في وطن النشامى .. الأعياد ثلاثية الأبعاد
وكالة الناس – صالح الراشد
تعيش الأردن فترة مميزة من الأعياد فتزامن عيد الفطر السعيد مع عيد آخر سعيد تمثل بيوم الإستقلال، وكلاهما يترافق بقدرة غير مسبوقة لوطن النشامى في التصدي لوباء كورونا, حيث يعتبر الأردن من أوئل الدول التي سيطرت على الوباء ووضعته تحت السيطرة، لتسبق بذلك دول العالم الأكثر مدنية، ليكون عيد الأردن مميزاً بصورة ثلاثية الأبعاد صاغتها رحمات الخالق ثم قدرات أبناء الوطن، حيث تعتبر الأردن من الدول النادرة في العالم التي تعتمد على ابنائها في صناعة حاضرها ومستقبلها بفضل الخبرات العديدة المتراكمة والمتزايدة في الوطن.
فالأردن ومنذ يومه الأول صنع المجد والتاريخ حين إندمجت العديد من الأصول والمنابت في وطن واحد، ففي هذا الوطن نستعيد مقولة الفرسان ” الفرد للجميع والجميع للفرد”، فتآخى أبناء الوطن من شرقه إلى غربه مع أخوة لهم من سوريا والعراق وفلسطين والشركس والشيشان والتركمان، ليصنعوا الوطن الواحد والأوحد الذي يحظى بهذا الخليط الجميل من الدرر الثمينة، ليقدم كل منهم خير ما لديه لرفعة الوطن، ويكون كل واحد منهم السيف الذي يدافع عن الآخرين والترس الذي يحمي الجميع، فأصبح الجميع اردنيون يتساوون في الحقوق والواجبات.
وغدا الأردن قبلة للناظرين فتهفوا إليه قلوب العرب من كل مكان، بعد أن حقق الإنتصار العربي الأول على الكيان الصهيوني وقدم الدعم والسند للاشقاء العرب في حرب رمضان، ثم أصبح بفضل من الله ثم توجيهات الهاشميين الحكيمة ملاذاً للخائفين من الحروب والأمراض والجهل والقهر، فهنا الامن والأمان وهناء العيش وراحة البال، وهنا العلاج في المستشفيات التي تعتبر الأفضل في الوطن العربي، وهنا العلم في جامعات تميزت بقدراتها على تقديم أفضل المُخرجات التعليمية للأوطان.
هذا هو الأردن درة الأوطان لإمتلاكه المعادلة السحرية للتطور والمعرفة والإرتقاء، فهنا في وطن الهاشميين التاريخ البطولي لشهداء ضحوا بدمائهم ليرتقي الوطن، وهنا بوابة المجد لنشر الحق والعدل والمساواة، وهنا مصنع الرجال والبطولات في الحرب والسلم، وهنا أرض الحشد والرباط، وهنا أضرحة من تاريخ عربي مشرف تنثر عبق الزمان، وهنا البتراء ببهائها وروعتها ووادي رم بسحرة وجماله، هنا الأردن حيث تلتئم الجراح وتشفى الأنفس ويرتوي العطشى.
هي ثلاثة أعياد عزيزة تتزامن في وطن الشرفاء والكرامة والعزة والنخوة، ففي هذا الوطن القابض على جمر العروبة تأتي الأفراح زرافات زرافات، وكأنها تقول لكل اردني ” كل عام وأنتم بخير يا صُناع المجد والحرية والتاريخ”، لذا فمن حقنا اليوم أن تكون سعادتنا ثلاثية الابعاد دينية ووطنية وإنسانية، فلكل اردني نقول كل عام وأنتم والوطن بخير، وكل عام والصائمون بخير وكل عام والإنسانيون بألف خير، وكل عام والهاشميون بألف خير، وكل عام وصانع المعجزات صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بألف ألف خير.