تقاعد النواب
في وطن تكثر فيه نظريات الوطنية المخزوقة ويكثر فيه المنظرون، والمطبلون ، والمسحجون، والواقفون على رغيف الفقير يلتهمونه بجشع ونهم دون مخافة من ربهم، ودون خجل من ضميرهم المستتر ، ودون روية لما أشبعونا من كلام رنان ، لاجدوى فيه، وتظهربين هؤلاء الثلة أعمدة النصب والإحتيال وتبديل الكلام وتحريفه لمصالح شخصية بكل ثقة وعنجهية من أنه لا ضير في هذا التقاعد المبالغ فيه ، وليذهب الشعب الغلبان إلى الجحيم ، ولتذهب موازنة الدولة لجيوب المعالي والعطوفة والسادة رموز الوطن المزيفون، فلا هم لهم إلا جيوب منتفخة ، وكروش مترهلة ، وسيارات فارهة، وارصدة مكتنزة من ظهر الوطن وجيب المواطن المسحوق المطحون.
هؤلاء هم معاول الهدم لا البناء ،هؤلاء هم رموز الشر، هؤلاء هم رموز الخراب والتدمير، هؤلاء هم أباطرة الفساد ،حين طالب المعلمون ببعض الفتات من حقهم ، قامت الدولة ولم تقعد وظهر التباكي والتماوت على موازنة خربة متهالكة لا تقوى على الوقوف، من قبل نفر كبير ممن يسمعوننا الآن ، عكس ما أسمعونا في إضراب المعلمين .
هل قدمتم للوطن خدمات جلى؟ هل خففتم خراب الموازنة المتسارع، واوقفتم عجلة الفساد عن الدوران ؟ هل خففتم من مديونية الأردن المتصاعدة بسرعة الضؤ؟ هل شاركتم الفقير لقمة خبزه المغمسة بعرق جبينه الذي يكد ويتعب من أجل جلب ما يسد الرمق؟ هل شعرتم بأنات مريض لم يجد ثمن العلاج والدواء؟ هل شاهدتم الكثير من ابناء الوطن ينبش في حاوية القمامة بحثا عن بقية طعام؟ هل إنتابكم إحساس أب وأم أشفقا على إبن أو إبنة لهما ولم يقدرا على تدريسه بالجامعة رغم حصوله على معدل عال يؤهله لذلك؟
هل جلس أحد منكم ينتظر طابورا ليركب مواصلات النقل العام؟ هل أخذت الشفقة أحدكم من رؤية طفلة تبيع حبة علكة عند الإشارة الضؤئية؟ اسئلة كثيرة تدور في البال واعتقد أنكم تعرفونها ، ولكنكم تناسيتم وجع الوطن ،وهم الأمة وآثرتم أنفسكم على الكثير من أبناء الوطن ، بإدعاءات كذابة ومصالح خاصة، ومآرب شخصية.
إن إبن الوطن المخلص مهما كان منصبه وحجمه ووظيفته يسارع ليخدم الوطن ، لا يبادر لهدمه ونهبه وسلبه بقوة القانون والسلطة كما أصحاب المعالي والعطوفة والسادة؟
إن النفس مثقلة بهموم كبيرة كثيرة متنوعة والكثير من الكلام ، ولكن ما جدوى الكلام عند من لم ولن يسمع؟
ولهف نفسي عليك يا وطنا كنت المنارة، والشمعة التي إنصهرت على من لا يستحق.
ولدولة رئيس الوزراء أقول : أين موقفك من نوابك ووزراءك الطماعون؟ وكيف كان موقفك من المعلمين المسحوقين ، حينما طالبوا بأقل القليل مما سوف يناله هؤلاء؟
ولوزير المالية أقول لم نسمع لك صدى صوت في حين طالب المعلمون ببعض ما يستحقون قلت بأن 93مليون سترهق الموازنة وتحطم كل شيء ويضيع الوطن ، في حين أن تقاعد هؤلاء النفر يعادل راتب ما يقارب من 100000 مائة ألف معلم فهل تخيلت ذلك يا معالي وزير المالية؟
ولنا رجاء وأمل بجلالة الملك بأن لا يوافق على هذا القانون الجائر بحق الوطن وأهله . وأن يرد كيد المتأمرين إلى نحورهم . وحفظ الله الوطن من كيد الكائدين ومكر الماكرين .