0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

لقد فتتوا أكبادنا يوماً بعد يوم ونحن نفقد أطفالنا طفلاً بعد طفل

 
 مقاومة الفلسطينيين هي من أجل استرداد الوطن المسروق والحقوق المغتصبة.. إنهم يضعون الفلسطيني في موقف الذي لا يلتزم الصمت والهدوء بعد أن جردوه من وطنه، ويصورنه معتدياً حين يدافع عن نفسه ضدهم، ويريدون أن يرسخوا في أذهان العالم أنه إذا استسلم لمصيره وأكل ونام نومة أهل الكهف فإنهم لن يتحركوا ضده.. بمعنى أن فلسطين وطنه التاريخي أصبحت ليست له، وأن لا حق له بالمطالبة بها أو بالمقاومة من أجلها، وما عليه إلا أن ينشد السلام باستسلام وخارج حدود الأحلام بالعودة إلى وطنه.. فإن فعل صمتوا عنه وإن لم يفعل تابعوا قتله..؟! القفزة الكبيرة في تصنيع الوعي الموصوف للفلسطيني هي قفزة فوق فلسطين وحق العودة واستعادة الوطن والعودة إلى البيت والحرية وحق تقرير المصير.!! والغرب المتواطئ وبعض العرب يتعاملون مع المقاومة الفلسطينية على هذا الأساس أو وفق هذه المنطق الأعوج الأعرج. ومن المؤسف المحزن المعيب أن يناصر الصهاينةَ في العدوان على غزة، وبشكل مكشوف، عربٌ من العرب، ومما يزيد في الحزن والأسف درجات أن ظهرت مع العدوان الأخير ظاهرة تثير الاشمئزاز، هي شماتة عديمي الضمير وقصار النظر من العرب بأهل غزة الذين يكتوون بالنار والحصار.؟! أليس في ذاك الغربي والدولي من المواقف وفي هذا العربي منها عار للبشر الذين يناصرون العنصرية والعدوان والشر وعار لكل من يعني له الشرف شيئاً ومن يمت للقيم الإنسانية بصلة، ويحترم حق الشعوب بالحرية وحق الإنسان في الحياة.. أما الحديث عن عار يلحق بعب يناصرون الصهيونية والاستعمار ضد أهلهم والمستضعفين من أبناء أمتهم، وضد من يخالفهم الفهم والتفسير والرؤية والرأي فلا موجب له، لأن من يفعل ذلك يفقد كل الصفات العامة والخاصة، القومية والإنسانية، لبني البشر.؟! في كل هذا الإجرام الصهيوني، المركزعلى الفلسطينيون في الضفة بصورة خاصة على غزة التي تعاني من حصار صهيوني قتال منذ سنوات طويلة، يقول قادرة أوروبا ” إن الصهيونية تدافع عن نفسها، وأن لها الحق في ” الاستمرار في محاولات الحفاظ على حياة المواطنين الذين لا علاقة لهم بالإرهاب.”، كما جاء على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما وأيده فيه الرئيس هولاند وغيره من البطانة الأوروبية، بل وذهبت المستشار أنجيلا ميركل إلى حد الإعلان عن دعمها للحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش الصهيوني في قطاع غزة لأن الجيش الصهيوني الحق في الدفاع عن نفسها أمام هجمات منظمة ضدّ مواطني الكيان الصهيوني ”؟!.. أما أهل غزة فليس لهم حق الدفاع عن النفس، ولا حق المطالبة برفع الحصار الخانق المستمر منذ ثماني سنوات، ولا التفكير، مجرد التفكير، بأن وطنهم المنتزع منهم لا بد أن يعود إليهم وأن يعودوا هم إليه ,ان من واجبهم ألا يتركوا من يسرق وطنهم ويشرد شعبهم ويعتقل اخوتهم وأبناء في المعتقلات.. من واجبهم ألا يتركوه يستمر في قتلهم ويستقر في أرضهم وبيوتهم وحقولهم التي يحتلها ويدعي أنها له، ويريد لهم أن ينسوا موضوع وطنهم المغتصب وبرامجه المعدة لإفنائهم لكي يهنأ بما سرق.؟! هذه هي العدالة الغربية، وهذه هي مفاهيم الدفاع عن النفس المرعية الاحترام في الدول الكبرى ذات ” القيم”، وفي تلك التي تنفذ ما تريده الولايات المتحدة الأميركية من قرارات في مجلس الأمن الدولي الذي لم ينجح في رفع الحصار عن غزة ولا في منع قتل سكانها من قبل الصهاينة. في غزة لا بأس في أن يموت الناس بالعشرات بأيدي الصهاينة وبلغ العدد مئة في غزة ، لقد قتلوا بوحشية لا تقل عن وحشية من ارتكبوا المذابح ضد الفلسطينيين من إرهابيي عصابات الأرغون وليهي وغيرهما وحتى في صبرا وشاتيلا وما بعدها.. قتل وحشي كذاك القتل الوحشي الذي تم في ملجأ العامرية في بغداد عام 2003 عندما أعلن المجرم جورج W بوش حربه الصليبية على الأمة ابتداء من العراق.. وكما، وكما، وكما.. القائمة طويلة جداً جداً جداً، وكلها خزي للتحالفات الغربية القذرة التي أنشأت الكيان الصهيوني وما زالت تدخل جرائمها الفظيعة في باب ” الدفاع عن النفس “، وتعطيها الحق في استباحة حياة الفلسطينيين بذريعة فرض أمن الإرهابيين وقطاع الطرق الصهاينة و”تدمير صواريخ وقوة المقاومة في غزة..؟! أما طائرات الـ ف 16 والصواريخ الأميركية والصهيونية ودبابات “الميركافا” وصنيع القنابل الذرية وتطوير أسلحة الدمار الشامل النووية وغير النووية، وزحف وحوش الصهاينة على غزة كل سنة أو سنتين، واستباحته كل بيت في الضفة الغربية كلما أراد صهيوني ذلك.. فأمر مشروع ويدخل في باب ترسيخ الاحتلال والعدوان والشر والعنصرية في فلسطين ، وفي باب قتل العرب وتدمير الإسلام؟!.. تلك امتيازات “لشعب الله المختار” ذي التاريخ الإجرامي، وحقوق لكل عقل صفيق يأخذ بقانون العنصرية وعقائد ما قبل ثقافية وأخلاقية وإنسانية وبذرائع الاستعمار لنهب الشعوب والفتك بها؟!. ضقنا ذرعاً.. ضقنا ذرعاً.. فلا عدالة من أي نوع، ولا ردع للعدوان والظلم والفجور السياسي والثقافي بأي شكل وعلى أي مستوى، ولا رفع للحصار القتال عنا، ولا حرية لمعتقلينا في السجون الصهيونية، ولا أمن من جوع وخوف ومن قتل مع قحة في الادعاء والأداء، ولا أمة تنصر حقها وتستعيد أرضها ومقدساتها وتقف إلى جانب أبنائها حين يتعرضون للعدوان والإبادة المنظمة.. ولا.. ولا.. ولا..!! وفي كل هذا المدى من الظلام الحالك لا نتكلم عن حقوق الشعوب ولا عن حق الإنسان في الحياة والحرية والكرامة وفي تناول ما يبقيه حياً من الطعام والشراب.. ولا عن الأخلاق والقيم بل نتكلم في رفع الفجور والكف عن التضليل والحد من العنصرية والتوحش والانحياز الأعمى للظلم والظلام؟! نفهم جيداً أن العصر عصر عار على سياسييه وقادته وأقويائه وعنصرييه وعلى المتطرفين فيه، وعار على مثقفين ووعاظ وإعلاميين يأكلون بأثدائهم ولا يبحثون عن الحقيقة ولا ينصرون الحق.. وهو عصر فجور القوة بامتياز وليس عصر العدل ولا عصر العقل بأية ميزة.. عصر تقتل فيه العدالة قبل أن يقتل من يتعلق بها ويطالب بتحقيقها بوصفها ترياق الحياة وعماد الدول، عصر فيه قتل الناس بالجملة والدوس على القانون الإنساني حق لمن يملك القوة أما من يلجأ من الفلسطينيين على سبيل المثال إلى وضع سكين في جورب قدمه ليدافع بها عن نفسه حين ينقض عليه وحوش الصهاينة وقطعان مستوطنيهم وهو في حقله أوفي بيته أو في الطريق إلى عمله أو مع ابنه إلى المدرسة.. فهو المجرم الذي يهدد ” الكيان الصهيوني” وربما يهدد أمن العالم؟! وحين يعلن عنها يسارع البيت الأبيض إلى إدانتها وإلى إعطاء ” العدو” الحق بإبادة أسرة ذلك الشخص وتدمير بيته وتمزيقه بوحشية؟ فهو الإرهاب وهم المسالمون؟! ويستنفر مجلس الأمن الدولي، وتقصف الصهيونية بطائراتها الأحياء وتدمر البيوت دفاعاً عن النفس ضد الإرهاب، ويقوم العالم ولا يقعد؟! أوما تذكرون ” شاليط” الذي شغل ساسة العالم وتقدم اللقاءات والمباحثات لينال ” الحرية ويعود إلى البيت”، أما آلاف المعتقلين والمخطوفين والأسرى من الفلسطينيين فلا يذكرهم أحد، وإذا ذكَّر بهم سياسي أو طرف ما قامت عليه قيامة أعداء الإرهاب؟! الفلسطيني في غزة اليوم فلا نفس له.. هو بنظر تحالف العنصريين من ” دواب الأرض” المستباحة للعنصرية الصهيونية البغيضة وللاستعمار الغربي والإرهاب الأميركي، إرهاب الدولة والمؤسسات.؟! لقد فتتوا أكبادنا يوماً بعد يوم ونحن نفقد أطفالنا طفلاً بعد طفل، لقد جعلونا ندمن الألم والخوف، وحرمونا من أبسط بيئة سليمة ينمو فيها الإنسان بصحة وأمن وكرامة.. وفعلوا كل ما يفعله أعتى المجرمين، من دون أن يُنظر إليهم بوصفهم مجرمين يحاسبون، أو معتدين يوقفون عند حد.. ألا يقولون لنا بالفم الملئان وهم يفعلون بنا هذا: كونوا خرافاً في الطريق إلى المسلخ، أو تمردوا واصرخوا لنأخذكم بالتمرد وصفة الإرهاب!! أليس هذا هو الإبداع في ايجاد بيئة عصرية ينمو فيها ما يسمونه ” الإرهاب” على جذوع إرهابهم العريق؟! أليس هذا إبداع في تخريب القوانين والقيم والمعايير السليمة والأخلاق لخلق بيئة يصبح فيها من يقرر أن يرفع صوته دفاعاً عن نفسه وعن حقه إرهابياً يستباح دمه حتى حين يصرخ بوجه الجلاد والسكين في نحره؟! اليوم في غبش الفجر وحين الصبح يتنفس في فضاء غزة المقاوِمة ممتزجاً بالدم، اليوم وقت يصحصح الحق لحظة بعد لحظة.. اليوم ليس للمقاومة بديل، وهي طريقنا وخيارنا للوقوف بوجه القتل والعنصرية والاحتلال والاستعمار واستلاب الأرض والروح.. ليس لنا إلا أن نكون مع أنفسنا.. فالحياة حق، والدفاع عن النفس حق، والوقوف بوجه الظلم واجب وحق.. ولا يجوز أن يحدد لنا المعتدون والفجرة والأشرار والمستعمِرون والإرهابيون الذين يقفون وراء كل شكل من أشكال الإرهاب، والأقوياء بالظلم والقهر.. لا يجوز لأولئك أن يحددوا لنا المفاهيم والمعاني والقيم والمعايير ولا الطرق التي نسلكها للدفاع عن أنفسنا ووجودنا وحقوقنا.. إلخ، العدوان هو العدوان، والقتل هو القتل، والشر هو الشر، والعنصرية هي صهيونية تاريخياً وبامتياز، والحرب ضدها دفاعٌ مقدس عن النفس وعن الوطن والدين والمقدسات، عن الحق والعدل والحرية، وعن القيم الوطنية والإنسانية.. ومنَ البؤس أن نتهم العالم بأنه البؤس ونحن نخضع له ونركع أمامه ونموت تحت أحذية مجرميه من العنصريين المستبدين القتلة المنفلتين في وطننا كوحوش الغاب، وممن هم على شاكلتهم إذ أن طينة الظلام واحدة.. ومن البؤس أن نشتكي بؤسنا لمن يؤسس له ويعمل على إدامته، ومن غير المقبول ولا المعقول أن نتحول إلى شعب يسلِّم بأنه منذور للذبح، وأنه من درجة بشرية متدنية بين بني البشر، وأنه لا يجوز له أن يدافع عن نفسه ولا عن حقه ولا أن يحلم بالحرية والمساواة حتى لا يتهم بالإرهاب.؟!.. نحن في غبش الفجر المنبعث من سماء غزة نولد اليوم بقيم ورؤى ومواقف جديدة.. نقوم من رمادنا ونتجدد مع كل صباح كما الفينيق، يدفعنا إلى ذلك الدم البريء المهراق، وصرخات الثكالى والأيامى وهن يفقدن أبناء وأزواجاً وآباء، ويستصرخنا الشهيد تلو الشهيد لنبقيَ رايته مرفوعة وهدفه الذي استشهد على طريقه هدفاً لنا.. نحن مع فجر غزة ننهض، وينبغي أن ننهض بعز وشرف وشجاعة، لنعانق بندقية المقاوَمة ونتخذها خياراً للدفاع عن النفس والحق وسبيلاً لتحرير الأرض والقضاء على العنصرية، وتخليص وطننا من لصوص العصر وحماتهم.. الطريق طويلة نعم.. ولكن خيارات الشعوب تدوم وتستمر مدى عمر الشعوب، وترقى إلى المقدس السامي من الغايات والعالي الرفيع من الرايات.. فإلى مواقف المقاومة ومعانيها ومبانيها باستمرار، حتى إذا دخلت المقاومة اليوم في وقف مشروط لإطلاق النار.. فالهدف الحرية والغاية فلسطين.. وليس لنا إلا الله وأنفسنا.
بقلم جمال ايوب