اللهم لا تمتحنا ولا تبتلينا ..
عند الامتحان يكرم المرء او يهان وعادة ما ترتبط نتائج اي امتحان بالتحضير والاستعداد المسبق, فالطالب النشيط المستعد ينتظر قدوم الامتحان بشغف لكي يحصد ما زرع بعكس الطالب الكسول . وهنالك نوع جديد وغريب من الحكومات لا يكون مستعدا ا للامتحان ولكنه يتصرف كالطالب النشيط ويعرض نفسه لظروف الامتحان بشكل قصري معتمدا على الحظ وهذه الحاله الرسميه من اسوأ الحالات لان هذا النوع من الحكومات عادة ما يعرض الشعب والوطن للخطر وحكوماتنا الرشيدة المتعاقبه لم تكن مستعده في معظم الحالات السابقة بشكل جيد ولكن ارادة الله كانت تقف مع هذا الشعب و قواته المسلحه واجهزته الامنية في مختلف الظروف لان نتائج تلك القرارات السياسية والحكوميه السيئة والغير مدروسة عادة ما تتحمل وزرها الاجهزة الامنيه والتي تختبئ الحكومه خلفها في الظروف الحرجه وتتركها في الشارع تتصارع مع الشعب وعادة ما تغطي هذه الاجهزة الخلل الواضح في سلوك تلك الحكومات ولكن الظرف الحالي والمستقبل القريب قد يختلف تماما عن الظروف التي تجاوزناها لان الامتحانات القادمة قد لا تكون على نمط الاختيار من متعدد وقد تكون من الاسئله الانشائية الصعبه والمعقده ولن يكون بمقدور الحكومه تجاوزها بسهولة ومن الممكن ان يتسبب ذلك ايذاء جنودنا من القوات المسلحة والاجهزة الامنية فقرار المشاركة بأي حرب بريه بمعزل عن موافقه الشعب ومجلس الامة سيكون قرارا بمثابة الانتحار فضرر هذا القرار سيعود حتما على ابناء الجيش والاجهزة الامنيه والشعب مجتمعين كون الاردن سيكون الاكثر عرضه للخطر بين دول التحالف بسب الجوار , فهاهي طائرات داعش بدأت تحلق في سماء سوريا وهذا الخطر لم يكن وارد سابقا .
ان الاهم في السياسة الامريكيه هي عدم تعريض جيشها او مواطنيها للخطر وبنفس الوقت حصد تلك المليارات العربيه وترحيلها لتساهم في انعاش الاقتصاد الامريكي وتحسين مستوى المعيشه للجندي والمواطن الامريكي معا , اما نحن الوسائل والاتاري بيد السياسي الامريكي فلم نجني من ذلك التحالف الا الخراب والدمار والموت والارهاب ولو انفقت تلك المليارات العربية التي دفعت للخزينه الامريكيه بقصد مكافحة الارهاب لشعوب هذه المنطقه لما كان هنالك فقيرا ولما كان هنالك مديونية ولما وجدنا داعشيا ولكن الفقر والبطالة والظلم قد يتسببان مع الايام في تضخم حجم داعش وقد ترسب تلك الحكومات التي لم تحضر درسها جيدا فقد كان الرئيس الامريكي قد اعلن أن الحرب على داعش ستستمر سنوات طويله وهو محق في ذلك لان المعركة خارج ارضه ولن تطال شعبه ومواسير النفط تصب في خزائنه فثوار الامس باتوا ارهابين اليوم والاعداء قد يصبحوا اصدقاء غدا لان السياسة مبنيه على المصالح ومن يدري اين ستكون المصالح الامريكيه في الزمن القريب القادم .
سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه وان لا يمتحنا وان لا يبتلينا وان يلهم الحكومه عدم الدخول للامتحان بدون الاستعداد الجيد انه نعم المولى ونعم النصير .
العميد المتقاعد
بسام روبين