حماس بين مطرقة السيسي وسندان عباس
لم يمضي عام واحد على توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس , ذلك الأتفاق الذي كان محط آمال لا الشعب الفلسطيني الذي كان ينتظره على أحر من الجمر منذ زمن طويل فحسب بل الشعوب العربية التي ترى في الأتفاق الفلسطيني الفلسطيني الأساس في مواجهة الأحتلال وفق استراتيجية عمل نضالية موحدة , من أجل تحرير الأرض والانسان الفلسطيني , وفي الوقت الذي ينبغي أن تكون فيه هاتان الحركتان أشد تقاربا ولحمة بعد حرب غزة الأخيرة , وما الحقته تلك الحرب الوحشية من قتل ودمار في قطاع غزة فاق التصور من ناحية وما حققته المقاومة الفلسطينية المسلحة من بطولات لا ينبغي تجاوزها من ناحية أخرى لا من قبل حركة فتح فحسب بل من جيش الأحتلال أيضا , لما أنجزته المقاومة من مفاجآت , وفي هذا الزمن الذي لا يكاد يلتقط فيه مجاهدي حماس انفاسهم بعد , يطلع علينا الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعلانه عن دعمه لمصر السيسي في مواجهة حركة حماس ويهدد بمعاقبة الحركة , كما يؤيد كل الأجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية لاغلاق الأنفاق بين مصر وقطاع غزة ومنع تهريب الاسلحة والأشخاص بين غزة وسيناء واصفا تلك الأجراءات بالوقائية , وكأن لسان حاله يحاكي الرئيس السيسي ليفعل ما يشاء وباسلوب يوحي بضوء اخضر بين السطور , جاء ذلك في مقابلة مع مجلة (الأهرام العربي) تنشر يوم السبت وقد تم نشر مقاطع منها من قبل وكالة أنباء (الشرق الأوسط ) وأضاف بأنه (سيؤيد كل اجراء يحمي مصر من أي مخاطر اذا ثبت أت أفراد أو جماعات من حماس قد تورطت في أعمال ارهابية ضد مصر فمن حقها ملاحقة ومعاقبة هؤلاء ) وكأنه بهذا الاسلوب يوحي بانه مصري اكثر مما هو فلسطيني لافتراضه بان مثل هذه الأفعال قد تحدث وهو يعلم يقينا سياسة السيسي وعدائه لحماس بل عدائه لكل من يتخابر مع حماس وبذلك فان مثل هذه التصريحات تشكل سندانا يقابل مطرقة السيسي في محاولة لأضعاف حماس. !! كما ان تلك التصريحات من قبل الرئيس الفلسطيني في هذا الظرف بالذات يفهم منه باعتقادي اعلان تحالف من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس المصري السيسي ضد حركة المقاومة الفلسطينية حماس ويشكل نسفا لاتفاق المصالحة سالف الذكر لما سيبنى على هذا الموقف من نتائج من ناحية , وللأسباب التي بنيت عليها هذه التصريحات حيث لايمكن ان تصدر تصريحات كهذه من مسؤول بمعزل عن وجود سبب دافع لها من ناحية أخرى , ويشكل هذا الموقف باعتقادي ثاني ضربة تتلقاها حركة حماس في غضون اسبوع تقريبا حيث مقررات مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في الدوحة والتي تمخض عنها موافقة قطر على الشروط السعودية من أجل العودة الى السرب الخليجي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية , وهذا ما قد يتوقع معه حصول تغيير جذري في السياسة الخارجية القطرية وعلى رأس موضوعاتها الموقف من السيسي ووقف دعم الأخوان المسلمين وحركة حماس , ولا نعتقد بأن كل ذلك يأتي بمحظ الصدفة بقدر ما هو سيناريو يهدف الى اضعاف ما يسمى بالأسلام السياسي في المنطقة حتى ولو كان المستهدف هو رأس الحربة للمقاومة الفلسطينية ضد الأحتلال لأنه لم تعد المقاومة المسلحة كأسلوب لأنهاء الأحتلال أولوية على أجندة شراذم النظام العربي.