0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

الرئيس يتحدى الشعب

الرئيس يتحدى الشعب

امام حشد كبير من النواب وعلى مائدة احدهم يتحدى دولة الرئيس الشعب بتصريح ناري يتضمن عزمه رفع الدعم عن جميع السلع الاساسية حال عودته الى الدوار الرابع .
وهذا التصريح يعتبر بمثابة رسالة واضحة للشعب الاردني ولنوابه بأنه قادم للرئاسة شاء من شاء وابى من ابى وانه مستمر في مسيرته الاقتصادية الاحادية الجانب بعكس اتجاه الشعب فقد بات واضحا لدولة الرئيس ان الشعب باكمله جاهز للاقتناع وتقبل اي شكل من اشكال الغطرسة الحكومية وقد اصبح واضحا ايضا ان الرئيس لم يعد مهتما برضى الشعب او عدمه وانا شخصيا لا الوم دولة الرئيس على ذلك التقييم والتصرف فالمسؤولون عادة ما يحاولون جس النبض الشعبي بداية واذا ما شعروا ان هنالك عوائق وموانع قد تعترض قرارتهم فانهم عادة ما يتقهقرون ويتراجعون الى حيث بدؤوا اما اذا ما وجدوا ان المعارضة التي تعترض قرارتهم ناعمة ومؤقتة فانهم عادة ما يستمرون في غيهم واندفاعهم نحو المجهول بحجة الاصلاحات الاقتصادية الضرورية المفروضة وفعلا هذا الذي جرى فدولته اصبح خبيرا بنبض الشارع وتفكيره واحتياجاته وقد اثبت لنا ذلك من خلال نجاحه و اصراره على رفع الدعم عن المشتقات النفطية مؤخرا وتبين من خلال ذلك الموقف انه صاحب خبرة وحنكة وحجة ويتنبأ بالمستقبل جيدا وقارئ جيد لما يدور في افكار الجماهير بعدما نجح في الجولة الاولى من رفع الدعم عن المشتقات وهذا ما وطد كيانه وجعل من امر عودته للدوار الرابع مسألة وقت لا اكثر ولكنني اود ان اذكر دولة الرئيس هنا بان اجادة القراءة لوحدها لا تكفي في بعض الاحيان بل تحتاج الى معززات وعناصر اخرى حتى تستطيع تلك القراءة احراز النجاح المنشود واود ان اذكر هنا بالقصة المعروفة عندما قام احد رؤساء الحكومات باتخاذ قرار رفع الاسعار حينها نزل الشعب للشارع واخذ يتظاهر ويعتصم وعندما علم رئيس الوزراء بردة فعل الشعب امر بعد فترة بزيادة اضافية على الاسعار مما زاد في اشتعال الشارع سلميا وعندما قامت الاجهزة الامنية بابلاغ الرئيس عما يحدث تبسم وطلب رفع الاسعار ثالثة من جديد وعندما استفسر بعد ذلك عن ردة فعل الشارع ابلغوه ان الاعتصامات توقفت وان الهدوء والسكينة يخيمان على تصرفات الشعب حينها ارتعد الرئيس وطلب من المسؤولين اعادة الاسعار لما كانت عليه فورا فهو كان يعلم من غير اعضاء حكومته ان الهدوء عادة ما يسبق العواصف فلذلك انا اتمنى على دولة الرئيس ان لا يغامر في اي عملية رفع دعم عن السلع او رفع للاسعار لانه لا يعلم ماذا قد يحدث جراء ذلك .
نحن نتحدث عن مستقبل شعب وعن مستقبل وطن ولا يجوز ان نتركه للحظ او كمن يلعب شد الحبل فلربما ينقطع الحبل ولربما تخرج العجلة عن الطريق بسبب فقدان السيطرة عندها لا ينفع لا ندم ولا استعانة بصديق ولا حذف اجابتين ولا طلب مساعدة الجمهور ولا ننسى هنا العامل الانساني والذي يفرض على اي رئيس حكومة ان يتخيل حال الشعب ما بعد تنفيذ وتفعيل القرارات وان يحاكي ضميره وعقله وعواطفه قبل الشروع بأي فعل قد يترتب عليه انعكاسات سلبية على ابناء شعبه .
جنبنا الله سوء القرارات ما ظهر منها وما بطن , سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي الشعب من عبث العابثين وفساد الفاسدين وصمت الحكماء و الصالحين انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين