المرحلة الثانية للحملة الأمنية
وكالة الناس – هند السليم
شهدت المملكة مساء أمس حملة أمنية كبيرة للقبض على الزعران وفارضي الأتاوات والمطلوبين، وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية العديد من الفيديوهات المصورة للقوات الأمنية في عمليات القبض عليهم؛ مما ايقظ داخل كل أردني الفزعة والشهامة والعزة والفرح!! نعم فرحنا لأننا استعدنا الحس الوطني من جديد بعد تجرع أبر تخدير منذ شهور تزامناً مع أزمة جائحة “كذبة كورونا”.
أما لو أردنا التفكير بما يلي عمليات القبض على الزعران وفارضي الاتاوات والمطلوبين فنجد أنه من المفروض الآن إصدار أوامر بإلقاء القبض على معاليه وسعادته وعطوفته؛ الذين هم السبب بوجود الزعران والمطلوبين، المسؤلين الذين استغلوا واستخدموا الزعران كوسيلة لمصالحهم الشخصية، المسؤلين الذين نهبوا الوطن ومقدراته ولم يفكروا بمصلحة الوطن في إنشاء مراكز اصلاح وتأهيل للزعران.
المسؤلين الذين قاموا بتعيين موظفين من باب المحسوبية والواسطة، واستبعدوا منح فرص لهؤلاء الشباب من التعليم والعمل، المسؤلين الذين لم يخطر ببالهم لـ لحظة خير البلد وأهله.
نحن جميعاً ضد الزعران والمطلوبين؛ لكن، لأن ظروفهم وعدم متابعتهم واستغلالهم هو السبب بمواصلة أعمالهم، نوجه مطلب للحكومة بألا تتجاهل الخطوة الثانية وهي محاسبة من كان يدعمهم، وأيضاً العمل على تعديل القانون الخاص بهذه الفئة وعقوباتهم لردعهم عما هم عليه.
لو عدنا قليلاً لشهور سابقة نجد أن ردة الفعل لدى الشعب الأردني عند صدور أول أمر دفاع بسبب “كذبة كورونا” هي تماماً كفرحتنا بعمليات القبض على المطلوبين الليلة الماضية، فلم تطل فرحتنا بأمر الدفاع الأول والثاني حتى حل الأمر الثالث إلا وكنا قد استيقظنا على كذبة “ويا فرحة ما تمت”.
وما يتداول عبر مواقع التواصل من عبارات فرح كـ “الليلة عرس وطني”، “الأمن نظف البلد”، لن ولم ينظف الوطن من الفساد إلا بالقضاء على العامل الرئيسي لهذه الظواهر الاجتماعية التي تعمل على زعزعة الأمن والأمان، وهدم بناء المجتمع بتفشي الجرائم، بالمحصلة هناك (زعران دولة) بمناصب رفيعة يجب القضاء على دورهم لتنظيف الوطن فعلاً ودوام الفرح على شعبه.
الوطن بحاجة منا لفكر منطقي سليم جديد سوي، فالمواطنة الحقيقية تكمن في العدالة، و اجتثاث الفساد، والعمل على إصلاح ما فسد في أردننا.
ونظراً للجهود الكبيرة التي لمسها المواطن الاردني بما قدمه نشامى الأجهزة الأمنية والدرك بالحفاظ على أمن الوطن وأهله، وصون كرامة المواطن الأردني في وطننا الحبيب الغالي؛ لا يسعنا إلا أن نهديهم بطاقة اعتزاز وشكر وامتنان لجهودهم العظيمة، ادام عليكم الله القوة والثبات وحفظكم من كل مكروه.
الوطن على حافة الهاوية ويحتاج لخطط إنقاذ سريعة … حفظ الله وطني من كل شر