قتل وتشريد ودمار أوطان ويدعون ثورة ربيع عربي
تهاوت جيوش العرب جيشا وراء جيش منذ سنوات ، حيث خرج الجيش العراقي بعد حرب ومعارك الخليج وجاءت نهاية الجيش العراقي على يد الإحتلال الأمريكي , وتساقطت الجيوش العربية جيشا وراء جيش وتهاوت قوات الأمة المنكوبة في حكامها الطغاة وتناثرت في الشوارع ، تحت إنقاض البيوت الدبابات والطائرات والمدافع .
هذه المعدات التي دفع المواطن العربي ماله وعمره وأحلامه ، تحولت إلى أدوات قتل وقمع وإستبداد ، ومن يشاهد ما يحدث في سوريا الآن والجيش السوري الذي خاض مع جيش مصر حرب أكتوبر العظيمة كيف إنقسم هذا الجيش , وإنقسم الشعب بين من يحافظ على الوطن وبين من يتلقى الأوامر والدعم المالي والسياسي والعسكري والإعلامي من مستبدين مجرمون مثل أمريكا والعدو الصهيوني وحكام العرب ، وقاموا بإرتكاب مجازر بحق الوطن والمواطن في سوريا لم يرتكبها أحد من الأنظمة الطاغية ، و أغتصبت النساء و لم يوفروا طفلا أو شيخا أو امرأة ونهبوا وشردوا المواطنون .
تدمير الوطن والقتل أصبح أسهل من أي شيء ، يعملون على تقسيم سوريا و كل ما يحدث في سوريا بما يسمى ثورة شعارات للديموقراطية رفعها بعض الخبثاء وأنساق ورائها شعب طيب يرغب بالتغيير نحو الأفضل , قبل ذلك سقطت القوات الليبية في حرب على يد حلف الناتو وحرب أهلية , وفي اليمن تعرض الجيش إلى الإنقسام والشعب إلى مجازر مخيفة و مخاطر جسيمة ، دمروا الوطن العربي وإستباحوا موارده وجعلوا الجيوش أدوات قمع وإستبداد ثم تحولت الجيوش إلى ميلشيات تقتل الأبرياء ، وشتت الشعوب من أبناء شعوبهم و تفحمت الطائرات والمدفعية والصواريخ ، والقتل في الأبرياء والجوعى والفقراء في الوطن العربي ويدعون ثورة ربيع عربي , لقد تهاوت البوابة الشرقية بعد ما حدث في العراق من حروب وأعمال قتل ثم سوريا وليبيا والسودان والمتفجرات في لبنان ، والمتفجرات في مصر وحرب سيناء وما نواجهه في فلسطين والعدو الصهيوني مرتاح ويغذي حروب العرب ويقولون ربيع عربي .
لن نختلف بمسميات المفسدين أو الفاسدين وهم ينشرون الظلم والظلام ، وقلب الحق لباطل والباطل لحق وسلب الحق والحقوق , أثبتت الوقائع والأيام وما وقع فيها من أحداثٍ جسام وفتنٍ سودٍ كقطع الليل المظلم، زلزلت الأرض ، وأضرمت النار في البلاد ، وشتت الشعب ومزقت المجتمعات ، وقضت على كل روحٍ للتعايش كانت قائمة أو ممكنة بين الناس وهي أحداثٌ أليمةٌ وموجعةٌ ، وفي أكثرها محزنة عمت الوطن العربي كله ولم تستثني بلداً ، ولم تترك دولة إلا وقلبت أحوالهم ، وغيرت شؤونهم وسممت حياتهم ، وضيقت عيشهم وجعلتهم فرقاً وأحزاباً وجماعاتٍ وتنظيمات ، وثواراً وفلولاً.
أحداثٌ مريرة جعلت الحليم حيراناً ، أشابت الصغير وأفنت الكبير ، وأخرجت العاقل عن طوره ، والحكيم عن عقله وقلبت الموازين ، وغيرت المعايير ، ووضعت مقاييس جديدة لا علاقة لها بالعقل ولا صلة لها بالمنطق ، ولا قيمة عندها للحق والعدل ، وقواعد الإنصاف والحكمة ، بل تتناقض مع معاني السلام وجوامع الخير ، وكل المحبة والتآخي والمودة والتسامح والعيش المشترك.
أثبتت الأحداث أن الجعجعة هي سيدة المقام ، وأن الكلام أشد من الحسام ، وأن البعبعة سلاح الأهوج ، وأن الكذب وسيلة الفاسد ، وأن التدجيل سبيل المبطلين ، وأن من ملك الأبواق يفوز ومن أشترى الضمائر يكسب ، ومن أستأجر صناع الكلام يتقدم ، ويصبح صاحب حجة ومالك موقف ؟؟؟
بقلم الكاتب جمال أيوب .