ألبلقان متكأٌ للجهاديين
ألإعتقالات الجارية في البوسنة والهرسك والتي شملت 17 جهادياً لحتى اللحظة منهم 15 يواجهون تهمة تمويل الجهاديين والنشاطات الإرهابية جاءت بعد اعتقالات مماثلة نفذتها سلطات كوسوفو . وهي إن دلّت على شيء فإنما تدل على أن التيار الجهادي أصبح متكأً لهؤلاء الجهاديين الذين يقودون حرباً عالمية لأنهم يواجهون حرباً عالمية . هكذا يقول المراقبون الأمنيون والعسكريون هنا .
وسبق أن أشارت مجلة ” فورين أفيارس ” أن جهاديي مقدونيا يجتمعون في أربعة مساجد ومنها يجمعون التبرعات ويحشدون أنصاراً يرسلونهم إلى سوريا والعراق .
يخشى العالم من عودتهم . فقد أذهلت عملياتهم الإستشهادية في العراق وسوريا بلدانهم وكذلك جرأتهم وشجاعتهم وما يملكون من إرادة القتال . يقول الواحد منهم : ” لقد ولدت وحيداً وسأموت وحيدا . ولا شيء خلقني الله لأجله غير العبادة وأروعها أن أستشهد في سبيله ” . إنهم جبارون وتصفية الحسابات معهم ليست سهلة فها هي أمريكا تخشى مواجهتهم وها نحن ننهزم أمامهم في أفغانستان .
ومقدونيا تحت ضرباتهم . فهم يسيطرون على أربعة من أكبر جوامعها : يحيى باشا , السلطان مراد , خوذافيردي و كوسي كادي . ولم يفلح الإتحاد الإسلامي في إخراجهم منها .كما تنقل وسائل الإعلام المحلية في مقدونيا .
ألمحللون يتهمون المرحوم علي عزت بيغوفيتش رئيس البوسنة والهرسك الأسبق والمفكر الإسلامي المعروف بأنه أعطاهم ملاذاً آمناً في بلاده ومنحهم جنسيتها . ويتذكر المحللون ضرباتهم الموجعة في خارج حدود البلدان الإسلامية كأحداث الحادي عشر من أيلول في نيويورك , هجوماتهم على السفارات في إفريقيا 1998 , مترو أنفاق لندن سنة 2005 , قصف مومباي الهندية , حادثة هجومهم على السفارة الأمريكية سنة 2011 في العاصمة البوسنية سراييفو , واقعة مقتل أمريكيين إثنين في مطار فرانكفورت وغيرها . ووجد الإسلاميون الجهاديون ثقوباً لهم في بعض قرى البوسنة والهرسك النائية وكذلك بلداتها مثل دونيا بوتشينا و غورنا ماأوتشا . وأخذوا يطبقون فيها أحكام الشريعة لتصبح لهم حاضنة شعبية متينة . بل وتتسرب معلومات من السي آي إيه أن ثلث الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في البوسنة والهرسك هي على صلة بالإرهاب وتتصل بمثيلات لها في ميتروفيتسا الصربية وعاصمة كوسوفو ” بريشتينا ” . ولذا , فرضت السي آي إيه على بلدان الخليج العربي تقديم منح مالية عالية لهذه البلدان وعملت على صرفها على نشر المذهب الشيعي في أوساط مسلميها وكذلك إنشاء بؤر الرذيلة والفساد لاستئصال الجهاد من نفوس أبنائها .
” طريق المؤمنين ” في البوسنة والهرسك , ” ألبان من أجل العدل الإسلامي ” في كوسوفو , وغيرها تنتشران بقوة على الشبكة العنكبوتية ويتعهد القائمون على مثل هذه المجموعات بقدوم طالبان لتخليص المسلمين من شر أمريكا وكل الطغاة الآخرين كما تقول الصحفية سلوبودانكا يوفانوفسكا .
وتنهي صحيفة الصباح المقدونية موضوعاً لها بعنوان جهاديو البلقان يستعدون لحرب شاملة بقولها : ” أصبح الجهاديون من بلادنا يملكون خبرة حربية كبيرة لا تنتهي بالحزام الناسف ولا بالمركبات المفخخة . ولكننا سنعجز عن مواجهتهم ما دامت القوى الكبرى تخشى المواجهة معهم . وتستهتر الصحيفة بالجيش الحر الذي يدّعي القدرة على مواجهتهم لو امتلك الأسلحة المناسبة . فالدول العظمى والناتو لم يأخذ معهم حق ولا باطل في أفغانستان التي بايعت إمارتها الإسلامية الدولة الإسلامية ” .