عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

امريكا سيصل بها الأمر إلى الانهيار

  كل شيء متوقع خاصةً بعد أن شهدنا بعض الأحداث الأخيرة وعلى رأسها انهيار الإتحاد السوفيتي خاصةً إذا وضعنا في الحسبان أن الأسباب المادية والتقنية والنزعة الاستهلاكية للحضارات الحالية ، وبالأخص رأس الرمحً أمريكا ، هي من حيث لا يحتسب من أهم العوامل المهددة لوجودها وأكثرها قابلية للانهيار الذي لا يمكن التحكم به. والمتأمل في التاريخ البعيد والقريب يستطيع أن يقول بكل ثقة أن لا عظيم ولا دائم غير الله سبحانه وتعالى. ولكن ظهور الدولة الاسلامية و تمددها في العرق وسوريا كانت المفاجأة لامريكا في تخطيطها الاستراتيجي نحو المنطقة وتقسيماتها ، من اجل ما يسمى الشرق الاوسط حتى يتم تشكيل استراتيجية تضمن استمرارية سيطرت امريكا عليها وحماية ربيبتها دولة الكيان الصهيوني ، بناءا على التطورات والإحداث المستجدة باستمرار ، بعيد عن خلاف او اتفاق مع الدولة الاسلامية , لكن ظهور الدولة الاسلامية وسرعة تمددها وبعد ذلك اعلان الخلافة ، جعل امريكا وحلفائها في حالة من التخبط والصدمة والحقيقة ان التخبط والصدمة لم يصب امريكا وحلفائها لوحدهم بل حتى جماعات الاسلام السياسي . ويرى كثير من المراقبين أن حالة الغطرسة الأمريكية , وتهديدها بالعصا الغليظة للجميع , لن يحجب رؤية الحقيقة المتمثلة من أن الولايات المتحدة تعاني من اقتصاد يقف على حافة الانهيار وغير قادرة على الحرب بمواجهة الجيوش .
يشبه ابن خلدون في مقدمته الدولة بالطفل الصغير تولد بعد مخاض عسير ويشتد عودها شيئا فشيئا وتنضج وتستحكم قوتها ومن ثم تصيبها عوامل الشيخوخة فتضعف وتنهاربعدها لتموت قد يكون كلامه صحيحا لان هذا ما شاهدناه ونشاهده على امتداد التاريخ , نشاهد كيف تكونت الدول الكبرى في التاريخ وكيف امتدت نفوذها وتعاضمت قوتها ومن ثم اخذ الترهل والفساد ينخر في انحاءها حتى انهارت وتفككت وقامت على انقاضها دول فتية اخرى لتبدأ من جديد دورة الحياة والموت, ومن المناسب في هذا الصدد ان نأخذ كأمثلة واقعية الدولتين الاموية والعباسية والفاطميون والأيوبيون والموحدون والمرابطون وغيرهم كثير حتى في واقعنا المعاصر نرى صحة ما ذهب اليه ابن خلدون ونستطيع كمثال ان نتمعن في حالات مثل الدولة العثمانية والمانيا الهتلرية والاتحاد السوفيتي اذن متى ستنهار الولايات المتحده الامريكية وتتشرذم او تختفي من الوجود ؟ وما هي السيناريوهات المحتملة لهذا الانهيار ؟ من الممكن ان نتصور عدة عوامل قد تؤدي الى حدوث ذلك منها . العامل الاقتصادي . اذ من الممكن ان تتعرض الولايات المتحدة بسبب سياساتها الاقتصادية غير المتوازنه الى انهيار اقتصادي كبير يتبعه انهيار سياسي ومن ثم انهيار الدولة برمتها , وفي الحقيقة فان الاقتصاد الامريكي المترنح تحت وطأة العجز المهول في الميزانية الامريكية مرشح ساخن للانهيار بسبب نفقات الحروب التي تخوضها امريكا حول العالم في اطار سياستها ضد الارهاب ونفقات القواعد والاسلحة النووية والدرع الصاروخي والمساعدات التي تقدمها امريكا لدعم حلفاءها والتي تمتص اغلب موارد الخزانه الامريكية , وليس ببعيد عنا حالة انهيار النظام المصرفي الامريكي مئات البنوك افلاسها بسبب التوسع في منح القروض العقارية بغية الربح السريع مما ادى الى انكشاف غطاءها الائتماني وعجزها عن الايفاء بالتزاماتها تجاه عملاءها ومن الممكن ان نضيف الى ذلك ازدياد اعداد العاطلين عن العمل وطالبي الاعانات الاجتماعية الذين يتحولون الى ناقمين ضد السياسات الاقتصادية التي اوصلتهم الى هذا الحال وبالتالي جعلتهم مناهضين للنظام باسره وان ازدياد اعداد هؤلاء ينخر بالضرورة في جسم الاقتصاد الامريكي المريض ويعجل في انهياره بالتاكيد .
العامل الاجتماعي حيث ازدياد الهوة بين الاغنياء والفقراء في امريكا وازدياد الفقر مما ادى الى تصدع المجتمع الامريكي وتخلخل النسيج الاجتماعي متمثلا في التفكك الاسري و العزوف عن الزواج وازدياد حالات الطلاق والانفصال والامهات العازبات والاطفال غير الشرعيين وكذلك انتشار عصابات الجريمة المنظمة والانحراف السلوكي لدى الاطفال والقاصرين وازدياد الادمان على المخدرات وخصوصا في الاحياء الفقيرة .
عوامل خارجية مختلفة . وهذه العوامل من الممكن ان نتخيل بعضها على ضوء ما مرت وتمر به امريكا من ظروف سياسية او اقتصادية او حتى بيئية , فليس بعيدا ان شرارة بقوة ما حصل في الحادي عشر من سبتمبر او اشد قوة بقليل من الممكن ان تحدث بيئة مناسبة لحدوث اضطراب سياسي او اقتصادي قد يؤدي الى انهيار النظام في امريكا او يعجل في انهياره ومن الممكن ان تؤدي كارثة طبيعية معينه الى حدوث ذلك وممكن للقارىء ان يتخيل ان انفجارا يحدث في احد مستودعات امريكا النووية ويتخيل ما الذي سيحدث لأمريكا بعدها ؟ امريكا نشأت قبل اقل من قرنين ونصف ونمت وتوسعت واصبحت الدولة الاقوى في العالم عسكريا واقتصاديا فمتى ستنهار؟ امريكا الان ليست في افضل حالاتها , ليست اقوى من قبل , قوتها في افول,لم تعد تستطيع ان تحارب على عدة جبهات أوان تشن حربين في مكانين مختلفين في ان معا وبالإمكان ملاحظة كيف غرزت قدمي امريكا في وحلي العراق وأفغانستان حتى اصبحت ايران تصرح علانية بان امريكا لا تملك الجيوش ولا الموارد الكافية لمهاجمتها , امريكا الان الاضعف اقتصاديا في كل تاريخها فمتى ستنهار ؟ اعتقد ان ذلك لن يطول فكل الدلائل تقول ان ذلك قد لا يتجاوز العقدين المقبلين وربما اقرب من ذلك بكثير .
باحثون و خبراء أمريكيون أجروا دراسات عن تأكيد قرب انهيار أمريكا إيريش فولات و جير هارد شيرول تحدثا في دراسة نُشرت لهما في الـ شبيغل الألمانية الشهيرة عن انهيار الإمبراطورية الأمريكية ، ولقد بنى كل منهما في تلك الدراسة توقعاته على عوامل اقتصادية بحتة . فقد تحدثا عن العجز الحاصل في الاقتصاد الأمريكي ، والآخذ بالازدياد سنة بعد سنة بشكل مخيف ، وبناءً على ذلك فإنهما يتوقعان أن يرتفع العجز الاقتصادي في السنوات القادمة وبضعف العامل الاقتصادي الداعم لبقاء الإمبراطوريات أصلاً , سيتقلص نفوذ الإمبراطورية الأمريكية خارجياً ، وستصاب بأزمات داخلية خانقة , قد تحاول التغطية عليها بحروب محدودة خارجياً مما يؤدي إلى فقدان ثقة الشعب فيها , وسيصل بها الأمر إلى الانهيار . أما الخبيران الاستراتيجيان هاري فيجي وجيرالد سوانسون فقد توقعا في كتابهما ( الإفلاس الأمريكي أو سقوط أمريكا قادم فمن يوقفه ) أنَّ العجز الأمريكي الذي بدأت بوادره وهذا ما تعجز عن مقاومته أكبر الإمبراطوريات لأنه سيصبح فوق طاقتها الاقتصادية وسيؤدي هذا العجز إلى تفكك المجتمع الأمريكي ذي النزعة البراغماتية عندئذٍ ستبحث كل ولاية أمريكية عن النجاة بنفسها . ويقول فيجي وسوانسون . إن الولايات المتحدة هي الدولة المدينة رقم واحد في العالم , ولا يكفي دخلها القومي لتغطية نفقاتها حيث تنفق على ديونها أكثر مما تنفق على التعليم والتطوير الحضاري والزراعة والمواصلات والعمل مجتمعة ؟!. هذه الحقائق الاقتصادية كلها ، تجعلنا نقول : إن المسمار الأول في تجهيز نعش الإمبراطورية الأمريكية قد بدأ يُدق ، وإن بوادر هذا الانهيار الاقتصادي أخذت تتضح أكثر فأكثر ، وإن غداً لناظره قريب .
بقلم جمال ايوب