برلمان 18
تتسارع الأحداث في المنطقة وجماعتنا مندهشة، وتتدارس الوضع مع الأمريكان … شيء غريب فعلا، أليس لديكم شيخ آخر يدلكم على وصفة أخرى … جربوا الشعب الاردني الذي يوزع فهم على نصف العالم ويزيد.
الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي لديهم باروميتر يقيس نبض الشارع، ولا أظني مخطأ حين أقول بأن برلمان الصوت الواحد الذي أفرز المجلس 17 لا يمثل كل الشعب، لأن الدلائل على ذلك كثيرة ومن أهمها بأن أكثر من ثلثي الأعضاء يصوتون على الرنة.
ان الاحداث المتسارعة في المنطقة لا تعطي النظام ترف الانتظار لإكمال مجلس النواب الحالي مدته الدستورية، وأن تلكوء الحكومة في إرسال قانون الإنتخاب لمجلس النواب للمداولة هو بمثابة إقفال منافذ التنفيس للمرجل البخاري الذي يغلي.
الناس ليست بصف الحكومة، ولو اجرت اي جهة محترمة دراسة علمية ستجد ان شعبية الحكومة في الحضيض، لهذا فإن عليها ان تدفع بقانون الانتخاب المنتظر لمجلس النواب، ومن يجد في ذلك تهديداً لنيابته، عليه ان يختار بين السيء والأسوء.
صحيح أن هناك نواب ماخذينها جد، ويعملوا عن قلب ورب … ولكن الحفر بصخر الحرس القديم يشلّ الاصابع.
نبض البلد يشير الى الرغبة بإنتخابات مبكرة … ستكون في حال إجراءها وفقا لقانون إنتخاب إصلاحي، بمثابة فرصة للتمثيل الحقيقي للشعب بكل اطيافه. وقد يغضب النواب الحاليين من هذا الإقتراح، ولكن الواثق منهم بحسن اداءه في المجلس السابع عشر سيحظى بثقة الناس، وسيلفظ الناس الاخرين خارجه.
الجميع يعلم باننا لا نملك ترف الوقت، وان المجلس الحالي غير قادر على فرض الاصلاح حتى لو رغب بذلك، لأن البنود الدستورية تقيد حركته، وقلعة المخابرات ستفشل أي محاولة جادة في هذا الإتجاه.
البرلمان الجديد سيكون برلمان سن الرشد (18) الذي قد يتشكل نصفه تقريبا من شخصيات نزيهة ووطنية لا غبار عليها ولا مصالح مالية لها في تشكيل القوانين وفقا لإستثماراتها، سيكون قادرا على جمع الناس حوله، ويخطيء من يظن بأن المجلس الحالي يحظى بثقة الشعب، لأن مزاج الناس واضح، وبلاش نضحك على بعض.
البرلمان الجديد سيكون بمثابة قطار الإصلاح الحقيقي الذي ينبثق عنه حكومة برلمانية بالتمام والكمال، وهو البرلمان الذي يضع المرأة والرجل المناسبين في المناصب العامة المهمة، هؤلاء من يصنعون التغيير، لأنهم إصلاحيين، وليسوا موظفين مطيعين يطلون علينا كل يوم بتصريحات من شفاه ترتجف خوفاً، فهل أصبح قطع الاشجار الحرجية مسموحا به في القانون لكي يبرر وزير الزراعة فكرة استثمارية تحوم الشكوك حولها لا سيما بعد ان نفى السفير البريطاني ما صرحت به الحكومة من خلال التلفزيون الرسمي بان هذا المشروع فرع لكلية ساند هيرست الملكية البريطانية.
هذا غيض من فيض، لما يتداولة الناس، ولن نفتح ملف الفوسفات الذي يحول دورياً المعلوم لكاميل كمضارب مالي، ولا بيع ميناء الاردن الوحيد لتقام مكانه شقق ومباني ومراسي يخوت لا علاقة لها بالشعب الاردني، وانما صنعت للواحد بالمئة من القاطنين في البلد من ذوي المداخيل المليونية. وهل تعلمون بأن مد الأيدي لأموال الضمان الإجتماعي هو سرقة لأموالنا، فهل سأحظى انا وغيري براتب تقاعد بعد أن اكون قد دفعت أكثر من مئة الف دينار اقساط انتساب إختياري، ماذا سيكون موقف الناس في حال إنهيار الضمان الإجتماعي.
جميع ما يجري يثير الخنق والاشمئزاء، بما يجعل الحاضنة الاجتماعية تتوق للتغير ولو من باب الأمل في مستقبل افضل غير هذا الذي نعيش به.
قطار إصلاحكم متعطل … والثقة بكم في الحضيض، والتلكوء في إقرار قانون إنتخاب إصلاحي وعدم إجراء انتخابات برلمانية قبل نهاية العام الحالي … سيضع الأردن في حضن داعش وتبحث عن النصرة، وهذه ليست نبوءه، ولكنها قراءة للواقع … لأن الطوب المشروخ لا يبني مدماكاً متراصاً.