0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

كورونا “الصدمة الاجتماعية”

 

 

وكالة الناس – هند السليم

غيرت جائحة كورونا الكثير من عاداتنا وتقاليدنا، لنرى العالم اليوم ذاهباً صوب التباعد ومسافة الامآن والرقمنة، عالم اجتماعي مستحدث يعتبر أساسي والمحيط ثانوي وعن بعد، هي تغيرات تقلب موازيين الحياة بشكل عام.

هذا التغيير طال كل شيء من عادات وتقاليد ومناسبات فرح وترح وسلوكيات فردية وجماعية، ليصبح هناك تعايش بطريقة جديدة تختلف عما قبل كورونا، مما جعلنا أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما التجاهل وتحمل العواقب من مخالفات فرضت وتزايد أعداد الإصابات، أو الإلتزام بضوابط التعايش مع هذا الوباء، ومن ذلك التخلي عن كثير من العادات الاجتماعية مثل، الولائم والأعراس والاجتماعات العشائرية والمعانقة والمصافحة وغير ذلك.

حقيقة نحن مجبرين بالوقت الحالي لتقبل الظرف الراهن الذي يفرض هذه التغيرات والتكيف مع الانعكاسات المستقبلية لجائحة كورونا؛ لكن السؤال .. هل ستبقى السلوكيات المستحدثة بوجود الجائحة وتتحول لعادات جديدة يقرها المجتمع وتكون قد قضت على عادات قديمة متوارثة شعبياً عبر الأجيال كان حولها الكثير من الملاحظات، حيث كانت تكبد أصحابها الكثير من المصاريف التي لا طاقة لهم بها؟

هذا سؤال مهم ويبدو أنه قابل للتحقق خاصة إذا ما طال أمد الجائحة إلا حين الوصول لـ لقاح ينهي وجودها بلا رجعة.

نحن الآن أمام مشهد ثقافي اجتماعي مغاير تماماً لما كنا معتادين عليه سابقاً، فقد أحدث تغيرات جذرية وأنماط سلوكية فردية وجماعية بحياتنا، منها التعليم عن بعد والتأثير بأنظمة العمل والسفر ووسائل الخدمات المتنوعة، وكل ذلك يدخل ضمن منظومة قانونية جديدة تكبلنا بالقيود وترسم حدود حياتنا وملامحها.

ونظراً لضغوطات الطقوس الجديدة فلا ينبغي لأحد أن يصافح او يقبل او يعانق، فهل يتوجب علينا اعتبار هذه الإجراءات حماية صحية؛ بينما الصحة ليست مجرد مسـألة طبية بل ايضاً طقوس فردية متداخلة مع معتقدات دينية وعادات اجتماعية؟

نواجه وضع صعب، ولا يمكننا تقبل قيود مسيسة مفروضة بسهولة، فهذا التباعد طويل الأمد يسبب مشاكل نفسية، وتناسي حياتنا الروتينية الطبيعية، وذلك يحمل معه مشاعر غضب واكتئاب وقلق وحزن؛ نعم هناك حزن طبيعي على فقد الأحبة وتباعدهم وقلة التواصل معهم، لكن ما يؤلم أكثر هو خسارتنا لمشاعر واشياء كنا نعتبرها مسلمات، مما سيؤثر على صحتنا العقلية، وسنتحمل ضغط إضافي يصعب حله.

قيود وإجراءات التباعد وضغوطاته كلها عوامل تؤثر علينا بشكل مختلف، وهنا تبدأ “الصدمة الاجتماعية”، حيث كان في بدايته أمر بسيط ونعيش على أمل أن ينتهي إلا أن اصبح من أهم المواضيع المتداولة وبكل مناسبة، وحديث العصر بالفرح والترح والتجمع العائلي والمحادثات الإلكترونية والهاتفية، ويتسم الحديث بالرعب والخوف والوسواس ، مما ينشط انفعال سلبي كالعصبية او التفكير او الكبت والتوتر فيؤدي لمشاكل صحية خطيرة.

نحن نجهل ما يخبئه لنا المستقبل، بل اعتقد أننا بدأنا نتعايش قدر المستطاع مع هذه المستجدات وخلق روتين جديد، ونسأل الله العفو والعافية والقوة لحين إنتهاء الأزمة “إن انتهت”.