0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

ندى العيد

لا أحب الحديث عن الأحزان، في وقت الفرح،فإن لكل مقام مقال،ولكن مقام الأفراح هذه المرة قد قام شامخاً في مقام الحزن،واختلط المقال باختلاط المقام.

 

كيف أصنع يا أماه؟! والعيد قد جاء، ثم هاهو يمضي، ولا أثر لرائحة القهوة، التي تهيمن على البيت، منذ السادسة صباحاً، ولا أثر أيضا لفرح يتهلل به وجهك الوضيء،ولا أثر للكرسي الذي كنا نحمله معنا إلى مصلى العيد، ثم لا أثر لحديث بعد الصلاة، عمن التقيتِ بهن بعد سنوات في المصلى أو ببناتهن، وسَرَّك أنهن عرفنك منذ الوهلة الأولى.

لا أثر يا أماه لوجوه تفرح بالعيد، كما كنت تفرحين،ولا ألوان كألوان الحُلَلِ التي كنت ترتدينها مطرَّزة،فهذا العيد قد رأيت أن الجميع، يرتدون ثيابا قديمة، وبـألوان باهتة،إلا أنت فقد كنت تصرِّين أن العيد عيد، ولابد أن يكون عنوانا للأفراح.

هذا العام كان العيد بلا أثر،وبلا ألوان برغم كل ما نَمَّقْتُهُ في خاطري وزورته، من الأكاذيب، عن جمال هذا العيد، لأقنع نفسي أنني أسير، على خطاك، إلا أنني اكتشفت بأني عاجز، حتى عن تزوير الأماني، وجعلها فظلت أكاذيب.


أتدرين؟ لقد زارنا أخوالي وهم يعلمون، أنك لن تكوني في استقبالهم، أظن أن ما شدَّهم إلى القدوم خشيتهم من ترك عادة تجلب لهم الفرح، أظن أيضا بأنهم جاؤوا تلقائيا، فقد كنت حضنا يخترع العيد للجميع.


افتقدت ياأمي رائحة أشمها، من يديك عندما أقبلها، وحاولت أن أفزع إلى علب الكريمات، التي تستعملها النسوة، حتى أعيد الى ذاكرتي تلك الرائحة الزكية فأفوز بالعيد، ولكن لم أفلح، فقد تغيرت تلك الروائح وأصبحت كل تلك العلب جافة، ولا روائح تنبعث منها.

أتعلمين؟ أيضا أن الصغار جميعا، قد افتقدوا (عيدياتك) واعتبروا أن (غلتهم) نقصت وكلهم يتذكرون حقيبتك الملأى بالدنانير المعدَّة للتوزيع،كلهم يا أماه حسبوا غلتهم فوجودها ناقصة ولم يفرح أي منهم بما حققه من مكاسب العيد.

 كلنا كانت غلَّتُنا من العيد ناقصة،فلقد كنت أنت العيد بكل تفاصيله.

رحمك الله وجمعنا وإياك في دار رضوانه