د . مراد الكلالدة يكتب .. اعيدوا لنا السابع
بعد أن صُعقنا كباقي الناس بهدم الدوار السابع من قبل أمانة عمّان الكبرى، ومن باب المتابعة منّا لما يجري من أعمال إنشائية هناك، وبعد إتضاح معالم الحل الحضري المصمم من قبل دائرة المرور في الأمانة، فإنه قد تبين أنه كان بالإمكان عمل التحسينات المرورية بتصغير الدوار من قطر 40 متر إلى 20 متر، كما هو موضح في الصورة (الدوار القديم حيث يشير السهم والجديد حيث الدائرة الحمراء) والإبقاء على النحت الفني التاريخ والإنسان الذي تم إعدامه بوحشية.
نحن كمخططين حضريين لا نجادل في ضرورة عمل تحسينات مرورية عند التقاطعات، ولكن نجادل في وجوب ترسيخ ثقافة إحترام عقول الناس والحفاظ على ذاكرة المكان التي إختزنوها عبر السنيين، فبأي حق يتم القفز عن ثقافة المشاركة الشعبية وإشغال المعاول والجرافات في ذاكرة المكان.
مرة أخرى، نشدد على أننا أمام حدث جلل، تمثل بالتسرع في الهدم، فلا يضير الأمانة التوقف عن التنفيذ بعد ما إتضحت معالم الميدان المُعوّل عليه أن يكون المضياف الأول لزوار العاصمة من الداخل والخارج.
عمّان وزوارها، وعلى قدر ما هم بحاجة الى طرق منظمة للسيارات، نجدهم بحاجة أكثر إلى منظومة نقل عام تقلل من عدد المركبات والى فراغات حضرية يستمتعون فيها ويفتخرون بها … لأنهم يستحقون منا هذا وأكثر، فلنعيد لعمّان دوارها السابع، ولنكلف أحد الفنانيين بعمل تصميم مَهيب يليق بتاريخنا، ويجل حاضرنا، ويتفائل بمستقبلنا … والتراجع عن الخطأ فضيلة.