0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

الاقتصاد الصهيوني لن يكون كما كان في سابق عهده

من  المعلوم أن  الامن  والأمان   من الاسباب  المهمة لزيادة النمو الاقتصادي  في  بلد  ما   , وكلما تزعزع  هذا  الأمن  ,  كلما  أدى الى  تراجع  أداء  هذا  الاقتصاد  , وبالتالي  فان  علاقة  الأمن بالاقتصاد  هي علاقة  تواؤمية , وهذا  ما  بدأ  يفقده  العدو  الصهيوني في  فلسطين  ,  والمشكلة  الأمنية  مرتبطة  بعامل رئيسية , عوامل  داخلية  وعوامل  خارجية .
 كما هو واضح إن  الأمن  الدخلي  والمرتبط  بالعوامل  الداخلية لدى الكيان الصهيوني  كوجود المقاومة  وعلى  رأسهم  حركة المقاومة الاسلامية  حماس  والجهاد الاسلامي  بات على  شفير  الهاوية ,  مما  أدى  الى  هجرة داخلية  وهجرة خارجية  ,  هجرة من  الجنوب  الى  اقصى  الشمال  وهجرة  من  الجنوب  الى  خارج  فلسطين  المحتلة , وسوء  العلاقات بين  العدو  الصهيوني والمقاومة  أصبح  عامل  طرد  للاستثمار  لا  عامل  جذب ,  حتى  أن  المستثمر  الصهيوني  أصبح  يرغب  باستثمار  جزء  من أمواله  خارج  البلاد  متبعا سياسة عدم  وضع  البيض  في  سلة  واحدة , وفي  حال  توقيع  هدنة  بين  المقاومة  والعدو  الصهيوني فان  إتجاه  بورصة الاقتصاد الصهيوني  سترتفع  تدريجيا ,  وهذا  لن  يحصل  لأن  المقاومة  لا  تخضع  لمفاوضات  عبثية  طويلة الامد  ,  والعدو  من  دورة  يتبع  سياسة المماطلة وعدم  المصداقية  في العهود .
إن  الاقتصاد الصهيوني  بدأ  يتراجع  تراجعا  ملحوظاُ  حتى  الميزان التجاري سجل  عجزا  ملحوظاً  خللا  الثلث الاول و الثاني  من هذا  العام  حتى  وصل  الى  7.87%  ليصل الى 10 مليار دولار قياسا  بالثلثين  من نفس الفترة من العام  الماضي  , و الميزان التجاري  هو الفرق  بين  الصادرات  والواردات  , وفي حال  إرتفاع  قيمة  الصادرات على الواردات  يكون  هناك  فائض , بإرتفاع قيمة  الواردات على الصادرات  يكون  العجز ,  أي  أن  صادرا ت  العدو  الصهيوني  تنخفض مقارنة  بنظيرتها  من الفترة الزمنية من العام  الماضي ,ويتكون العجز من  الصادرات  التكنولوجية  ناهيك على ذلك  الصادرات السلعية والتي كان  العجز فيها جراء  مقاطعة بعض الدول  الاوروبية  لمنتجات  المستوطنات .
كما  أن  قطاع  السياحة تضرر  بشكل  مباشر  وهذا  ما  صرحه  اقتصاديو البنك الصهيوني المركزي عن استمرار  التضرر  للقطاع السياحي  لفترة  طويلة  الامد , والعامل  السياحي  أيضا  مرتبط  بشكل  وثيق  بالأمن  والأمان , وعلى  ذلك  سيكون  تراجع  في النمو  الاقتصادي لكافة القطاعات  بلا  استثناء .
أما  الخطر  الآخر والذي  يهدد  أمن  العدو  الصهيوني هو خطر خارجي مرتبط بالثورات  المحيطة  بالكيان  ,  فما  يحصل  في سوريا  ولبنان  والعراق وليبيا  واليمن ,  والتي تمخض  عنها  دولة  الاسلام   حيث أنها  تعتبر نذير  شؤم  للاقتصاد  الصهيوني  , بل  خطراً محدقاً  بالكيان  الصهيوني  بوجه عام   ,   وهذا  ما  يدل  على  أن  الاستثمارات  في  الفترة  القادمة  ستكون عالية المخاطر  ,  والمستثمر  يرغب  دائما في  حالة  التأكد  ويهرب  من حالة  عدم التأكد , وبناء على ذلك سيهرب  الاستثمار الاجنبي والوطني  الى  الخارج  باحثاً  عن  مناخاً  استثمارياً أكثر  أماناً واستقراراً  وربحاً.
إن  اجتماعات  العدو  في  كل  يوم لمناقشة  خطر  الدولة  الاسلامية على  كيان العدو  يعتبر  رسالة  لنا نحن  الباحثون  على  عظم وقوة  الخطر  القادم , والذي  لا  يهدد الأمن  والاقتصاد  فحسب  بل  يهدد  بإزالة  امبراطوريات  وظهور  أخرى على  الوجود , والفكر  الاسلامي  الذي  تحمله  الدولة  الاسلامية  يرفض  رفضا  كاملا   قيام كيان للعدو على أرض  فلسطين , وأن  فلسطين  أرضاً اسلامية  تتبع للخلافة  الاسلامية .
إن التحالفات  العالمية  للقضاء  على  الارهاب  تحالفات  فاشلة  , ستزيد  من قوة  الحركات  الجهادية في  العالم وهذه النظرية أثبتت صحتها  بعد  الهجمة  العالمية  على  افغانستان  ومحاربة  القاعدة  وطالبان ,  وبعد  مرور ثلاثة  عشر عاما على الحرب  ضد الارهاب  , لم  يحصد  الامريكان  واليهود  الى  مزيد  من  الثورات  , و الحركات  الجهادية , مع ظهور دولة  الاسلام والتي  تشكل خطراً  أعظم   على الولايات المتحدة الامريكية من  خطر  القاعدة آنذاك .
وفي  حال  استطاع  التحالف  تحقيق النصر على  الدولة الاسلامية  ,  فلا  يعني  ذلك  إنهاء  المخاطر الخارجية ,لأن  الحرب  دائما لا تولد  الى  مزيد  من  الانتقام  وتسارعاً  في  النمو  الجهادي  العالمي وظهور حركات مع تلاشي أخرى  , وهذا  ما  سينعكس  سلبا على  اقتصاد  العدو  الصهيوني  لعدم تحقيق الامن الخارجي  , لان سوريا  والعراق  ولبنان  ستكون  مناطق  مشاحنات  ولفترة طويلة  حتى  يقضي  الله  امراً  كان  مفعولا .
والله من وراء القصد , وآخر دعوانا أن الحمد  الله رب العالمين .