0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

إنتخابات 2020 بين الجدية والهزلية

وكالة الناس – المحامي. مهدي العيسى

حزمة من اربعة اعوام تمر كما مرت غيرها من الحزم التي تضعنا امام صناديق الاقتراع كالعادة، الحصيلة كماهي للمجالس النيابية المتعاقبة لا تتخطى الصفر المئوي درجة لقاء الاداء السلبي الذي اعتدنا التعايش على وقعه.

الناخب يكرر ذات الاخطاء السلبية مع كل حزمة مرت علينا، وتتكرر الطامة تحديدا امام صندوق الاقتراع “السحري” حيث يفقد الناخب وعيه بتاتا، ويتجرد من ثقافته وعلمه امام سحر هذا الصندوق، رغم انه نازل وجالد كثيرا ما قبل وقوفه امام الصندوق مطالبا بالاختيار الامثل! ومنذكرا ومنددا بخيبات وسقطات المجالس السابقة، وبالنتيجة يتم افراز وتكرار واستنساخ المجالس السابقة! وبعد الانسحاب من امام الصندوق وانتهاء الفرز نسمع التراشق بين الناخبين لبعضهم البعض منها تحت عباءة التعصب ومنها البيع المتاح لمن فقد ثقته بالمجالس النيابية ومنها من يرى انها انتخابات مزورة وغيرها الكثير من الاتهامات! على الرغم ان كل منا يعي ما حوت ورقته الانتخابيه ! ولكنه الكبرياء والابقاء على عظمة الشخصية تمنع الناخب من الاعتراف بخطيئته الكبرى التي ادت بنا الى هذا الحال السيء نتاج المجالس الضعيفه والسلبية.

بعض المرشحين حقيقة يمتلكون القوة في طرح انفسهم، منهم من يعتمد على حضوره الدائم بالمجلس واداءه الخدماتي المخصص لابناء عشيرته فقط، ومنهم من تخدمه صدفة الاجماع بالتداور، ومنهم من يمتلك رأس المال الكافي لاصطياد ناخبيه، ومنهم من المرضيين عنهم اصحاب المنهج والدور المحدد، اما البقية من المرشحين هم بالغالب ارقام لا اكثر نرى فيهم الكم لا النوع، بعضهم يرغب في الظهور مجتمعيا وبعضهم لتحقيق خطوة اقتصادية وبعضهم لايعي اصلا سبب ترشيحه الا انه يرغب بممارسة حقه الدستوري رغم انه يعي جيدا استحالة الحصول على اجماع افراد عائلته ليس اكثر.

المرشحين منهم اليوم من يمثل الرأس ومنهم التابع ومنهم تابع التابع، منهم يثق بنجاحه وان العملية الانتخابية وقتيه او فاصل زمني يعود من بعدها للمجلس بكل ثقة، ولكن التبع الذين خلفهم! ماهي الوجهة التي اختاروها لقبول لعب دور “الكومبارس” في هذة الانتخابات؟ وهم يعلمون حتمية انعدام اي فرص لهم بالنجاح! هل لا يعنيهم مكانتهم الشخصية على جميع المستويات؟ هل الفشل من وجهة نظرهم هو منال يصبون اليه ؟ الا يعلموا ان الحصول على ارقام ضعيفة جدا تعد افلاس امام الجميع! وانا من عامة الناس لا زلت استذكر حقيقة ارقام حصل عليها مرشحين لا تأهلهم حقيقة لتمثيل بناية! او حتى قرية! واضحوا للاسف مثال حاضر في كل انتخابات من باب التذكير بعد ان اضحوا ذكرى!

قانون الانتخاب الحالي جيد جدا ولكن للاسف لازال هنالك الكثيرون لا يعون ماهيته، ارى فيه انه فرصة حقيقية للتغيير تجاه الافضل، وفيه انصاف تام وعدالة تجعل الموازين متقاربة وان فهم من شأنه احداث تغيير كبير على الساحة الانتخابية والمجلس النيابي، الا يعي التبع ان بأمكانهم ومن خلال هذا القانون صناعة قوة حقيقية من خلال رفض التبعية والتوجه لصناعة توافقات مبنية على المصداقية لتشكيل كتل وفق القانون الانتخابي تجعل منهم قوة وحقيقة هنالك من استطاعوا ومن خلال وعيهم النجاح بذلك، حيث ارى في هذا القانون كذلك وئد تام للفرقة والخلافات من خلال الاتفاق على تكتل وترك الحرية لاختيار الافضل من داخل هذا التكتل، وشهدنا مثل هذة الحالة حقيقة، ولا يمنع القانون كذلك من تنويع وتنوع الكتلة وكذلك اختيار الافضل منها حتى وان لم تتشابه الاسماء الاخيرة، كذلك لا يمنع القانون اتفاق بعض منسبي النقابات في دائرة انتخابية من التكتل في كتلة يكون نتاجها خدمة للنقابة والامثلة كذلك كثيرة وما تحتاج منا الا الى وعي بسيط جدا.

وفي الخاتمة استعين بمقولة مفادها “اذا اردت أن تعرف اي شعب في العالم انظر الى برلمانه ومن يمثله فيه وبعدها سوف تعرف أي الشعوب يستحق رمي الورود عليه او ضربه بالاحذية” لو نستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ولعلها فيها خلاصة لكل ما تقدم.