عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

إسرائيل ضد التقسيم والفوضى

مما يردده الموهومون:أن إسرائيل أكثر انشراحاً،بتفكك الدول العربية وتقسيمها، وأكثر راحةً وحبوراً،بتدمير الجيوش العربية، ومنها الجيش المصريُّ والسوريًّ،وأنها في صدد التخطيط  لتدمير ما تبقى من هذه الجيوش،بمؤآمراتها،

وكأن الأمة الآن مجتمعة في دولة واحدة،وليست ممزقة،وكل قطر منها بقدر عقلة الإصبع،أو لا تراه على الخرائط إلا بمكبر وبِشِقِّ الأَعْيُنْ، يحكم كل قطعة منها حاكم مستقل عن شعبه، وعن غيره من الحكام،ما خلا الغرب الذي لا استقلال عنه، أو كأنها في تقسيمها الراهن،قد يجمعها ويستنهض همتها الخائرة، صريخ إحداها إن تعرضت لاعتداء،فُيُخشى عليها أن يزداد انقسامها، وينفرط عقد نخوتها،أو كأنها تتفق على شيء ينفع مواطنيها،أو كأنها توجه ولو خطابا سياسيا صارماً وموحداً في إثر أي اعتداء سياسي من عدو ظاهر،أو في أي مناسبة تهاجم فيها المقدسات التي تجمع الأمة!!.

ما عاد هناك ما يقسمه الإستعمار،أو يرغب في تقسيمه،وأحجار الشطرنج على هيئتها الآن، توفر له كل ما يريده، من نهب للخيرات،وسيطرة على المقدرات،وماذا يفعل بإضافة تقسيمات جديدة، قد تحدث له الكثير من الفوضى، وقد أحكم الطوق من قبل، بما قسمه على الكيان الصهيوني الذي زرعه فينا،فأحاطه ذلك الطوق بكل عنايه، وهيأ له من الأسباب، ما يحفظه ويحفظ أمنه،ويطلق يده في مقدساتنا تدنيسا،وفي أهلنا هناك تقتيلاً وتشريداً وإذلالا.

أما الجيوش المقدسة، فكأني بمن يقول هذا القول آنفا  بشأنها، يرى بأن الجيوش العربية النظامية، ترابط اليوم على الثغور، وتنتهز الغفلة إن وقعت من يهودٍ لتنقضَّ عليهم، فتحرر المسجد الأسير، والمسلمين المضطهدين، من تحت سياط، الصهاينة المجرمين،وما من ذلك شيء كان منذ أربعين عاماً،أو هو كائن مستقبلاً، ولا حتى بمجرد الأماني.

فهاهو الجيش السوري، قد أمضى أكثر من أربعين عاماً،يرابط شكلياً على حدود الجولان، التي يفترض بأنه يعد العدة لإعادتها،فيمنع كل صاحب نخوة من التسلل إليها،ويتعلل قادته بقرار وقف إطلاق النار -المبرم مع الصهاينة المحتلين آنذاك،برعاية الأمم المتحدة في إثر الهزيمة المنكرة التي وصمت به إسرائيل  هذا الجيش ثم يحتفل بالنصر عليها سنوياً- ولم يستفزز هذا الجيش ولا قيادته،التي تدَّخره لتحرير المحتل بعد  أن تزول الدنيا ربما،أن تدكهم الطائرات الإسرائيلية في عمق سوريا أكثر من مرة، فينبذوا وقف إطلاق النار هذا، الذي اخترقته اسرائيل مراراً ويهاجموها، ولكن كان دوما رَدُّهُم بأنهم يحتفظون بالردِّ، ولكنهم ما شاؤوا يوما أن يردوا، بل دَجَّجوا جيش “العروبة” هذا، يوم أن انتفض الشعب السوري؛ لكثرة ما تعالى فوقه ركام الظلم،وأطلقوه عليه، فأمعن فيه ، تقتيلاً وتعذيباً وتشريدا،بسعار لم يشهد له التاريخ مثيلا،ثم تَعلَّل النظام أن ما حصل من إمعانه في قتل شعبه، ماكان إلا تصدياً لمؤامرة صهيونية، وقد كان حرياً، أن يرد على هذه المؤامرة ليس في عمق سوريا، فيقتل العُزَّلَ من شعبه أول أمره، بل أن يسدِّدَ السلاح المكدَّس من دم هذا الشعب للتحرير المزعوم، الى قلب المؤآمرة المزعومة، في عقر دارها عند الصهاينة أنفسهم، فيحرج المتآمرين مع اليهود ضده،وتحتشد الأمة جمعاء خلفه في قتاله لهم، ولكن هذا لم يكن ولن يكون!؛ لأن هذا الجيش وهذه القيادة، ما كانت على حالها التي كانت عليها، من استقرار نظامها، إلا لحمايتها إسرائيل أصلاً، وهذا ما أثبتته أربعون عاما كاملة من الحماية للصهاينة.

والجيش المصري اليوم، بل ومنذ أعوامٍ خلت، يحاصر “غزة” من جهته ليواطئ اليهود الذين يحاصرونه، من جهاتها الأخرى،فتتم لإسرائيل الإحاطة بها إحاطة السوار بالمعصم، وحيث أخفقت إسرائيل أن تقضي على الأنفاق، التي تمتد من غزة إلى رفح المصرية،وتتقوت منها غزة وتقضي أوطارها في التصدي للصهاينة،ويعينهم على ذلك إخوانهم في رفح، الملاصقين لهم،فقد أوكلت إسرائيل بهذا الجيش العرمرم،مهمة القضاء على تلك الأنفاق، بل والقضاء على من يُّمدهم من الجانب المصري،فقام يهدم كل بيوت المسلمين بحذاء غزة، ليصنع منطقة عازلة،بعمق خمسمئة متر وطول أربعة عشر كيلو مترا،تمعن في عزل غزة، وينكشف للعدو الصهيوني وظهيره المصري،تلك الأنفاق،وتنتهي مصيبة إسرائيل في عجزها عن تركيع غزة،حيث يتحصل لها هذا التركيع أخيرا، بجهود هذا الجيش العظيم،فعلام يقول الموهومون أن إسرائيل ستفرح بإزاحة هذا الجيش،وتفكيكه وتدميره، وهو أخلص في خدمتها من جيشها الذي تحطمت معاوله على صخرة غزة،بل هذا الجيش يمعن أكثرفي قتل أعداء إسرائيل من المصريين البسطاء،في رفح فيهدم بيوتهم ويستبيح حرماتهم،ويقتل رجالهم بعد أن يسحلهم ويذلهم، بحقد يناهز حقد الصهاينة لوكانوا في قبضته،بل يتفوق عليه في الإجرام،في ذات الوقت الذي يتوجه فيه رديفه “الجيش الصهيوني” إلى الأقصى فيبيحه للُّقطاء من صهاينة الآفاق، ويمنع منه أهله،والقول الجامع أن هذه الجيوش تمتلك كل الصلاحيات،إلا صلاحية الوقوف في وجه الصهاينة، أو صلاحية الإمتناع عن حماية هذا الكيان. والله المستعان