الانفصام السياسي
عندما نسمع ان أمريكا حشدت أربعين دوله لمحاربة داعش بسبب قتلها بالدرجة الاولى لصحفيين أمريكيين احدهما إسرائيلي بالاضافة لأسباب اخرى بينما لم تحاول ان تدافع عن الشعب الفلسطيني الأعزل إبان العدوان الاسرائيلي على غزه. وقد قتل مئات الاطفال والنساء والشيوخ وكم طفل قسمته الطائرات الامريكية التي بحوزة اسرائيل الى نصفين وكم بترت ايدي وأرجل المواطنين المدنيين.
لم نسمع هذا التجييش لضرب اسرائيل لا أمريكيا ولا عربيا بل كان أعلام هذه الدول يحمل المسؤوليه للمقاومة في غزه وهي صاحبة الحق الذي انتزع منها بقوة السلاح وفرض عليها حصارا طويلا قاسيا مريرا اين العدالة في هذا العالم.
ان الظلم والتغاضي عن حقوق الشعوب هو الذي يخلق المنظمات المتطرفة لهذا نرى الإقبال عليها شديدا أملا في ان يحصوا على حقوقهم المهضومة وردا على عدم الاكتراث بهم وبقضاياهم ان اللجوء للعنف هو الحل الوحيد بالنسبة لهم فقد ملواانتظار العدل ورفع الظلم عنهم.
اما آن للعالم ان يضع إصبعه على اساس المشكله وحلها بالعدل والإنصاف لان الظلم هو الحاضنة للتطرف الشديد فكلما زاد الظلم والتعسف وعدم الاكتراث بحقوق العباد ظهرت فئات تظن ان العنف الشديد هو الرد المناسب على الظلم الشديد والإهمال المتعمد ويجعل هذه الفئات تمارس قسوة قد تصل الى مستوى من ظلمهم او تزيد وتصبح بالتالي عبئا جديدا بهذا العالم
ان الانفصام السياسي هو اساس البلاء في هذا العالم فلا يمكن ان يصطف العالم الى جانب الظالم ضد المظلوم ويطلب من المظلوم ان يخرس وإلا عوقب بعقاب اشد وعلى هذا الأساس لن يتوقف العنف أبدا ما دام الظلم مستمرا . لذا على العالم اجمع ان يناصر الحق اذا أرادوا ان يقضوا على العنف والعنف المضاد لان الشعوب أصابها الملل من القتل وسفك الداء وتقطيع أطراف المواطنين الأبرياء .
ان الشعوب تواقة للسلام وتكره العنف لكن السياسيين وتنفيذا لمصالحهم لا يهمهم الا خدمة أنفسهم فليتقوا الله