الحِكْمَــــةُ وقـــفٌ على لُقمـان والكلالـده إخــوان
(( بســم الله الرحمــن الرحيـــم ))
الحِكْمَــــةُ وقـــفٌ على لُقمـان والكلالـده إخــوان
بقلم: الأستاذ عبد الكريم فضلو العزام
استوقفني كثيـراً تعليــق وزيـر التنميـة السياسيـة الأخيـر الـذي يَصِـف فيـه مُنتقـِدِي الحُكـومـة بأنّهـم مُحتـكِـرو الحِكمـة.
ويُعـدِّد في تعليقـه إنجـازات الحكـومـة كقـانـون الضـريبـة التصـاعـدي و قـانـون الأحـزاب وقـانـون الانتخـابـات الـذي يمـر فـي مـراحلـه الأخيـرة. ثـم يقـول أنـه لـم يسمـع رأي المُنتقـديـن فـي هـذه القـوانيـن ولـو بكـربلائيـات ولطميـات.
بعـد هـذه الإشـارة لمـا قالـه معالـي الوزيـر والـذي يُطابـق قـول زملائـه الـوزراء ورئيـس الـوزراء أن هـذه الحكـومـة سيُـسجـل لهـا التـاريخ مـن الإنجـازات والإبـداعـات وخـدمـة للوطـن مـا يجعلهـا تتفـوق علـى حكـومـة وصفـي التـل وهـزاع المجـالي.
و هنـا لا بُـد مـن طـرح بعـض الأفكـار والتسـاؤلات أمـام معـالي الـوزيـر وزملائِـه علَّهـم يُجيبـون عنها بتـرانيـم ومعزوفـات سيمفـونيــة تُبعِـد عـن الشعـب حـزن اللطميـات والكـربلائيـات.
1- إن القوانيـن التـي أشَـرت إليهـا فـي اعتقـادي أنهـا لا تحتـاج إلـى كُـل هـذا الـوقـت فهـي قيـد الدراسـة منـذ زمـن بعيـد وقبـل حكـومتكـم وكـانـت كُـل مـا تحتـاجـه هـو تقديمهـا لمجلـس النـواب لإقـرارها والسـرعـة أو التـأخيـر في رقبـة النـواب.
2- لمـاذا لـم يتعـرض الوزيـر لمـدى التنسيـق والشفافيـة لـدى الحكـومـة حـول قضيـة ذهـب عجلـون الـذي غطَّتـه الحكـومـة بالتصـريحـات التاليـة:
أ. التصـريـح الأول: الحفـريـات هـي أعمـال إنشـائيـة.
ب. التصـريـح الثـانـي: الحفـريـات هـي انهيـارات تمَّـت معالجتها بطـريقـة أمنيـة. بمعنى أن الانهيـارات تحتـاج إلى قـوات مدفعيـة ودروع ومُشـاة وقـوات درك.
جـ. التصـريـح الثـالـث: الحفـريـات هـي لإخـراج أجهـزة تجـسُّس مـرَّ عليهـا قـرابـة خمسيـن عامـاً.
د. التصـريـح الـرابـع: والـذي جـاء مـن دولــة رئيـس الـوزراء أنني كُنْـتُ مُغيبـاً عـن القضيّـة. بـس لـو قالـوا لي أنـا إلـي بدبِّـرهـا.
3. لمـاذا لـم يتعـرض الـوزيـر لإنـجـازات الحكـومـة فـي خدمتهـا للـوطـن والمـواطـن، بِـرفـع الأسعـار وزيـادة الضرائـب، وزيـادة المديـونيَّـة إلى رقـم قيـاسـي.
4. لمـاذا لـم يتعـرَّض الوزيـر إلـى دور الحُكـومـة في إنجازاتها الحِـواريَّـة مـع المـواطنيـن ومُمثّليـهم في البـرلمان والمـؤسسات المـدنيـة وغيـرها ولا أدَل على ذلك مـن جلسـات وزيـر التنميـة السياسيـة مـع الأحـزاب التي لـم تتمخّـض عـن شـيء لأن أكثـر جلسـات الحكـومـة هـي لإيصـال وجهـة نظـرهـا لا لِسمـاع الآراء الأخـرى والاستفـادة منهـا.
5. لماذا لم يتعرَّض الوزير للإحترام الزَّائد الذي تتعامل به الحكومـة مـع المـواطـن ومـع عقلـه ومشاعِــره فمثلاً يقـول أحــد الـوزراء مُخاطبـاً مجمـوعـة مـن النُّـواب والمواطنيــن:
أ. هــذه الأعمـال هـي للقُـوَّات المُسلَّحـة نقطــة.
ووضـع النقطـة يعنـي (إلِّــي عنــده حكـي يضبُّــه (يبلعـه)) لا بـل المعنـى أكثــر مـن ذلـك.
ب. ثـم يقــول فـي موقــع آخــر العـدد 320 قـال محمــد قــال عيسـى قـال حسيــن أنــا بقــول 320. أي أنـه هــو الصَّـادق الصَّــدوق فقــط.
6. لماذا لم يتعرض معالي الوزير إلى التعيينات العليا التي تُعطى إلى غير مستحقيها.
7. لماذا لم يتعرض معالي الوزير إلى دور الحكومة في معالجة الأمن الاجتماعي ومحاصرة تفشي الجريمة.
8. لمـاذا لـم يتعــرض معـالي الـوزيــر لــدور الحكــومة التـي رفعـت عـدد سكــان الأردن مـن 6 ستــة ملاييــن إلـى11 أحــد عشــر مليـونـاً حتـى عـاد المـواطــن لا يجــد مــاءً يتوضــأ بــه.
وهنـا لا بُـد مـن التَّنـويــه أن الـوزيـر يستطيــع أن يقُــول مـا يشـاء وأن يُظهـر أو يُخفـي مـا يشــاء وأن يُشـرِّق ويُغــرِّب كمـا يُريــد يَســرح ويَمــرح وكُـل زملائِـه كذلـك لأننـي والله أغبِطُهــم وأحسِـدهـم على مجلـس النُّـواب الـذي يُشـاركهـم الحكـم والـذي مـا وجـد إلا ليكـون رقيبـاً عليهـم. وإليـك أخـي القـاريء مِثـالاً حصـل يـوم السبـت الموافـق 11/10/2014 السـاعـة 8:30 على قنـاة رؤيـا في برنامـج نبـض البلـد اشتمـل على حِـوار حَـول الحكـومـة مـع نائِبَيـن أحـدهـم يُمثِّـل حِـزبـاً وآخَـر قـد يكُـون مُستقِـلاً ويا للعجَـب؛ يقـول لهـم مُقـدِّم البـرنامـج: كُـل الاستطلاعـات تُفيـد أنَّ الشَّعـب يَـرغـب بِرَحِيـل مَجلِـس النُّـواب لأنَّـه لـم يَعُـد يُمَثِّـل الشَّـارع ولا يُمَثِّــل إلا نفسـه و هُـم يقـولـون لـه نحـن مُمَثِّـلـو الشّعـب ونُمَثِّـل نبـض الشـارع ثـم يقـولـون بِعـظمـة لِسانِهـم أن هـذه الحكـومـة رفعـت الأسعـار وأنهكـت المُـواطـن وليـس لهـا سياسـات اقتصـاديـة واضِحـة وليـس عنـدهـا خطـة لِحَـل المُشكـلات ومـع ذلـك يعُـودون ويقُـولـون أنهـا حكـومـة تستحـق التقـديـر وأنهـا نسيـج وحـدهـا ليـس لهـا مثيـل لا قبلهـا ولا بعـدهـا، مثـل هـؤلاء النـواب لا يريدون مغادرة المجلس إلا وقد رسموا طريق العودة إليه. أي نُـوَّاب هـؤلاء؟ وأي مجلِـس هـذا؟ الـذي يَشكُـر مـن أهلَـك المُـواطـن وقطـع لقمـة عيشـه وزاد أعـداد العاطِلِيـن عـن العمـل وصـان كـرامـة المُجـرميـن وأضاع حُقـوق القتلى والثكالى والمنكـوبيـن.
والله يَحِـق لـك يا معـالي الـوزيـر أن تقـول أكثَـر مِـن ذلـك وأن تُغنَّـي مقـولاتـك وأفكـارك على العُـود والقِيثـار والرَّبابَـة ولكـن تذكَّـر يا معالي الوزيـر أن الشيء يُعـرَف بِضِـدِّهِ فـلا نَعـرِف حُكُـومتكُـم أنّهـا ضعيفـة إلا عندمـا نتعـرَّف على حُكـومـة وصفـي وهـزَّاع ولا نَعرِفـكـم إلا عِنـدمـا نقْـرأ عـن فضْـل الدَّلقمـونـي وذوقـان الهِنـداوي و حـازم نسيبـة و فـلاح المـدادحـة وعبدالوهاب المجالي وغيـرهـم.
وتذكَّـر يا معالـي الوزيـر أنَّـك مهمـا قُلـت ومهمـا جمَّلـت الـوزارة وعطَّـرتها فالمرجعيـة للشَّعـب؛ هـو صاحـب القـول الفصـل وتذكَّـر يا معالـي الوزيـر أنَّ هـذا الوطـن بـاقٍ بحفـظ الله ورعايتـه وبِتَعَـب الحَـرَّاثِيـن الصادِقيـن مـن أبنائِـه لا بعمَـل المتـزلّفيـن وتُجَّـار المنفَعـة و سيظَـل وطَنَـاً عامِـراً شامِخَـاً صاحِـب رِسالـة بقيادتِـه الهاشمِيَّـة التـي كتَـب الله لهـا الخُلُـود رغـم كيـد كُـل الحاسِدِيـن والمتآمِـرِيـن.
الكاتـب: الأستاذ عبدالكريم فضلـو العـزام