عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

تفسير النتائج أهم من النتائج نفسها

وكالة الناس – د. رشيد عبّاس

قد تكون شهادتي مجروحة كوني كنت يوما احد مدراء التربية والتعليم في وزارة التربية والتعليم، لكن كلمة الحق ينبغي ان تقال في الوقت الذي يشكك فيه الكثيرون في هذا العام بالذات بنتائج امتحان شهادة الثانوية العامة 2019 م/ 2000م، والمشكلة تقع في ان كثير من مفاهيم القياس والتقويم الذي تكلم عنها وزير التربية والتعليم في المؤتمر الصحفي للأسف الشديد ومع احترامي وتقديري لهؤلاء ليس لها ابعاد ودلالات تربوية عند بعض المتابعين وقد يكونوا معذورين في ذلك، هؤلاء فهموا ان هناك 78 طالبا وطالبة حصلوا على معدل 100% فقط بغض النظر عن التفسيرات المرتبطة بذلك.

اعتقد جازما ان هذه هي المرة هي الاولى التي يقوم بها وزير تربية وتعليم بتفسير نتائج امتحان شهادة الثانوية العامة في مؤتمر صحفي عند اعلان النتائج لهذا العام، حيث قام معالي وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي بتفسير النتائج وتبريرها بطريقة موضوعية وشفافة للغاية، ويعلم اصحاب الاختصاص حق العلم ان تفسير النتائج يعتبر أهم من النتائج نفسها، فنتائج الطلبة وتحليلاتها تعطينا فقط مستوى اداء الطلبة على فقرات الامتحان، في حين ان تفسير نتائج الطلبة يعطينا المناخات العامة والمتراكمة للطلبة بأبعادها المادية والمعنوية خلال فترات الاستعداد للامتحان والتي قد تكون متقاربة او متباعدة.

الدكتور تيسير النعيمي امتلك هذه المرة جرأة وشجاعة الاعتراف بالمناخات العامة والمتراكمة للطلبة، وامتلك كذلك جرأة وشجاعة الاعتراف ايضا بقصور الاهداف التي وضع من اجلها امتحان شهادة الثانوية العامة ولم يأخذ بها حتى اليوم، الامر الذي اوصله الى جرأة وشجاعة تفسير النتائج بكل موضوعية وشفافية، وهنا انا لا اتحدث عن تحليل النتائج انما اتحدث عن تفسير النتائج, فتفسير النتائج يختلف تماما عن تحليل النتائج،.. التحليل يا سادة يا كرام يحتاج الى احصاء، في حين ان التفسير يحتاج الى جرأة وشجاعة الاعلان عن مكامن الخلل من صاحب القرار.

نعم؛ آن الاوان ان نضع اهداف جديدة لامتحان شهادة الثانوية العامة كي تنسجم ومتطلبات ومستجدات العصر الجديد، واعتقد ان حصول 78 طالبا وطالبة على معدل 100% يدعوا الى القلق والاستيقاظ والنهوض بالتعليم من جديد، فأهداف امتحان شهادة الثانوية العامة التقليدية أكل الدهر عليها وشرب، وينبغي تغليب مستويات «بلوم» العليا المتمثلة في التفكير الناقد وحل المشكلات والاستقصاء على مستوياته الدنيا المتمثلة في الحفظ والتذكر واسترجاع المعلومات فقط.

في الدول المتقدمة وفي موضوع التعليم بالذات انتقلوا من مرحلة الرصد والتحليل الى مرحلة التفسير والتبرير لجميع الظواهر المتعلقة بالمناهج واستراتيجيات التدريس وعمليات التقييم، حيث وصل هؤلاء الى حالة متقدمة في تفسير المناهج التي ينبغي ان يكتسب الطلبة من خلالها المعرفة، والى حالة متقدمة في تفسير استراتيجيات التدريس التي ينبغي ان يتعلم من خلالها الطلبة، واخيرا الى حالة متقدمة في تفسير نتائج الطلبة امام أولياء امورهم، وهذا ما قام به هذه المرة وزير التربية والتعليم، معتقدا ان هذه الحركة هي خطوة الى الامام في جانب التحول في امتحان شهادة الثانوية العامة.

وبعد … نريد من جميع المسؤولين عندنا امتلاك الجرأة والشجاعة لإعطاء التفسيرات الحقيقية لجميع الظواهر والتحديات التي قد تحصل لدينا؛ فتحليل الظواهر لوحدها لن يغير شيء.

بقي ان نقول: كيف نفسر حصول(…) طالبا وطالبة على معدل صفر% ؟