المسؤولية الوطنية قبل المطالب القطاعية
آخر ما يريده الرأي العام الأردني، والمعلمون في طليعته، ان يتسبب اي حدث في ارهاق ابنائنا رجال الأمن العام، الذين ظلوا طيلة الأشهر الخمسة الماضية في استنفار قاس صعب، يسهرون على الحظر ويمنعون التمادي في الاختلاط، حفاظا على صحة الشعب.
ظل النشامى رجال الأمن العام، وما يزالون، في الشوارع ليل نهار بالبساطير والطماقات، يغلقون مدينة أو منطقة، يعزلون بناية او اكثر ويحفظون التباعد في المولات والأفران.
لم نقبل مشاهد الصراخ على رجال ابنائنا ضباط وجنود الأمن العام، الذين كانوا يؤدون واجباتهم باكثر الأساليب حضارية وقانونية.
ولن نرضى بإلقاء أعباء مرهقة اضافية على رجال الأمن العام. الذين يستعدون لفك الاستنفار خلال هذه الأيام الفضيلة التي يزينها عيد الأضحى المبارك.
ولا نقبل ان يتم خرق تعليمات حظر التجمع والتجمهر والاعتصامات، التي نعرف كلنا ان واجب رجال الأمن العام، الذي لا تهاون فيه، هو منعها منعا تاما وكاملا.
لن يقبل الرأي العام الاردني والمعلمون في طليعته، ان يتم التحريض وزج ابنائنا المعلمين في مواجهة خشنة مع اخوانهم رجال الأمن العام.
كل شيء قابل للحل بالتفاهم والتحاور وليس بالتنمر والاستفزاز والشتم والتطاول وانتهاك القانون.
للاسف البالغ اننا شاهدنا اشرطة فيديو، صعقنا ما فيها من اسفاف وشتم والهبوط الشديد في المستوى الأخلاقي للخطاب البعيد كل البعد عن لغة المعلمين ورفعتهم وطليعيتهم وعقلانيتهم.
التحريض على تحدي القانون وكسر هيبة الدولة والدعوة الى اعتصام واسع، علاوة على انه غير ممكن اطلاقا، فهو غير مقبول.
وهو بكل تاكيد، سيجر الى شر واذى وضرر، نحن في غنى كلي عنه.
وقديما قيل: «اذا اردت ان تُطاع فاطلب المُستطاع».
هذه هي الظروف التي نحتاج فيها الى الحكمة والتضحية والصبر والتحمل.
البلاد تعرف ان المعلم يستحق ما تحقق له من علاوات. لكنها تعرف ان الجهاز المدني كله يستحق. وكل حملة الشعار المبارك يستحقون.
ويظل ان الجود من الموجود. وانه سيأتي اليوم الذي تعاد فيه كل العلاوات الموقوفة الى كل مستحقيها. وذلك اليوم ليس ببعيد.
و كل عام وأنتم بخير.
محمد داودية