لحسة مخ
الجنية اللي حزنت عالنجار .. بعد ما سقط منشاره الحديدي في النهر… وهو بيقطع الخشب حتى يجمع قرشين لقوته اليومي … غطست في النهر وجابت منشار ذهبي … النجار قلها هذا مش منشاري …غطست مرة ثانية وطلّعت بمنشار فضي … ونفس القصة قلها هذا مش منشاري … غطست مرة ثالثة وجابت منشار برونزي و كمان قلها مش منشاري … وبالاخير غطست وجابت المنشار الحديدي .. قلها ايوة هذا منشاري …كافئته الجنية على صدقه واعطته المناشير الاربعة …
في مرة ثانية سمعته بيلطم وحزين جنب النهر .. بعد ما مرته وام عياله سقطت في النهر … غطست الجنية وطلّعت ومعها هيفاء وهبي … وعلى طول قالها ايوة هاي مرتي…
استغربت الجنية من النجار الصادق اللي كذب هالمرة.. لويش كذبت .. النجار قلها خفت أقول الصدق تغطسي وتطلعي بنانسي عجرم وراها تغطسي وتطلعي بإليسا وبالغطسة الرابعة تطلعي مع مرتي.. وتكافئيني على صدقي بالاربعة.. فخليني على وحدة احسن…
يا حبيبي شو حكيم هالنجار..
ياسلام كيف تعامل بتناقض واضح في المرتين وكان ناجح …
كيف تعلم من التجربه الاولى ليتعامل بواقعيه في الحاله الثانيه …
لم يغره الذهب والفضة والبرونز وكان صادقا…
ورضي بأول اختيار في التجربة الثانية ..عكس ما تصرف سابقا .. حتى لا يقع في الخطأ و يتورط باربعة فوق قدرته ….
موقفان متناقضان حقق فيهما العلامة الكاملة …
يعني الصح المطلق غير موجود…
يعني الخط المستقيم يبقى مستقيما حتى لو كان مرة رايح شمالا ومرة جنوبا ..
يعني سلامة سفيرنا المخطوف ممكن تخلينا نروح غربا وننقذه …. مع انه الاصل و الصحيح نروح شرقا …
ان الرضوخ للخاطف كمفهوم مطلق هو في ظاهره عكس الصحيح…
رفض الرضوخ للإبتزاز خط صحيح ….بس انقاذ الرهينة بخط مستقيم معاكس …. هو ايضا خط مستقيم و صحيح …
طريقان متعاكسان مستقيمان ان كان احدهما يؤدي الى المدينة الجميلة … ممكن ان يكون الاخر يؤدي الى القرية الخضراء الهانئة ….
كلاهما صحيحان و ممكن ان تسلك ايهما …و هذا ما فعله النجار الحكيم …..
مختارنا يحتاج الى هذه الحكمة .. ويحتاج الى دعم من كل من حوله .. ليجعل نهاية الخط المستقيم حتى لو بالاتجاه المعاكس سعيدة ….
فبدل ما تصر على زوجتك وتلبس اربعة نسوان … ما رح تقدر تطعميهم (حتى لو كانوا هيفاء ونانسي وإليسا) خليك بوحدة على الاقل وجع الراس اخف….
المزارع يزرع الشجر والنجار يقطع الشجر وكلاهما صحيح …
فبدون خشب النجار لن يعمر المزارع بيتا ولن يدفئ كوخا….
اللي ما يطول العنب *** يحيب له درج ***