هذه العملية هي المُجدية للإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال
لغز اختفاء ثلاثة جنود صهاينة في منطقة “كفر عتصيون” في مدينة الخليل المحتلة، دون تمكن العدو الصهيوني من الحصول على أدنى معلومة حول مصير أو مكان جنوده أو الجهة التي أقدمت على أسرهم، يتدخل الصمت ليشكل حالة من الصراع الحديث في تاريخ المقاومة الفلسطينية، التي اعتادت على أن تسارع بعضها بالإعلان عن تبنيها أي عملية استشهادية أو بطولية ضد العدو الصهيوني. إكمال المهمة الوضع في الضفة يحتم على الآسرين الصمت وعدم التحدث أو التلميح ولو بكلمة ، الذي أكد أن القوات الصهيونية تسيطر على محافظات الضفة وترصد كل حركةٍ بشكل غير مسبوق ، أن هذه العملية وتعقيداتها وبقراءة أولية تدل أن الآسرين يتمتعون بذكاء ودراية وخبرة وقد قاموا بأخذ احتياطات أمنية وأبدعوا بابتداع وسائل تمويهية تشتت العدو. مع مرور أيام دون أي معلومة يدل أننا أمام جهة عميقة مصرة أن تكمل المهمة حتى النهاية.
أن الآسرين لا يتمتعون بالاستعجال والاندفاع، وهم يلعبون على عامل الزمن والوقت، وقد يخططون لإبقاء الأمر طي الكتمان ربما لأشهر ، وكلما مر الوقت فهو في صالح الأسرى الفلسطينيين.
أنه حتى اللحظة لا يوجد معلومات من طرف فلسطيني حاول أن ما جرى هي عملية “أسر”، أن كل ما يرد فقط عبر الإعلام الصهيوني.إذا ما ثبت أنها عملية استشهادية فسيكون لها ما بعدها، وتعتبر نقطة تحول في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، عبر تقنية جديدة من العمليات التي ستدخل الرعب إلى قلب الكيان الصهيوني المتغطرس، إلى أن هذه العملية ستفتح أفقاً واسعاً وستغير قواعد اللعبة بكل معاييرها، أن مثل هذه العملية هي المُجدية فقط للإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال. يحاول الاحتلال أن يطلق عليهم مستوطنين وليسوا جنودا ، أن المجتمع الصهيوني هو مجتمع عسكري يحكمه الجيش، ليس هناك فرق بين مستوطن وجندي يقف على الحاجز ويقتل الأبرياء فكلهم نهايتهم إلى الجيش, هذه العملية مشروعة وقد كفلتها لنا كل الشرائع السماوية حتى الدولية التي تؤكد حقنا في تحرير أسرانا ، أن المنفذين درسوا بحنكة ومهارة عالية الاستطلاع والنتائج مما يؤكد أنها ليست سهلة ومدبرة بشكل رائع.
هذه العملية سيكون لها ما بعدها، وستبين الوجه الفلسطيني المشرق للعالم وحتى في المجتمع الصهيوني الذي سيُقر مرغماً بحق الفلسطينيين بالإفراج عن أسراهم في السجون الصهيونية . عدم الخوف والارتعاب من هذه العملية، وما يجري هو متوقع ومن كان يخطط وينفذ كان يعلم أنه سيلاحق ويُطارد من قبل الاحتلال . وبكل المقاييس السياسية والأمنية والاستخبارية، فإن حادثة اختفاء الجنود أنها حالة أسر؛ فإنها ومهما كانت نتائجها؛ تعتبر ضربة قوية توجهها المقاومة الفلسطينية لجيش الاحتلال الصهيوني وقياداته السياسية بأجمعها.
بقلم جمال ايوب