رسالة لكِ أيتها الـ(ديمونا)..
الدكتور: رشيد عبّاس
إنها من عبد من عبيد الله وإنه.. بسم الله الرحمن الرحيم.
الموضوع رسالة جوّية موجّهة, يحملها لكِ فضاءنا الملتهب.
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وبعد..
أيتها الـ(ديمونا), رسالتي لكِ اليوم سريعة وخاطفة, ولأن الاتصال والتواصل معك بات مطلوب وعاجل في هذه المرحلة, كتبتُ لكِ هذه الرسالة, ولن تكون هذه الرسالة طويلة, وإنما ستكون موجزة كي لا تنقطع أنفاس من يلمّلم ويُحلّل شظاياها المتبعثرة من حولكِ, ولأننا اليوم في عصر العناوين, سأدفع برسالتي نحوكِ والعنوان في رأس الصفحة, فالمحيهِ قبل أن تختفي معالمهُ.
ابعثُ اليكِ هذه الرسالة من بلاد الله الواسعة من هنا (…) إلى النقب المحتل/ أرض ديمونا المقنّعة بثوب إسمنتي, رسالتي لكِ خفيفة لطيفة من الجيل القديم لا الجديد عبر مسافة طويلة وشاقة, راجيا منكِ أن تقرئيها على عُجالة وتتعرفين على مضامينها البعيدة,..أيتها الـ(ديمونا) اعرفُ انكِ ستقرئين رسالتي هذه بكل تفاصيلها هذه المرة جيداً, وأعرفُ انكِ ستشتمين رائحة أيادينا المتوضئة من تلك الحروف الملتهبة فيها شوقاً اليكِ.
أيتها الـ(ديمونا) لقد تأخرتُ عليكِ طويلا لكن وكما يقول المثل الشرقي: (كلّ تأخيره فيها خيرة), يا أيتها الديمونا ستمرُ حروف رسالتي هذه من فوق كتفكِ القديم, ومن جانب خصركِ النحيل دون أن يشعر بها احد, وستحّطُ جميع علامات الاستفهام والتعجب فيها بالقرب منكِ بكل دقة وعناية, وأطمئنُكِ هنا أنه لن تنفع – والحال هكذا- كل القبّعات والجدائل الحديدية التي من حولكِ, فقد شُفّرت جميعها قبل قدومي من هناك بقليل, وأنتِ تعرفين جيداً من الذي هناك.
يا أيتها الـ(ديمونا) لكِ أن تقلقي ولكِ أن تصرخي ولكِ ان تنتفضي خوفاً..فالأمر جدّ مرعب ومخيف, وقد هيّئتُكِ قبل السقوط بلحظة, فان من طبع الرد عليكِ شيئاً من العرفان, أيتها الـ(ديمونا) ليس المهم كيف جئتكِ: أرض- جو, أم جو- أرض.., المهم كيف وصلتُ اليكِ كالبرق بكل أمان ولم يشعر بي أبراجك الحديدية العالية,..نعم (الجو بالجو والارض بالأرض والبادي أظلم).
أرجو أن تكون رسالتي اليكِ قد وصلت دون تأخر أو تأخير, ولن يستطيع أحد أن يقرأ من حولكِ توقيعي, فتوقيعي يبدأ بهلال وينتهي بنجمة ساطعة كاشفة, ولكِ أيتها الـ(ديمونا) أن تستمعي جيداً لأغنية محمد العزبي القديمة, والتي يقول فيها: (الأولى آه على القلب اللي متهناش, والتانية آه على اللي صابر بس بخته مجاش, والتالتة آه على اللي في الدنيا لا مات ولا عاش), أيتها الــ(ديمونا) أنتفضي من غبار وأوساخ الذرة والنواة التي أنتِ فيها, وعودي بجمالك الصافي عودي إلى سفر يهشوع من عهدكِ القديم.
أيتها الــ(ديمونا), نعرف تماماً تاريخ ميلادكِ في جنوب فلسطين المحتلة, ونعرف جيداً اليد الفرنسية التي بنت ردعكِ المزيّف, ونعرف أيتها الــ(ديمونا) هجرتكِ الأفريقية الأولى, وهجرتكِ الروسية الثانية, لا تقلقي فالطريق اليكِ أيتها الــ(ديمونا) باتت سالكة ومعبدّة أمام رسائلنا السريعة وغير الظاهرة على شاشات طوقكِ الحديدي.
وفي الختام نقول لكم أيها الــ(ديمونات) أينما كنتم وعلى امتداد مساحة ارض فلسطين:
وإن عدتم عدنا..