبة ، ووعود تتلقاها من المحور الداعم لها قطر وتركي والإخوان المسلمين ، ولكن لا ترجمات عملية على أرض الواقع ، فهذا المحور بحاجة الى قرار امريكي لكي يقدم الدعم والمساعدة ،
والاكن من شاركت حماس في الحملة الظالمة عليهم محور ايران حزب الله وسوريا , ناهيك عن عقد المهرجانات والمؤتمرات الصحفية التي رفع فيها علم الانتداب الفرنسي فيه ، نكاية بالنظام السوري ، رغم كل ذلك لم يتخلوا عن حماس والمقاومة ، وكانوا معنيين ، وعلى قناعة بأن حركة حماس ستعود الى حضن هذا التحالف .
والصحيح ومن المنصف هنا القول بان حركة الجهاد الإسلامي بقيادة امينها العام رمضان عبدا لله لعبت دوراً بارزاً في العودة التدريجية لحماس الى المحور الذي غادرته ، وهي باتت على قناعة تامه ، بأنه لكي تنجو مما تعرضت له من خناق وحصار فليس امامها سوى المراجعة والعودة ، ولكن لكي يندمل الجرح فهو بحاجة الى المزيد من الوقت ، فالتحالف والمحور الذي غادرته حماس ، وأحتضنها يدرك جيداً بان منطلقات حماس ليست مبدئية ، بقدر ما هي مصلحية تقوم على ان مصلحة الحركة فوق أي مصالح اخرى ، فهل تعي حماس بأن لعبة الرقص على الحبال والمحاور،ستعرضها الى الكثير من الهزات وفقدان الثقة والمصداقية ، ولكن عودة متأخرة أفضل من لا عودة .
بقلم جمال ايوب