ألمستبد يمد طغيانه لفترة ثالثة بعد انتخابات السيسي الملتوية
ألمستبد يمد طغيانه لفترة ثالثة بعد انتخابات السيسي الملتوية
للمحلل المقدوني ديميتار تشوليف
ترجمة عباس عواد موسى
بشار جاهز لاستلام الفترة الرئاسية الثالثة من تلقاء نفسه . في ظل الفوضى التي تسود ليبيا وانتخابات السيسي الملتوية التي وضعت مصر على حافة هاوية يصعب علينا رؤيتها من بعيد .
والمسألة تكمن في مئات الآلاف من القتلى ومثلهم وأكثر من الجرحى ولربما مثلهم من المعاقين وملايين المشردين في الداخل ومثلهم مهجرين في الشتات , وتحت القصف المتواصل براً وجواً وانهمار البراميل المتفجرة دون انقطاع وأطفال يذبحون على الطرقات وليس فقط في السجون وكهول وعجائز يقضون تحت التعذيب الوحشي وما إلى ذلك تكمن في شرعية انتخابات يتحدث المستبد عنها .
وإذن وما دامت الفوضى الليبية سائدة وما دام الرئيس الشرعي المنتخب ( مرسي ) عوضاً عن الطاغية حسني في السجن فلا تغيير في هرم سوريا الرئاسي .
وما يجري على الأرض السورية هو فوضى بحد ذاته . ففيها مرتزقة الداخل وفيها مرتزقة الخارج ولكل دولة في العالم أنصار حلفاء اليوم يمسون وفرقاء الغد يصبحون . وهي الدليل الأكبر أي سوريا بالنسبة لنا عن عالم متفكك بأكمله والنزاعات والصراعات تتمدد بداخله في شتى أرجاء العالم .
ولن أتطرق هنا إلى المجموعات العاملة على الأرض التي لا يعرفها لكثرتها إلا المختصون والمتخصصون . ولكن الوباء الفيروسي لم يسقط الطاغية في سوريا التي تحدها تركيا وفلسطين والأردن ولبنان . والبلدان الأربعة انغمست فيما يجري بسوريا وتأثرت كثيرا . مما يعني إن الشرق الأوسط على فوهة بركان هائل وإما الطاغية أو القوى الراديكالية الإسلامية . وإن كان الخيار الأول فيجب مدّ النفوذ الشيعي على الجميع . بغض النظر عما تضمره السعودية لتنحية بشار وهو ما لا تسمح به إيران . وكل شيء مفتوح فالكنيسة في سوريا دخلت المعركة مبكراً عكس مصر التي دخلتها مؤخراً إلى جانب المشير المتقاعد .
وفي الموجز المفيد لم يستطع النظام والجيش الحر مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام حتى اللحظة . فمشروع تبني الجيش الحر ليس بذي جدوى ما دام عاجزاً عن القيام بأدنى ما قامت به الدولة المشار إليها أو جبهة النصرة .
نعرف جميعاً أن منافسا بشار ماهر حجار وحسان النوري يخوضان الإنتخابات مدفوعان من الطاغية المستبد نفسه ديكوراً لها ولتزيين الفبركة الجارية التي سادت لعقود حكم أبيه وحكمه .
سيكون الطاغية أكثر ذكاءاً من السيسي والمالكي في تحديد نسبة فوزه هذه المرة . فهو يعرف تماماً أن ثلاث دول ستعترف بفبركته وعربدته اللعينة هي التي تنطق باسم سوريا بدلاً عنها ومعها دول تابعة فقط . ولكننا نعلم أن الشعب السوري الذي لن يقبل بمهزلة يجريها مطلوب للقصاص منه سيواصل مسيرته حتى الإنتقام منه ومن أركانه حتى لو رغب العالم كله في إبقائه .