الإنتفاضة الثالثة تقرع طبولها !!
الظلم والقهر ولقمة العيش والفقر والإعتقالات والجمود السياسي من المتوقع أن تكون عنوان الإنتفاضة الثالثة القادمة، والتي بدت مؤشراتها تلوح بالأفق بمرافقة عدوان عسكري إسرائيلي ضد قطاع غزة، وقد تأتي هذه الإنتفاضة مختلفة تماماً عن أي حراك عربي سابق، على الرغم من الظروف الصعبة و المتمثلة بالوهن الذي تعيشه الأمة العربية، فلا فوانيس القاهرة تضيء ولامآذن دمشق تكبّر ومتاجر بغداد مغلقة والقدس لاتزال أسيرة تحت الإحتلال وغزة تضرب بالنار والعرب والمسلمون نائمون ويبتهلون إلى الله فوز البرازيل ولكن الظلم وتردي الأحوال الإقتصادية والمعيشية سيكون السلاح الاقوى، والذي سيشعل هذه الإنتفاضة، لأن الموت لم يعد يختلف كثيراً عن الظروف الحياتية التي يعيشها معظم الفلسطينيون تحت الاحتلال، ومن المتوقع أن تكون هذه الإنتفاضة شاملة لجميع أراضي السلطة الفلسطينية وقطاع غزة والأراضي المحتلة قبل 1967، وقد تمتد هذه الإنتفاضة لتصل مخيمات الشتات، بفعل ما يُتوقع من قوة رد الفعل الإسرائيلي وبشاعته حيال الإنتفاضة المتوقعة مع وجود الوهن العربي وانعدام النخوة العربية والإسلامية وبفعل الجرائم البشعة التي مارسها العرب ضد بعضهم وشعوبهم خلال ما أطلق عليه إسم الربيع العربي.
إن المناخ الحالي يُعتبر من أسوأ الظروف الجوية التي شهدتها وتشهدها هذه المنطقة الملتهبه ، لما قد ينتج عن هذه الإنتفاضة من تفجير وإشعال للمنطقة بشكل عام.
وبالرغم من أن عناصر القوة بيد إسرائيل وجميع الخيارات متاحة لديها إلا أن البؤس والظلم الذي حل بالشعب الفلسطيني سيكون مفعوله أقوى معنوياً من تلك الترسانة العسكرية القوية، وقد تتغير الظروف وتدخل المنطقة برمتها في حرب إقليمية لإنهاء الصراع الدائر بين العرب واليهود منذ عشرات السنين، وهاهي بوادر ذلك السيناريو قد بدأت مع تصعيد العدوان الإسرائيلي البشع ضد غزة وشعبها، ومع سقوط الصواريخ على مناطق جديدة في إسرائيل، ولكن الفرصة ما زالت سانحة لتدخل العقلاء السياسيين إن وجدوا في هذا الزمان، من خلال ترجيح الحل السياسي المرضي والمقنع لجميع أطراف النزاع وحسب قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن.
إن السلطة الفلسطينية ستتحمل جميع النتائج المتوقع حدوثها خلال الفترة القصيرة القادمة، بسبب التقصير الواضح منها في إدارة معظم الملفات، فهي لم تتمكن من إنجاز ما وعدت به، ولم تحرز أي تقدم يذكر في أي محور من محاور جمود القضية الفلسطينية، وسيعزز من ذلك حالة ضَنك العيش التي يعيشها المواطن الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.
سائلاً العلي القدير أن يجنب المنطقة شر الحروب وأن يلهم أطراف النزاع الإحتكام للحل السياسي الحقيقي وفق القانون والعدالة، إنه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين