إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ اﻟﻌﺎﺋﺪة رﻏﻢ أﻧﻒ اﻟﻐﺰاة
يا شعب فلسطين! يا أمة الصبر والصمود، والجهاد والاستشهاد! فمنذ سنين وأنتم تصارعون وحوش البشر، وحثالات الأمم، وتجمعت عليكم أمم الشرق والغرب بمؤامراتها وكيدها وأنتم في جهاد موصول، ودم مبذول، ثم في غد مأمول بالنصر والفتح القريب بإذن الله. إنه صراع بين الحق والباطل، شعب فلسطين المظلوم المقهور، الذي سُلبت أرضه، وأُزهقت أرواح أبنائه، وسُفكت دماؤه، وقامت على أنقاضه دولة البغي والعدوان فقاوم وقاتل، وصبر وثابر، علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن، وان لكل الناس وطن يعيشون فيه إلا نحن فلنا وطن يعيش فينا، وقد يكون من السهل نقل الإنسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه . أيها الفلسطينيون في كل مكانٍ، في أرض الوطن أو في مخيمات اللجوء، في الدول العربية أو في بلاد الشتات، أينما كنتم، وفي أي زمانٍ عشتم، وإلى أي الأحزاب انتميتم، وأي فكرٍ حملتم، نناديكم بجنسيكم وفئاتكم العمرية، وثقافتكم وشهادتكم، وهويتكم وميولكم، ومجتمعاتكم ومخيماتكم، عليكم بفلسطين دون غيرها، فلا تولوا وجوهكم إلى سواها، ولا تسلكوا طريقاً لا يؤدي إليها، أو لا يقود إلى قدسها، أو لا يحرر أرضها، فلا طريق تؤدي إلى فلسطين إلا عبر فلسطين، ولا بوابة إلى القدس إلا عبر فلسطين، ولا درب يقودنا إلى ديارنا إلا عبر أرضنا الوطنية الفلسطينية، ولا يخدعنكم أحد بأن الطريق إليها يمر عبر غيرها، أو يصل إليها على أنقاض سواها، فلا تبذلوا دماءكم في غيرها، ولا تقاتلوا إلا من أجلها، ولا تقتلوا إلا في سبيلها، ولا تحملوا السلاح إلا في وجه من احتلها، ولا تطلقوا الرصاص إلا على صدر من اغتصبها، ولا تفجروا الأرض إلا تحت أقدام الصهاينة، ولا تنفجروا إلا بينهم، ولا تستشهدوا إلا على أيديهم، كونوا استشهاديين بينهم، وخوضوا أعظم عملياتكم العسكرية ضدهم، أفقدوهم أمنهم، احرموهم طمأنينتهم، لا تجعلوهم يشعرون بالأمان في بلادنا، ولا يهنأون بالعيش على أرضنا، ولا يستمتعون بخيرات بلادنا، ولا يتعرضون لشمس وطننا، ولا يشربون من ماء فلسطيننا، ولا تسمحوا لأحدٍ أن يغير بوصلتكم، أو أن يحرف مقاومتكم، أو أن يشوه جهادكم، أو أن يلوث بندقيتكم، احفظوها طاهرة، وأبقوا عليها نقية، ولا تسمحوا لأحدٍ أن يتخذها منكم مطية. كونوا مع فلسطين ، من أجل حرية بلادنا، وطهر قدسنا، واعلموا أن قضيتنا طاهرة فلا ندنسها، وهي شريفة فلا نعيبها، وهي مقدسة فلا نمس طهرها بسوء، ولا نسمح لأحدٍ بأن يجرنا إلى غير غاياتنا، ولا أن يأخذنا إلى غير معركتنا، وأن يضر بنا ويقودنا من حيث لا نريد إلى حتفنا، وضياع قضيتنا… بالله عليكم أيها الفلسطينيون أصغوا السمع، واسمعوا واعوا … وكونوا على قدر المسؤولية .
إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ اﻟﻌﺎﺋﺪة رﻏﻢ أﻧﻒ اﻟﻐﺰاة .. إﻟﻰ كلﺣﺒﺔ رﻣﻞ ﻻ ﺑﺪّ أن ﺗﺮى ﺷﻤﺲ اﻟﻨﻬﺎر ﺑﻌﺪ زوال اﻻﺣﺘﻼل.
بقلم الكاتب جمال ايوب