( داعش ) لن تكون الطريق للوصول إلى دمشق
منذ أن استخدم الروس حقهم بالفيتو لعدة مرات ورفض التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على سوريا كان مثابة صفعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ولم تهدأ أميركا من التخطيط لشن هذا العدوان واختلقت وافتعلت كل الذراع التي منيت بالفشل لصلابة الموقف الروسي وحلفائه في مواجهة هذا التدخل .
منذ عدة أشهر كنت في زيارة لصديق لي وهو من كبار المحامين في الأردن وكان بضيافته عدد من الأشخاص وكعادة الناس في هذا الظروف يبقى الحديث السائد عن ألأوضاع المشتعلة في المنطقة وتحدث احد الحضور معرفا بنفسه بالمطلع بأمور سنحت له الفرصة بذلك كونه قريب من إحدى سفارات الدول الغربية الكبرى , وتحدث لنا وكله ثقة مؤكدا انه يتواجد في الوقت الحالي فوق الأرضي الأردنية أكثر أربعين ألف أمريكي يحملون جوازات سفر سورية جاهزون لمساعدة الرئيس السوري في الانتخابات التي حصلت منذ ثلاثة أشهر لكي يحقق الفوز ابتسمت حينها لصاحبنا وسائلته عن جدوى مساعدة الجانب الأمريكي للرئيس السوري وهم من قاموا بتدمير سوريا وتشريد وقتل السوريين و اعتبرت الأمر بالساذج ولم أصغي بشكل جيدا لكنه رد وكله ثقة مثلما استهل حديثه وأجابني بأنه أصبح من المصلحة العليا الأمريكية بقاء الرئيس الأسد وذلك من اجل القضاء على الإرهابيين أضررت للرد عليه محاولا إقناعه بان من صنع هؤلاء الإرهابيون هم الأمريكيون نفسهم وكما يبدو أن صاحبنا متحمس في نقل الرسالة ولأنه يتلقى الرسائل المطلوب ترويجها كغيره من الضباط الصغار أو حتى الكبار منهم فهم لا يعلمون عن خفايا كبارهم, وعندما حدثت غزوة البصرة التي قادها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تأملت في الحدث وربطت ما بين حديث صاحبنا والغزوة التي حدثت فبدلا من التصويت للرئيس السوري كانوا يستعدون لغزوة البصرة
يعتقدون بذريعة ملاحقة ( داعش )قد يسهل التدخل في الشأن السوري من خلال الحلف نفسه الذي سعى خلال الثلاثة أعوام الماضية لضرب النظام السوري عسكريا فقد أصبح من الواضح الحديث عن الحد من تمدد تنظيم ( داعش ) والحديث عن حرب طويلة الأمد تستغرق عقود ما هو إلا استهداف للنظام السوري لا غير لاستكمال المخطط الذي بصموده أعاق تنفيذه , لكنهم يصرون على حماية مصالحهم والسيطرة الكاملة على كل مصادر الطاقة في المنطقة وحماية وديمومة الكيان الصهيوني .
دخول المنطقة في دوامة الصراع والتي ستبدأ خلال الأيام القادمة قد تكون مختلفتا عما يظن البعض فهي شرارة الحرب العالمية الثالثة التي ستؤدي بالمنطقة إلى دمار يشمل الجميع وقد تكون حربا قاسيه يسقط فيها مئات الألوف ان لم يتجاوز الملايين من العرب سوريا لن تسمح بتمرير المخطط من خلال اللعب على وتر الإرهاب وسيكون للجيش السوري كلمته في هذه الحرب وقصف مناطق تواجد المعتدين وهذا يشمل كل الدول العربية المرتبطة والمتحالفة مع الولايات المتحدة ومن الممكن أن يتراجع اوباما عن قراره إذا أحس بان الرد الروسي الإيراني السوري سيكون قاسيا عليه وعلى حلفائه ومن المحتمل أن نسمع حينها عن جناحا سياسيا لداعش يتبلور للتفاوض وإعادة لعبة جنيف من جديد .