0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الاعلام العربي دعاية كاذبة في حرب 67

 
 لا تزال ذكرى نكسة حزيران 1967 تخيّم بظلالها الكئيبة على الصحافة العربية. لكن المطّلع على تغطية الصحف العربية أثناء الحرب، يُصاب بالدهشة والحَيرة؛ إذ إن الفارق بين التغطية الصحفية للحرب والواقع في ميادين المعركة، كالفارق بين السماء والأرض!. ففي الوقت الذي كانت فيه القوات الصهيونية تكتسح الأراضي العربية، كان الإعلام الرسمي يقلب الحقائق ويصور الجيوش العربية في وضع المنتصر الذي يوشك أن يكتسح الأراضي المحتلة في فلسطين ليرمي الصهاينة في البحر، ذلك في الوقت الذي كانت فيه القوات العربية تتقهقر وتنسحب، تاركةً خلفها أراضيها لتكون نهباً للصهاينة. وصورت الصحيف أن هناك ضغطاً على الحكومة الصهيونية من قبل المؤسسة العسكرية التي فرضت على (ليفي أشكول) رئيس الحكومة الصهيوني ، أن يتعاون مع العناصر التي كان يرفض التعاون معها منذ 24 ساعة. لكنه تحت ضغط العناصر العسكرية عليه، قرر ضمّ بعضها إلى حكومته. ورصدت الصحيف تفاصيل ذلك التغيير الوزاري؛ إذ إن موشي دايان أصبح وزيراً للدفاع، وصار مناحم بيغن (رئيس عصابة الأرغون زفاي ليومي الإرهابية) وزيراً للدولة، وصرحت الجريدة بأنّ هناك إجماعاً من المراقبين على أن الحكومة التي تشكلت هي حكومة حرب، في محاولة لتجهيز الرأي العام للحرب القادمة، ورصدت الصحيف اجتماع دايان مع بن غوريون الذي كان (القوة السياسية المؤيدة للانقلاب)، ووصفت الجريدة دايان بأنه (الساعد الأيمن لبن غوريون) و(خصم أشكول اللدود)، في إشارة إلى قبول أشكول التعاون مع دايان على مضض. وأشارت الصحيف إلى أن جميع أحزاب العدو صارت ممثلة في الحكومة الجديدة باستثناء الحزب الشيوعي. مقال في صحيفة مصرية (موشي دايان طائر العواصف الذي عينوه وزيراً للدفاع للعدو )، ذكرت الصحيفة أنّ “من الأوصاف التي يطلقها أصدقاء موشي دايان عليه، هو أنه طير من طيور العواصف، أي تلك الطيور القادرة على الاستمرار في الطيران وسط العواصف، ويحاول العدو تصوره بصورة الرجل المحنك”. وتستمر الجريدة بالقول: “وربما كانت هذه إحدى وسائل أجهزة الدعاية الصهيونية والغربية في تغطية التمزق السياسي الداخلي في الكيان الصهيوني ، وتستطرد الجريدة بالقول إنه ربما كان ذلك نتاج وقوع العدو”فريسة للدعاية الكاذبة” التي روجتها حول انتصار سيناء عام 1956؛ إذ كان دايان وقتها رئيساً لأركان حرب القوات الصهيونية . وتذكر الجريدة أنه رغم المساعدات البريطانية والفرنسية التي حصل عليها دايان في حرب 1956، إلا أنه لم يحقق نصراً واحداً. وسخرت الجريدة من دايان بقولها: “وربما لم يكن غريباً أن يروج العدو قصة، ويظل ترددها، حتى تنتهي بتصديقها هي نفسها… أما أن تلجأ إلى خيال للمآته من هياكل القش، وأن تلبسه ثوب البطولة وتتملق به لإنقاذها، وهي في محنة كالتي تمر بها اليوم، فهذا هو الغريب فعلاً”. وتختتم الجريدة المقال بالعبارات الآتية: “وعاد طائر العواصف يجرب جناحيه في العاصفة الحالية، ووقف إلى جانبه يسانده ويؤيده فريق بن غوريون، وفي رأسهم ضباب حلم قديم ما زال يسيطر على رؤوسهم، وقد ينتهي إلى أن ينطحوا رأس العدو أملاً في محاولة أخيرة بائسة على أيديهم قبل أن تتمزق داخلياً وتنكسر على يد غيرهم”. لقد مهدت جريدة مصرية في ذلك العدد الرأي العام المصري للحرب القادمة، وفي ذات الوقت تعاملت بشيء من الاستخفاف مع الوزراء الصهاينة الجدد، وخاصةً موشي دايان، مخففةً بذلك من وقع التغييرات الحادثة في الكيان الصهيوني على المواطن المصري والعربي < العسكريون وحدهم هم الذين يتكلمون واصلت جريدة الأهرام في عددها الصادر في الأحد 4 يونيو تغطيتها لتداعيات نبأ التغيير الوزاري الذي حدث في الكيان الصهيوني تحت عنوان (العسكريون وحدهم هم الذين يتكلمون الآن في الكيان الصهيوني )، وقد فصّلت الجريدة في عناوينها الفرعية تصريحات قادة الكيان الصهيوني؛ إذ قال دايان في مؤتمر صحفي “إن الحرب تتوقف على نتائج اتصالات الدول الغربية”، وقال الجنرال رابين رئيس أركان الجيش الصهيوني، في منشور للجيش: “لقد أعددناكم لتقوموا بأية مهمة نكلفكم إياها”، فيما كان العنوان الفرعي الأخير يبعث على الاطمئنان والثقة؛ إذ كان يقول: “هرتزوغ مدير المخابرات يقول عن القوات المصرية: هناك مئة ألف جندي مصري و810 دبابات أمامنا في سيناء”. وتستخلص الجريدة من تلك التصريحات الإعلامية لقادة الصهيوني أن هدف تلك التصريحات هو: أولاً: أن تثبت العناصر العسكرية أنها سلطة الحكم في الدولة. ثانياً: أن تحاول التأثير على الرأي العام الصهيوني الذي فاجأته الحوادث الأخيرة، وهي حوادث (كانت المبادأة فيها كلها في أيدي العرب) لإقناع الرأي العام الصهيوني بأن العدو الصهيوني لا يزال ممسكةً بزمام المبادأة. ثالثاً: أن تحاول التأثير على الرأي العام العربي، بحيث تصور له أن هناك وضعاً جديداً في الكيان على استعداد للمغامرة وتحمّل مخاطر الحرب. وهكذا حرصت الجريدة على التوعية على قدوم الحرب وبثّ روح الثقة في نفوس المواطنين بقواتهم المسلحة، وحرصت الجريدة كذلك على تصوير تصريحات القادة العسكريين على أنها تصريحات عديمة القيمة وأن هدفها هو التأثير على الرأي العام العربي والصهيوني لا غير. وفي إطار بثّ روح الحماسة لدى الرأي العام العربي ، بثت الجريدة خبراً على الصفحة الأولى يقول: “تأييد في أنحاء العالم لموقف القاهرة… آلاف من المتطوعين للقتال ضد العدو”. ويفيد الخبر بأنّ هناك دعماً رسمياً وشعبياً في مختلف عواصم العالم لموقف الجمهورية العربية المتحدة، وبتشكل هيئات خاصة للدعم المادي والمعنوي لموقف القاهرة. وأعلن في أكثر من عاصمة عن آلاف المتطوعين للقتال ضد العدو الصهيوني جنباً إلى جنب مع شعب الجمهورية العربية المتحدة. وأفاد الخبر كذلك عن تشكل هيئة في مدينة لاهور الباكستانية لتقديم الدعم للشعوب العربية في حربها مع العدو الصهيوني ، وأن الهيئة تسمى (رابطة الجمهورية العربية وباكستان)، وأن رئيسها هو الزعيم الديني مولانا (كاوزار ناظر). وفي خبر آخر على الصفحة الأولى أيضاً بعنوان (مئات من الأمريكيين يتطوعون للدفاع عن مصر.. أطباء وممرضات ومهندسون وطيارون وأساتذة جامعات)، أعلنت الجريدة تشكيل لواء من المتطوعين من أبناء الشعب الأمريكي للقيام بالخدمات غير العسكرية في الجمهورية العربية المتحدة، وسُمّي اللواء (لواء فورستال) نسبةً إلى (جيمس فورستال) وزير الدفاع الأمريكي الراحل الذي عارض سياسة ترومان وعارض الصهيونية، وذلك على خلفية تصريح الرئيس عبد الناصر بأن (الشعب الأمريكي صديق للشعب المصري) ، وهذا ما سنلاحظ تغيره في الأعداد القادمة من الجريدة، وذلك عندما اكتُشفت المساعدات العسكرية الأمريكية الصارخة للعدو إبان حرب حزيران. 5 يونيو: العراق ينضم إلى اتفاقية الدفاع المشترك تحت عنوان (انضمام العراق لاتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن) غطّت جريدة الأهرام نبأ انضمام العراق إلى اتفاقية الدفاع المشترك في العدد الصادر يوم الاثنين 5 يونيو. وأفاد الخبر بأن الوفد العراقي برئاسة طاهر يحيى، نائب رئيس الوزراء العراقي، وقّع الاتفاقية أمس مع الرئيس عبد الناصر وأنه يغادر اليوم إلى عمّان لتوقيعها مع الملك الأردني حسين، وفصلت العناوين الفرعية تصريحات الرئيس عبد الناصر حول الاتفاقية؛ إذ قال: “إن وحدة الجبهات العربية على النحو الذي تحقق خلال الأيام الماضية حددت قوة الأمة العربية وكرامتها”، وقال أيضاً: “نحن على أحرّ من الجمر انتظاراً للمعركة لكي نجعل العدو يفيق من الأوهام ويواجه الحقيقة العربية وجهاً لوجه”، كذلك صرّح طاهر يحيى بأن “العراق مع القاهرة في كل شيء، ولا أستطيع أن أصف شعورنا في هذه اللحظات رئيساً وشعباً وحكومة وجيشاً”. وأفادت العناوين الفرعية بأنّ جميع الجبهات العربية تتحرك في (تناسق رائع) إلى (مواقع المواجهة الحاسمة مع العدو الصهيوني ومن يقفون وراءه). وأفاد الخبر بأنه في أثناء الاحتفال الذي كان يجري في القصر الجمهوري بالقبة في مناسبة توقيع اتفاقية الدفاع المشترك، كانت الأمة العربية كلها تتحرك على مواقع المواجهة مع العدو؛ إذ كانت الدول العربية البترولية تجتمع في بغداد لبحث موقف بترولي موحد ضد قوى العدوان. وكانت هناك قوة ضخمة من الجيش الجزائري تعبر الطريق الشمالي في اتجاهها إلى الجمهورية العربية المتحدة، وكانت القوات العراقية تتدفق إلى الأردن لمواجهة العدو الصهيوني ، جنباً إلى جنب مع القوات الأردنية. وهكذا، صورت الجريدة التضامن العربي لمواجهة العدو. وعلى الصفحة الأولى من الجريدة، يطالعنا خبر بعنوان (الشعور المعادي لأمريكا في الأردن بلغ ذروته)، حيث يطالعنا الخبر بأنّ وكالة اليونايتد برس الأمريكية قالت إن الشعور المعادي لأمريكا في الأردن بلغ ذروته، وذلك بسبب “الموقف الأمريكي من الوضع الراهن في المنطقة ومساندتها للعدو الصهيوني . وقالت وكالة اليونايتد برس إن الملك حسين يشعر بالغضب من موقف الولايات المتحدة، وخاصةً بعدما حولت طريق إحدى السفن الأمريكية التي كانت تحمل شحنة أسلحة إلى الأردن بعد أن كانت تتخذ طريقها نحو خليج العقبة. وأضافت الجريدة نقلاً عن الوكالة أن الملك حسين يعلم هو وضباط الجيش الأردني أن كميات الأسلحة الأمريكية التي تقدم للعدو أضخم بكثير من تلك التي تقدم للأردن. وفي هذا الخبر نلمس انعكاساً واضحاً لتدهور العلاقات المصرية الأمريكية، فمن تشكيل لواء أمريكي لمساعدة العرب، إلى بلوغ الشعور المعادي لأمريكا إلى ذروته في الأردن، نستطيع أن نلمس تحولاً هائلاً للسياسة المصرية وللسياسة الإعلامية في مصر آنذاك. 6 يونيو: معارك ضارية على كل الجبهات تطالعنا جريدة الأهرام يوم الثلاثاء 6 يونيو بهذا العنوان (معارك ضارية على كل الجبهات مع العدو). وتفيد العناوين الفرعية بصدّ القوات العربية للهجمات الصهيونية ببراعة؛ إذ أُسقطت 115 طائرة صهيونية ، وأُسر وقُتل عدد من طياري العدو، وحطمت القوات المصرية ثلاث هجمات للعدو بالمدرعات في الكونتيللا وأبو عجيلة وخان يونس. وهكذا، بدأت الجريدة في قلب الحقائق لترويج انتصار زائف. وأفادت العناوين الفرعية بتوحّد الجبهات العربية ضد العدو، وأنها تقاتل وفقاً لخطة العمليات الموحدة؛ إذ نقرأ في العناوين الفرعية الآتي: “الطيران المصري والأردني والسوري والعراقي يعمل فوق أرض العدو طوال يوم أمس”. كذلك تناولت الجريدة دعم الدول العربية غير المشاركة في الحرب؛ إذ نقرأ أنّ “الملك فيصل يبرق بتأييده لعبد الناصر وعبد الناصر يردّ عليه ووزير الدفاع السعودي ينسق جهد السعودية مع وزير الحربية المصري”. وهكذا عملت الجريدة على تضخيم حالة التضامن العربي لطمأنة المواطن المصري إلى مستقبل المنطقة العربية في خضم الحرب المشتعلة. 7 يونيو: الطيران الأمريكي والبريطاني يعمل ضدنا في المعركة تحت هذا العنوان غطّت جريدة الأهرام في عددها الصادر يوم الأربعاء 7 يونيو نبأ اكتشاف مساعدة الطيران الأمريكي والبريطاني للعدو الصهيوني أثناء المعركة. وتوضح العناوين الفرعية تفاصيل ذلك النبأ؛ إذ شاهد الملك حسين بنفسه على شبكات الرادار الأردنية موجات الطائرات الأمريكية تخرج من حاملات الطائرات في البحر لمساعدة العدو. وساعدت اعترافات أسير العدو في سورية على التأكد من هذا النبأ. كذلك رصدت الجريدة الغضب الشعبي في العواصم العربية من المساعدة الأمريكية البريطانية للعدو؛ إذ نقرأ في العناوين الفرعية: “الجماهير في كل العواصم والمدن العربية تهاجم السفارات والقنصليات والمكتبات الأمريكية”. وبناءً على كل ما تقدم، تعلن الجريدة موقف القاهرة من الولايات المتحدة؛ إذ نقرأ “بعد أن ثبتت أدلة التواطؤ الأمريكي، قررت القاهرة بعد مشاورات مع الدول العربية قطع العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية”. ويلي ذلك العنوان عنوان آخر يفيد بأن حكومتي سورية والجزائر قطعتا علاقاتهما مع حكومتي بريطانيا وأمريكا. ومن باب التغطية على الهزيمة الساحقة، عمدت الجريدة إلى تضخيم صور التضامن العربي مع الجمهورية المتحدة تخديراً للوعي المصري وطمأنة للمواطن المصري الذي لم يعلم بعد بأنباء الهزيمة؛ إذ تفيد العناوين الفرعية الأخرى بأن العراق يوقف تدفق البترول وأن سوريا توقف شحن البترول والكويت والجزائر تقرران وقف تصدير البترول لأمريكا وبريطانيا. وفي زاوية بعنوان (بصراحة)، كتب محمد حسنين هيكل مقالة قصيرة بعنوان (دور أمريكا وبريطانيا). في هذا المقال يذكر هيكل أنه لا يخالجه شك في أن لأمريكا ولبريطانيا دوراً في دعم العدوان الصهيوني، وخاصةً في ما يتعلق بالمجهود الجوي؛ إذ يفصل هيكل هذا الدور بعدة نقاط: أولاً: تغطية الكيان الصهيوني جوياً ونشر مظلة واقية فوقها؛ إذ كان ذلك طلباً ملحاً منذ عام 1956، وهذا يمنح فرصة لكي يتحرك الطيران الصهيوني ويؤدي دوره الهجومي، مطمئناً إلى أن قواعده تحت حماية واقية. ثانياً: تزويد الطيران الصهيوني بطيارين تحت ستار التطوع؛ إذ يؤكد هيكل وصول عدد من الطيارين الأمريكيين والإنجليز إلى الكيان الصهيوني، وكانت هناك طائرات أمريكية عليها العلامات الصهيوني تنتظرهم. ثالثاً: الاشتراك في العمليات الجوية فعلاً على الجبهة الأردنية، على اعتبار أنها أكثر الجبهات حساسية بالنسبة إلى العدو. ويؤكد هيكل أن القيادة الأردنية اكتشفت اثنتين من حاملات الطائرات تقفان في البحر المتوسط قبالة فلسطين، وذلك بواسطة شبكات الرادار. ويذكر هيكل أن عدد الطائرات الصهيونيةالعاملة على الجبهة الأردنية هو 400 طائرة، وأن العدو لا يملك هذا العدد من الطائرات لتوجيهه إلى جبهة واحدة. وينتقل هيكل من الدور العسكري للولايات المتحدة في الحرب إلى الدور السياسي، فيفصّل ذلك الدور في عدة نقاط: أولاً: اجتماع ويلسون وجونسون في واشنطن الذي أقر فيه عملية التواطؤ الجديدة، وكان هذا التواطؤ مستوراً تحت ادعاءات واشنطن بأنها تقوم بكل نشاط سياسي للحيلولة دون انفجار الوضع في الشرق الأوسط. ثانياً: حالت الولايات المتحدة دون صدور قرار من مجلس الأمن بإدانة العدو؛ لكونها البادئة في إطلاق النار. ثالثاً: تصريحات نائب رئيس الوزراء الصهيوني القائلة بأنه مطمئن إلى المساعدة الأمريكية للعدو، وبالقوة إذا اقتضى الأمر. ثم يشرح هيكل كيف أقدم العدو على مخاطرة لم تكن تقدم عليها، لولا أنها مطمئنة إلى الموقف الأمريكي البريطاني، وذلك لأن الاستعمار هو الذي خلق العدو؛ فمن الطبيعي أن يحميها كقاعدة له ورأس جسر له. ثم يختم هيكل مقالته القصيرة بقوله: “هذا هو موقف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، البلد الذي رجته الشعوب يوماً ليكون صديقاً للحرية، فإذا هو الآن عدوها”. 8 يونيو: القتال مستمر بعنف على الجبهة المصرية بهذا العنوان غطت جريدة الأهرام أنباء هزيمة حرب حزيران في يوم الخميس 8 يونيو، فيما استمرت لغة الانتصارات الزائفة في العناوين الفرعية للصحيفة، فنقرأ عن سقوط 300 طائرة للعدو، وعن إبادة مجموعات من جنود المظلات حاول العدو إسقاطها. في الوقت نفسه تستمر الجريدة في تسليط الضوء على الموقف الأمريكي البريطاني المنحاز إلى العدو؛ إذ نقرأ عن طائرات بريطانية من طراز كانبيرا تغير على المواقع السورية المشتبكة في القتال وعن 75 طائرة أمريكية كانت تعمل من قاعدة هويلس الأمريكية في ليبيا. وتسلط الجريدة الضوء على الدور السياسي الذي تقوم به الولايات المتحدة؛ إذ نقرأ “الدور القذر الذي قامت به الولايات المتحدة في جلسة مجلس الأمن أمس يكشف تواطؤها المشين مع العدو”. يتضح من خلال ما تقدم أن جريدة الأهرام كانت تغطي أنباء حرب حزيران بنحو غير مهني، وأنها كانت مرتبطة بقرارات سياسية بعدم التصريح عن حقيقة هزيمة 1967، وأنها صدرت للرأي العام المصري أنباء الانتصار وسحق العدو، فيما كان العدو يحتل الأراضي العربية في القدس والضفة وغزة وسيناء والجولان.
بقلم الكاتب جمال ايوب