عُدْنَا والعَودُ.. أَحْذَرُ
تَوقَّفتْ كلُّ مَظاهرِ الحَياةِ عن الحَركةِ جَرّاءَ جائحةِ كورونا، وعاشَ الشّعبُ الأردنيُّ – شَأنُه شَأنُ كلِّ شُعوبِ العَالم-ِ مَراحِلَ صعبةً. وظلّتْ صَحيفةُ الدُّستورِ على مَوازاةٍ للحَقيقةِ والوَاقعِ، تَصدرُ يوميًا بِحُلَّتِهَا الإلكترونيَّةِ وتُواكِبُ الأحداثَ المَحليَّةَ والإقليميَّةَ والدوليَّةَ بِدَأبٍ وحِرْصٍ.
ثَلاثَةُ شُهورٍ تقريبًا مَضتْ على تَوَقُّفِ صُدورِ الصَّحيفةِ وَرَقِيًّا، ولَمْ تَتوقَّفْ لحظةً عن أداءِ الوَاجبِ. فكانتْ صَوتَ الأردنِّ وكلمتَهُ التي لا تتوقَّفُ لحظةً واحدةً في كلِّ زمانٍ ومكانٍ. “الدُّستور” في حُلَّتها إلكترونيًا.
اليومَ تعودُ أوراقُ صحيفةِ الدُّستورِ، وحَريٌّ بنا قَولُ: عُدْنَا والعَودُ أَحْذرُ، لتُدارَ العَجَلَةُ مِن جَديدٍ، بينَ طَيَّاتِها بَشَائرُ الأملِ وصُورةُ الوَطنِ الجَميلِ، وكَيفيَّةُ تَخَطِّي أَزمةِ الجَائحةِ بالوَعيِ والعَملِ الدَّؤوبِ.
تَوَخِّيًا لِسَلامةِ الوَطنِ والمَواطنِ؛ حَرصَتْ صَحيفةُ الدُّستورِ في صُورَتِها الإلكترونيَّةَ على نَقلِ قَرَاراتِ الحُكومةِ بِكلِّ دِقَّةٍ ومِصدَاقيَّةٍ، وسَخَّرتْ كَافةَ الوَسائلِ لِخِدمَةِ المَصلحةِ العامَّةِ، وذلكَ لتَجاوزِ المِحْنَةِ بكلِّ شَفافيَّةٍ وواقِعيَّةٍ. حيثُ أَسهَمتْ تلكَ الجُهودُ الحَثيثةُ في الحِفَاظِ على قُرَّائِها ومُتابِعيهَا على نَحو مُستمرٍّ يُؤكّدُ الثِّقةَ المُتبادلَةَ بينهُما.
ولِتَجاوزِ المَرحلةِ “الكورونيَّةِ” أَطلَقتِ الصَّحيفةُ خدماتِ “البثِّ الصّوتيِّ”، للاستِمَاعِ للأخبارِ والبَرامجِ، مُشكِّلةً حَلقةَ تَواصُلٍ مُباشِرَةٍ مع المُواطنِ حِرصًا على إيصَالِ المَعلومَةِ الصَّحيحةِ من مَصادِرهَا الرّسميَّةِ المَوثوقةِ، تَماشيًا ومُتطلباتِ المَرحلةِ الرَّاهنةِ من نَاحيةٍ، ولتَشكيلِ الوَعيِ اللازمِ لدَى الشَّعبِ من نَاحيةٍ أُخرى، عَبرَ تَطبيقِ “البودكاست” وتَطبيقِ “ساوند كلاود”.
وقَد عَملتْ إدارةُ صَحيفةُ الدُّستور وطَاقمُ العَملِ الصّحفيِّ خلالَ الأزمةِ على استحداثِ نَهجٍ جَديدٍ، تُقدِّمُ من خِلالهِ “مَضامينَ الرِّسالةِ الوطنيَّةِ”، رَكَّزتْ على الإجرَاءاتِ الوِقائيَّةِ والاحترَازيَّةِ لمُجابَهَةِ فيروس كورونا، والحَدِّ من انتشارِهِ، والاطِّلاعِ على كُلِّ جَديدٍ بهذا الشَّأنِ.
لقَدْ حَقَّقتِ الصَّحيفةُ ما يَزيدُ على 36 مليونَ تَفاعلٍ عَبرَ مِنصَّاتِ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ. اسْتقطَبتهُم الكَلمةُ الوَاعِيَةُ والثِّقةُ المُتبادَلَةُ والحَقيقةُ والمَوضوعيَّةُ والتَّنوُّعُ. لاسْتطلاعِ الأخبارِ والأحدَاثِ وكُلِّ شَأنٍ جَديدٍ. فَكانتِ “الدُّستورُ” أوَّلَ صَحيفةٍ أُردنيَّةٍ والثَّانيةَ في العَالمِ العَربيِّ سَعتْ في تَوظيفِ الذَّكاءِ الاصطِناعيِّ لطَلبِ الأخبارِ صَوتيًا من خِلالِ تَطبيقِ صَحيفةِ الدُّستورِ الإلكترونيِّ. كما وحقَّقتْ نِسبةَ مُشاهَداتٍ تُقدَّرُ بـ 16 مليونَ مُشاهدةٍ عَبرَ مَوقِعهَا الإلكترونيِّ.
لقَدْ حَرصَتْ إدارةُ “الدُّستورِ” ولا تزالُ تَحرِصُ على تَطويرِ عَملهَا الصّحفيِّ ومَا يَتماشَى وطبيعةَ المَرحلةِ الجَديدةِ، فَصَنعتْ جُسورًا من الثِّقةِ المُتبادلَةِ بينَها وبينَ مُتابعيهَا وقُرَّائِها. من خِلال الحِرصِ على تَقديمِ مُستجدَّاتِ كافةِ الأخبارِ المَحليَّةِ والعَالميَّةِ صَوتًا وصُورةً. وكَانتِ الصَّحيفةُ مِنبرًا حَقيقيًا لإدارةِ أزمةِ جَائحةِ كورونا بِكلِّ دَقائقِها وتَفاصيلِها، بدءًا بعنايةِ جَلالةِ المَلكِ وحِرصِهِ ودَأبِهِ الشَّديدِ، حيثُ تَصدَّرتْ جُهودُه الحَثيثةُ عَناوينَ الصَّحيفةِ وتَقاريرَها والمَقالاتِ. واستَقطبتِ الصَّحيفةُ أيضًا المُحلِّلينَ السّياسيينَ والاقتصاديينَ وعُلماءَ الاجتماعِ والأُدباءَ، وفي ظِلِّ الأزمةِ كانتْ أيضًا مِنبرًا للأطباءِ يُقدِّمونَ آراءَهم ونَصائِحَهم للمُواطنِ. كلُّ كلمةٍ وصُورةٍ وصَوتٍ قَدَّمتهُ الصَّحيفةُ كانَ احتفاليَّةً للخَلاصِ ورِهانًا حقيقيًّا على وَعيِ المُواطنِ كَي يَخرجً سالمًا من كَيدِ هَذه الجَائحةِ.
لَم يَعُدْ خافيًا أنَّ جميعَ القطاعاتِ تأثَّرتْ مَاليًا بسَببِ هذه الجَائحةِ والصّحافةُ الورقيَّةُ إحداهَا، ولقدْ عَملتِ الحكومةُ جَاهدةً في مُحاولاتِها للحدِّ من تَأثيرِ هذه الجَائحةِ على مُختلفِ القطاعاتِ. الصّحافةُ الورقيَّةُ اليومَ بحاجةٍ لالتفاتةٍ من الحكومةِ تُخفّفُ من وَطأةِ الأزمةِ عليها وتُساهمُ في الحِفاظِ على دَيمومتِها، فهي أرشيفُ الوطنِ ومُستودعُ إنجازاتِهِ.
حَقًّا، لقدْ جَسَّدتِ “الدُّستورُ” أسطورةَ العَنقاءِ التي تَنهضُ من الرَّمادِ كي تَستعيدَ الحَياةَ وتتجدَّدَ، تَنبعِثُ فيها الرُّوحُ بهيَّةً ومُشرِقةً.
تَعودُ “الدُّستورُ” اليومَ وَرقيًّا من جَديدٍ، تَشُقُّ طريقَ الكَلمةِ الوَاحدةِ والوَطنِ الوَاحدِ. يدًا بيدٍ نَحمِلُها ونَمضِي ولِسَانُ حَالنَا يقولُ: عُدْنَا والعَودُ أَحْذَرُ.
حَمَى اللهُ الأردنَّ عَزيزًا ومَنيعًا.
مصطفى الريالات