0020
0020
previous arrow
next arrow

تغيرات في المجتمع الأردني

 

وكالة الناس – كتب. نمر أبو كف

يلاحظ أن المجتمع الأردني في الاونة الاخيرة يمر بتغيرات وانتكاسات عميقة يتولد عنها وللأسف الشديد تحول كبير في قيم وعادات المجتمع، وهي انتكاسات تخلق واقع من العنف المجتمعي لم يسبق للمجتمع الأردني ان عايشها.

ولعل هذه التغيرات والانتكاسات لم تأت من فراغ، بل كانت نتائج طبيعية لضغوطات اقتصادية ومادية وضغوطات نفسية وضعت الإنسان الأردني بين فكي كماشة.

فمن جهة فأن تسارع وتيرة الحياة ومتطلباتها التي لا ترحم، ومن جهة أخرى التقيد بعادات وتقاليد وتشريعات دينية تلعب دور الضابط لضبط إيقاع السلوك، وتهذيب التصرف بما ينسجم مع أخلاقيات المجتمع.

ولعل هذا يقود إلى صراع خفي في سلوكيات الفرد بين نقص واضح في التربية الدينية وعادات وتقاليد، وبين نافذة هائلة مفتوحة على عالم من التحرر يختلف في جوهره وكينونته عن مجتمع يعيش صراع فقدان الهوية.

ان مواقع التواصل الاجتماعي اخذت وللأسف حصة الاسد في إعادة تشكيل الشخصية الاردنية؛ وهي وللأسف ساهمت بشكل او بآخر في خلق انفصام في هذه الشخصية، فبعد أن كنا لا نكاد نسمع عن جريمة اومشاجرة أصبحنا لايكاد يمر يوم الا ونسمع او نشاهد جريمة هنا او هناك.

والأدهى انها جرائم اما تُرتكب بدم بارد او تكون من البشاعة لدرجة لا يصدقها عقل.

ان الحكومة وللأسف الشديد تساهم بطريقه او بأخرى من خلال سياسات اقتصادية تخلق واقع ضاغط على الحياة اليومية للناس من خلال سياسات اقتصادية تساهم بشكل او بآخر في افقار الناس ودفعهم إلى سلوكيات عنيفة وغير محسوبة النتائج، وليس من الحكمة ان تساهم الحكومة في تأكل الطبقة الوسطى في المجتمع وهي الطبقة الاهم في اي مجتمع.

وعليه فإن الحكومة مدعوة لإعادة النظر في مجمل الممارسات التي انتهجتها الحكومات السابقة، وان تتبنى نهج جديد تخلق فيه فرص جديدة للشباب، وان تركز على مخرجات التعليم وان تستنهض مقدرات المجتمع من خلال مشاريع يكون لها أثر اقتصادي ملموس على حياة الناس. وان يكون للقطاع الخاص دور في إدارة واستثمار هذه المشاريع؛ وان تبتعد الحكومه عن نظرة الجباية والنظر إلى جيب المواطن وكأنه بقرة حلوب في حديقتها الخلفية.