ذيبان .. الجنة المفقودة
من الرائع أن تجوب الأرض طولاً وعرضاً ، ومن الجميل أن تتفاعل مع الطبيعة بكل تفاصيلها للوقوف علو شواهد الجمال ومشاهد الروعة ، ولكن الأجمل من ذلك ، أن تكتشف أنك يمكن أن تعيش هذه اللحظات في بلدك ، وتتفيأ ظلال الطبيعة الوارفة فوق ترابك .
هنا ذيبان ، الجنة المنسية ، والرياض المفقودة ، هنا جمال الطبيعة ، وروعة الهواء ، وعبير الزهر الفواح ، هنا الأشجار وارفة الظلال ، والطيور التي تغرد بحرية طرباً بالهواء العليل والنسيم الرقيق .
ذيبان ، عروس الجنوب الأردني ، ترنيمة السحر وسمفونية الصمت الساحر ، أغنية الأغصان الحالمة ، والزهور التي لا تخشى من يد العمران أن تختطف روحها ، ذيبان ، الأغنية والمغني ، الشعر والشاعر ، الحداء والربابة ، وتينة من عمر الأردن تحكي لمن يستظل بظلها حكايات التاريخ الغابر .
إذا نظرت إلى طليعتها الجغرافية ، وسفوحها التي تطل على جنان الأرض الخضراء ، والينابيع التي تتفجر بصمت لتروي الطبيعة الحانية ، تعلم أن فوق هذه السفوح مجداً لا يرام ، وأن في تفاصيل أوراق الزيتون الرومي كرامة لا تضام ، ويستفزك رونق المكان والزمان لترى أن الدنيا كلها قد اختزلت في تلة تطل على القدس صباحا ، أو شجرة تغازل بلابل الأرض لتنشد من فوق أغصانها نشيد الاستقلال والهوية .
اليوم ، ذيبان قررت أن تكشف عن مفاتنها ، وتعلن عن بعض أوجه روعتها ، ما بين سياحة المرتفعات وحياة السفوح ، إلى عظمة شرب كوب من الشاي مع العائلة تحت أغصان شجرة لم تتلوث باليأس ، لتشعر في ذيبان ، بأن هواءها النقي يزيد روحك تعطشاً نحو حياة جديدة .
وأقول ختاما :
كشفَ الهوى عن مهجتيه مغالباً صمتَ الدهور فأطرقت ذيبانُ
وتمَسمَرت فيها القلوب محبةً وتفاءل الأطيارُ والإنسانُ
غيّرتِ يا ذيبانُ وجهة خافقي فلقد حواكي بالزمانِ زمانُ