ترتر وحرير
رافقت الحاشية الامبراطور في رحلة صيد … امطرت الدنيا .. وصارت الشوارع طين ووحل … تعطلت عربة الامبراطور فاضطر للمشي حافيا على الاقدام في الوحل حيث لم يكن اخترع الحذاء بعد…
عانى الامبراطور من الالم والتقرحات في قدميه … واستدعى الحاشية وكبيرها المختار..
طلب منهم تبليط شوارع القرية كلها حتى يسهل مرور الفلاحين في اوقات المطر والطين… انبرى المختار كبير الشله وقال؛ ان تبليط شوارع القرية سيكلف الخزينة الشئ الكثير وهذا هدر لاموال الخزينة …
واردف ان هنالك حل أرخص وهو ان يربط بقدم الملك قطعة مطاط حتى تقيه التقرحات عند اضطراره للمشي فوق الطين .. وهذا حل رخيص .. وعملي ..
وبدأت تنهال آراء الحاشية المؤيدة والمبررة لهذا الحل .. “الإنصاص قامت و القوالب نامت “… و زادوا عليها ترتر و حرير تحت المطاط وهكذا اخترع الحذاء .. التوفير .. وعدم الصرف من خزائن القرية عالشوارع …ادى الى اختراع الحذاء ..
بس حرم القرية كلها من شوارع مبلطة ونظيفة .. كمان ثمن الاحذية من قروش الفلاح وكلفة التبليط من خزينة المختار … يعني ادفع يا فلاح وارفع يا مختار …
التوفير … وعدم الصرف من خزائن المختار على قلع الحجار وعدم شراء كسارة جديدة .. ادى الى اختراع اللبن والطوب … ومش شرط من السمنت .. .. من الطين…
وحق هذول بيطلع من جلد الفلاح وحق الكسارة انحط بخزنة المختار … يعني ادفع يا فلاح وارفع يا مختار ..
كم من ناصح زيّن النصيحة وفصلها على مقاسه .. وأدار النار على قرصه وقرص المختار …
ليش لازم شو بينحط بخزينتك هوه المقياس .. يعني ما فيش حدا قادر يفهم انه ابني يلاقي شغل بعدما يخلص قراية اهم من كم قرش في خزنة المختار …
يعني ليش ما يكون عشاء ام عناد وربطة الخبز اللي في النملية … اهم من كم قرش في خزنة المختار …
ليش المختار ما عندو الا اهل القريه يطلع منهم مصاري .. طيب اقلبها يا سيدي و اعمل انته عندهم مصاري و ترتر و حرير و بعدين خذ زي ما بدك …
قالتها الام تريزا … الفقير هو الفقير ولا تسأل عن هويته او جنسيته او ديانته…. و انا بزيد عليها بقول رح يظل الفقير شو ما غير جنسيته ولا هويته بس بيقلبها اذا لحق بالمختار …
دائما ابو عناد متهم بأنه كثير الشكوى … وهو قابل بهذه التهمة .. قبلها حتى لا يقال عنه انه لا يفكر على رأي نابليون “عندما تكف عن الشكوى فانك تكف عن التفكير” ..
وشكواه من حاشية المختار وفلسفتهم للأمور باتجاه واحد .. حتى لو كانت ضئيلة فان شكواه مستمرة كما قالها هنري مولر : قطرة الماء تثقب الحجر لا بالعنف ولكن بتواصل السقوط …
و الله يا ابو عناد انك .بتأذن في خرابة.و في مالطة …. و عمرك ما رج تشوف الترتر ولا الحرير …
اللهم ابعد الطين عن طرقات القريه واجعل كساراتها لنا ومحاجرها ومقالعها ولمباتها لنا … حتى لا يلبسونا جلدة تحت رجلينا ميشان يوفروا على خزينة المختار. …