0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

حول إضراب المعلمين

  
في مثل هذا الوقت من كل عام تكون العائلات الأردنية منهمكة بإعداد أبناءها لعامٍ دراسيٍّ جديد ، وتزويدهم بالملابس والأدوات والكتب وكل ما يلزم ، بالرغم ممّا يُشكّله ذلك من عبء على الأسر وأربابها ، سيّما وأنّ بدء السنة الدراسية هذا العام يجيء بعد مناسبتيّن أو ثلاث أثقلت كاهلها ، أذهبت الشحم واللحم وتعدّت إلى العظم ، هذه المناسبات هي شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد ومناسبات أُخرى كنتائج الثانوية العامّة ومناسبات اجتماعية أُخرى . ومعلوم أهمية التعليم بالنسبة للأردنيين ، فهم مستعدون أن يبذلوا كل شيء من أجل توفير متطلبات أبناءهم المدرسية مهما كلفهم ذلك من جهد أو عناء أو بذل . بل وتوفير ذلك حتى ولو على حساب حاجات أساسية أُخرى .
كما أنّ وزارة التربية والتعليم أيضاً ، بكافة كوادرها ابتداء من وزير التربية والتعليم النّشط صاحب الرؤية والهمّة وكل موظفيها المحترمين في الميدان والمراكز ، تضع اللمسات الأخيرة والرتوش النهائية ،استعدادا لبدء عامٍ دراسيٍّ جديد ، نأمل أن يكون واعداً وأن يتم فيه تلافي أي قصور أو خلل ظهر خلال العام أو الأعوام المنصرمة ، ومع بدء تطبيق المناهج الجديدة في المرحلة الأساسية الأولى .
ولكني أخشى أن لا تكون بداية السنة الدراسية هذا العام موسم فرح ونشاط للطلاب وأهاليهم ، بعد إعلان نقابة المعلمين نيّتها الإضراب في بداية العام الدراسي ، مما يُشكّل إرباكاً للوزارة والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع .
وبكل صدق ، فإنه يتناوشني شعوران متعارضان . فأنا وبكل تأكيد مع المعلم وسعيه لتحسين وضعه ونيل حقوقه ، سيّما وأن مطالبه محقّة ومنطقية ويمكن التفاهم حولها أو جدولتها . ومن جهة أُخرى فأنا مع الطالب وحقه في أن لا يضيع عليه وقت ومع أولياء الأمور في حيرتهم وتشتتهم وخوفهم على أبناءهم فلذات أكبادهم ومع المجتمع الذي لا يرغب التعرّض لهذه التجربة الصعبة .
لذلك فإني أرجو وأطلب أن تراجع النقابة موقفها ، خاصة في بداية العام الدراسي ، ولا يحرموا أبناءهم الطلاب وأولياء أمورهم من سعادتهم ببدء عامٍ دراسيٍ جديد انتظروه . وفي هذا المجال فإني أضع النقاط التالية كمبرر وموجب لهذا الطلب :
أولا : يجب العلم بأن الظروف ما بين الإضراب الأول ومبرراته والإضراب الحالي مختلف جدا وأسبابه
ثانيا : يجب مراعاة الأوضاع السياسية والأمنية التي تمر بها المنطقة حولنا .
ثالثا : إنّ التعاطف الشعبي والمجتمعي لم يعد كما كان عند المطالبة بإنشاء النقابة
رابعا : إن المطالب أغلبها مطالب عادية ولا تستحق هذا الإجراء القوي ( الإضراب )
خامسا : تعدد الجهات ذات العلاقة بالمطالب ، فهي ليست جهة واحدة محددة يمكنها أن تتخذ قرارا فوريا حول هذه المطالب .
سادسا : أرى أن وزير التربية قد بدأ بإجراءات إصلاحيّة لمجمل العملية التعليمية بكل تفاصيلها ، والأمل أن تسانده نقابة المعلمين في جهوده بما تملكه من خبرات وكفاءات وجهود . فلن يتم أي إصلاح في العملية التعليمية دون مشاركة وتأييد واقتناع المعلم في الميدان .
كما وأرجو من الحكومة ووزارة التربية ووزيرها النشيط على وجه الخصوص التعامل مع القضية بحكمتهم وذكاءهم المعروف وإعطاء النقابة المبرر للنزول من أعلى الشجرة .
حفظ الله الوطن وألهم المسؤولين الحكمة وفصل الخطاب . وكل عام دراسي جديد وطلابنا ومعلميهم ووزارتهم والوطن بألف خير .