حكومة التوافق الوطني أول الطريق لتحقيق المصالحة
الوطن للجميع، نحرره معاً ونبنيه معاً، وهذا معناه شراكة سياسية ضمن رؤية توافقية تجتمع فيها القواسم المشتركة لنا جميعاً , بإمكان سفينتنا أن تمضي الآن مسرعة وبخطى واثقة، وأن تتخطى بحر الظلمات، وأن ترسو إلى شاطئ الأمان , الأسابيع القادمة هي المحك الحقيقي لمدى قدرة اتفاق المصالحة ، بانتظار ظهور أسماء رجالات المرحلة الانتقالية القادمة, لأن اختيار الشخصيات ذات الكفاءة والأهلية والانتماء الوطني ستعطي مؤشرات مشجعة لاتجاهات ما هو قادم، حيث إن الحمل جدُّ ثقيل، والحرب النفسية والتهديدات التي يطلقها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني يجب أن نأخذها في الحسبان.. لذلك، نحن معنيون بأن يتقدم الأفضل من رجالات هذا الوطن، ليكونوا سنداً للوطن وليس عبئاً عليه , حكومة التوافق الوطني أول الطريق لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام،التي طالما نادينا بها، تتدافع الآن تساؤلات الشارع الفلسطيني وقدرة الاتفاق على معالجة تراكمات السنوات السبع العجاف وأدوات الحكومة العتيدة وفعاليتها، شكل وطبيعة تشكيلة الحكومة؟؟ إن هذه التساؤلات تغلف الأجواء المجتمعية السائدة والتي تنقسم بين الإحباط والحذر، فيما يبحث الناس وراء اجابات مطمئنة لها ولأخواتها من معالم بؤس الحياة اليومية، والتي يقف خلفها الاحتلال والحصار والانقسام، إن هناك الكثير مما يريده الشعب من الحكومة هوصون كرامة المواطن، إن ما ينتظره الشارع الفلسطيني ونخبه الفكرية والحركية والمجتمعية اختيار وزراء للحكومته الانتقالية من شخصيات تحظى بالأهلية والكفاءة، ومشهود لها بالوطنية والنزاهة، وتكون قادرة على القيام بمهمة النهوض بالوطن، أما إذا كانت الخيارات تخضع لمعايير القبول لحسابات ترضية هذا الطرف أو ذاك، فهذا سيخلق بالتأكيد إشكالية لهذه الحكومة، ليس فقط بين فصائل العمل الوطني والإسلامي بل للشارع الفلسطيني كله ، إننا نطمع خلال المرحلة القادمة أن تسود علاقاتنا الوطنية مفاهيم التعايش والتآخي والتعددية الحزبية والشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة، وأن نبتعد عن لغة الإقصاء والتهميش والاتهام والتحريض، وأن يجري الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني في أجواء يشعر معها الجميع بالاطمئنان لمستقبل العملية الديمقراطية على أرض فلسطين , وأن كل شيء يطرح للمداولة يجب أن يتم بالتوافق، فالعبئ ثقيلاً على كاهل الجميع، وإذا كانت الحكومة كما هو مطلوب , فإن الجميع سيضع ثقله خلف نجاحها، وفتح الطريق لها لكي تمضي في إنجاز المهمات الوطنية الملقاة على عاتقها، والعمل بكل السرعة والجدية لإصلاح منظمة التحرير وتفعيلها، لكي تظل الحاضنة الحقيقية لمشروعنا الوطني، وقاطرة الدفع التي تجتمع فيها قدرات كل القوى الوطنية والإسلامية لبلوغ أهداف شعبنا في التحرير والعودة. وعلى الجميع أن يوطن نفسه لتقديم تنازلات وتسويات مريحة، تضمن توفير القناعة داخل الشارع الفلسطيني بأن الوطن للجميع، وليس فقط ملكية خاصة ، وأن من حق الجميع أن تشرع له الأبواب في مؤسسات السلطة، بعيداً عن كل الحسابات , الاتفاق على آلية وطنية وأمنية لضمان نجاعة الفعل المقاوم، من حق شعبنا تحت الاحتلال أن يناضل لطرد المحتل وانتزاع حريته واستقلاله، فإن على المستويات السياسية تقدير الزمان والمكان لشكل المقاومة المطلوبة .
الكاتب جمال ايوب