0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

إذا محمد العشا ذراع دحلان؛ لنبترها

ما أخشاه على الساحة الأردنية من الجانب الفلسطيني الشقيق: أن تصبح دحلانيةً متصهينة بامتياز(لا سمح الله).. فلا هي فتحاوية معروفةٌ جذورها؛ فنحترمها.. ولا هي حمساوية نعرف أهدافها، فنضمنها أحلامنا ونضحي لأجلها.

فليس سرا الدعم الذي تلقاه نواب الصهينة من محمد دحلان؛ طريد السلطة الفلسطينية التي لفضته رغم تشوهاتها التي سمحت لأمثاله أن يتربعوا على عرش مقدرات القرار الفلسطيني.. فمع كل تلك التشوهات إلا أن السلطة الرخوة والمتراخية لفضت دحلان لهذر بوصلته الصهيونية التي لا تُحْتَمَل شَطَحاتُها.

وليس خافيا على احد أن طهاة مطبخ القرار الأردني ابقوا على النكهة الدحلانية رغم فسادها الذي أدمنوا هم عليه في إطار العلاقات مع العدو الصهيوني، والتي جمعتهم في دمامل عملية السلام بلون التجارة ومشاريعها الاستثمارية لطبقة أصحاب النفوذ المتصهين أيضا.

ولم تعد مجهولة أسباب محاولات استهداف الإسلاميين في الأردن، لشقهم وتقزيمهم إلى حد دمجهم بمشروع سياسي مُأردن، بلون مُعَمى اسودت منه قلوب من يعزف على وتر شتى الأصول والمنابت “أردني فلسطيني” هنا.. ويدق على طبل “شمالي جنوبي” هناك.

ولنزيدكم من الحب المتجهم بيتا.. فذاك هم سرسرية السفارات الأمريكية والبريطانية وغيرهم من وكلاء الصهيونية التي تعمل على الساحة الأردنية علنا وبكل وقاحة، فتتبنى جلساتهم عصف ذهني وجس نبض الأردنيين حول قبول المزيد من تجنيس اللاجئين، فهذا التجنيس المتلاحق الذي يُعَمَّق بوحدة وطنية للإنسان دون الأوطان، ويحرك عبر إعادة التهجير للمهجرين، كما جرى بعد غزو الكويت واحتلال العراق، وانتهاءً بلاجئي سوريا والمليارات التي افتضح أمرها أول من أمس.. وأي أردنيين هؤلاء الذين يجس نبضهم، وجلوسهم إلى سفراء الصهيونية طموح؟!.

بالمقابل تحاصر كل المشاريع الشعبوية، لتدفن في قلوب أصحابها، فلا نرى حركة لاجئين من اجل العودة مرخصة في الأردن، رغم كل المحاولات الوازنة. ولا تتمكن حركة حراس القدس في الأردن؛ من تحريك الرأي العام تجاه معاناة المقدسيين، رغم فداحتها.

أيضا في كل هذه المناخات نجد أن نائب الغفلة الدحلانية؛ لا يتورع أن يصرخ ويعلي صوته ليُسْمِع تلك السفرات الداعمة له، فما هو إلا الطبل في جوقتهم.. ولا يعود هَمُّ هذا المغتصب المتخلي عن قضيته ووطنه المحتل؛ إلا ليجعل من الأردن وطنا مختلاً، لتتمكن منه براثن الصهيونية، فيتردى.

شخصيا لم أرى أن هذا النائب المغتصب ينادي بزوال السفارة الإسرائيلية..مثلا، ولم يعمل للقدس وأهله، ولم ينادي بحرية الأسرى هناك، ولم أجده ينادي بضم الضفة الشرقية أو إعادتها للأردن.. بل وجدته يريد أن يستبيح الجهاز العسكري الأردني، في ضل هذه الاختلالات كلها والمصنعة للفتنة، دون أن يصلح شيء يحفظ علينا سلمنا الاجتماعي.. ونسمعه ينادي بكوتا للمخيمات في التجنيد للجيش صانع الهوية الأردنية بعناصرها القطرية الحديثة، والتي لا نقبل بها إلا أن تكون بنية تحتية لقوميتنا العربية المكتملة. وللضرورة؛ فنحن لا نقبل أن نكون تنابلة سايكس بيكو ولا خونة وعد بلفور.. وكان الأجدر به؛ إذا أراد ذلك: أن ينادي بزوال المخيمات أولا، فلا يجوز الإبقاء على المخيمات إذا لم نُبْقي على رمزيتها المقدسة، لجلو حق العودة، الذي هو حق أممي قومي، ولكنه بامتياز للفلسطيني.. مؤمنين وبالمطلق انه لا تتحقق العودة ألا بإعلاء مشروع التحرير الأوطان المحتلة والذود عن الأوطان المختلة فلن نذعن لصهيونية تدعمها عشرات النصوص التلمودية الشيطانية التي تنادي بسفك الدماء وتنادي بالأردن أرضا يهودية.

لقد استصرخني عدد كبير من المتقاعدين العسكريين، كي استصرخ بدوري الأردنيين والفلسطينيين معا، وكل من زورت إرادته، أو كل من  يشعر انه عبث بها العابثون، نعم.. استصرخهم لاقتحام مكاتب البرلمان.. ورمي المتصهينة خارجه، فهم من يذكي نار الفتنة، ويفرغ صمامات الأمان من فعاليتها، وينزع عنا سلمنا الاجتماعي؛ الذي حفظناه على أنفسنا، بحفظ الحدود، والتسامح، والتآخي، والتعاضد على الحلوة والمرة.. طيلة أيام جوارنا.

وبدوري أعلن لكم أيها المتقاعدون.. أيها العسكريون: إنني اقبل أن أعود لجيشي بلا رتبة ولا راتب، أذا ما كان هناك حاجة لسد أي نقص بشري.. فنحن لم نكن يوما هناك إلا للواجب الوطني، ويومها رضينا بأقل القليل عن طيب خاطر، وكان لأجل الأردن وأهله، ولأجل كل من استجار به، ولصون الحمى، والحدود، والهوية بعناصرها الثلاث، وليس لأجل المعاش..

نعم.. لنبتر كل ذراع تلمودية متصهينة تعبث بسلمنا الاجتماعي

فلا زلنا نراهن على شرعية التراب المقدرة ربانيا والمحروسة بسواعد أهله.